صحيفة البعثمحافظات

المعتمدون أبطالها وحماية المستهلك تتوعدهم .. أزمة الخبز تتفاقم في درعا..!

درعا- دعاء الرفاعي 

لم ينته الحديث عن أزمة رغيف الخبز في محافظة درعا بعد، فلا يزال الأهالي تائهون ما بين مطرقة تشبّث أصحاب الأفران بالتطبيق المزاجي لقرار منع البيع المباشر للمواطنين من الأفران، وسندان تعامل المعتمد مع المواطنين ونقص المخصّصات اليومية للأفران.

وزادت هذه المعاناة مع قدوم عدد كبير من العائلات الهاربة من بطش المجموعات الإرهابية المسلحة في أحياء درعا البلد وطريق السد والمخيم، وبالتالي عدم تمكّن المواطن من الحصول على كفايته وعائلته من مادة الخبز الأساسية لأي أسرة، ما دفع البعض للتوجّه نحو شراء الخبز السياحي، وهو ما يشكّل أعباء مادية إضافية تثقل كاهل المواطن المنهك أصلا ًمن ارتفاع تكاليف الحياة نتيجة لقلة الدخل مقارنة بمتطلبات الإنفاق اليومي.

أهالي حي الضاحية السكني الذي يعاني كثافة سكانية أصلاً ومع قدوم الآلاف من المهجرين إلى أقاربهم القاطنين فيه أيضاً، يشدّدون على ضرورة معالجة الأمر بشكل سريع نتيجة النقص الحاصل وتعنت المعتمدين بعدم زيادة عدد ربطات الخبز، كما تأكدت مصادر “البعث” من أن المشكلة هناك ليست فقط بعدم القدرة على تأمين حصة الفرد من مخصصاته بل تعدتها إلى مشكلات أخرى هي سعر الربطة، إذ من المفترض أن يحصل المعتمد على ٢٥ ليرة فقط عن كل ربطة، لكن المعتمدين يطلبون ٥٠ ليرة زيادة ما يتسبب بوقوع ملاسنات ومشاجرات بشكل يومي.

وقال مواطنون: كنا سابقاً نطالب بتحسين نوعية وجودة رغيف الخبز دون أن يسمعنا أحد، أما الآن فلم يعد يهمّ موضوع الجودة بل جلَّ ما نريده تأمين ربطة يوميا وبكل سهولة ويسر دون مشكلات وتدافع منذ الصباح، فمن فترة قريبة ودون سابق إنذار فاجأنا المعتمدون بوجود نقص بعدد الربطات وبالتالي سيكونون مضطرين لتخفيض الكمية على المسجلين مسبقاً لتغطية هذا النقص وإرضاء الجميع، واعتقدنا أن الأمر اضطراري ولأيام معدودة إلا أنهم أوضحوا أن هذا الحال سيدوم بسبب ازدياد الطلب على المادة بعد قدوم مهجّري درعا البلد، ومع هذا فالكميات غير كافية لأحد!!.

المهندس حميدي الخليل مدير التجارة الداخلية وحماية المستهلك  أوضح لـ “البعث” في اتصال هاتفي آلية عمل المديرية فيما يخص ضبط المخالفين الذين يتقاضون أجرا زائدا سواء لمادة الخبز، أو غيرها من المواد، مشيرا إلى أن أي معتمد يتقاضى أجرا أكثر من ٢٥ ليرة هو مخالف و يتوجب عليه دفع غرامة مالية قدرها مليون ليرة وسنة سجن في حال تقدم ضده أحد المواطنين بشكوى خطية، لافتا إلى أن هناك توجيهات جدية بضرورة تأمين مادة الخبز لكافة المواطنين المهجرين عبر زيادة مخصصات المدينة بعد إغلاق مخبزي العباسية وتشرين في درعا البلد، وكافة المخابز تعمل بشكل يومي وفور وصول الدقيق لها.

كما بين الخليل أن مديرية التموين بكافة كوادرها ستتصدى بكل حزم وقوة لكل من تسول له نفسه التلاعب بمقدرات المواطنين ومنع استغلالهم، وأن ما تشهده المحافظة في هذه الظروف الاستثنائية تحتم على الجميع التصدي بالقانون لأي مخالفات تجارية قد ترتكب في حق المواطنين سواء كانت تلاعبا في الأسعار أو غشا في المنتجات أو حجبا للسلع عن التداول وتخزينها بهدف الاحتكار والتحكم بالأسعار.