تحقيقاتصحيفة البعث

خطوات فاعلة في تنفيذ مشاريع الطاقات المتجددة وإنجازات تلقى الدعم في حسياء الصناعية

بعد سنوات عديدة من الحديث عن الطاقات المتجددة والرغبة في تطبيقها لتوفير الطاقة والاستفادة منها، جاءت الخطوة الأولى في تنفيذ هذا المشروع لدعم القطاع الصناعي وتأمين كامل حاجة المدن الصناعية  من الكهرباء المعتمدة على الطاقات المتجددة في المدينة الصناعية بحسياء، وفي هذا المجال تم إطلاق شركة لتوليد /100 / ميغا منها /50/ ميغا كمرحلة أولى في المدينة الصناعية بحسياء على مساحة /350/ هكتار وضعت تحت تصرف المستثمرين على أن يكون أحد شركائها وزارة الإدارة المحلية والبيئة ممثلة بالمدينة الصناعية بحسياء التي تملك الأرض ووزارة الكهرباء ومجموعة من الصناعيين،  وذلك على اعتبار أن الطاقات المتجددة هي الوجهة التي تنظر إليها كافة الفعاليات الاقتصادية الصناعية بالعالم كبديل للطاقة التقليدية التي تعتمد على الوقود الأحفوري الذي هو في طور النضوب.

خطوة حكومية

وبحسب مدير المدينة الصناعية في حسياء بسام منصور فقد عمدت إدارة المدينة إلى تخصيص أرض في توسع المدينة الصناعية بمساحة حوالي /855/ هكتار تصلح لإقامة مشاريع إنتاج وتوليد الطاقة الكهربائية باستخدام الطاقات المتجددة رياح وشمس أو أية مشاريع أخرى لإنتاج وتوليد الطاقة الكهربائية وفق القوانين المعمول بها أو وفق نظام الاستثمار في المدينة الصناعية بحسياء، ولأهمية الاستفادة من الطاقات المتجددة نفذت إدارة المدينة مشروع إنارة طريقين والمجمع الحكومي من الخارج بالطاقة الشمسية، مشيراً إلى أن إجمالي الاستطاعة المركبة في المدينة الصناعية ( لواقط شمسية ) قطاع خاص، تصل إلى /560/ كيلو واط، إضافة أن هناك العديد من المشاريع الأخرى التي هي قيد التنفيذ.

خيارات متعددة

ولأنه من الممكن الاستفادة من طاقة الرياح في توليد إنتاج الكهرباء واستخدامها، فإنه ينحصر فقط في المناطق التي يوجد فيها السرعات المناسبة لتشغيل العنفات الريحية والتي لا تقل عن /6/ م /ثا، ويؤكد منصور أنه توجد بعض التجارب الحالية في تركيب العنفات الريحية لتوليد الكهرباء محلية الصنع من إنتاج المجمع السوري الأوروبي للصناعات الثقيلة في المدينة الصناعية بحسياء، حيث تم تركيب وتشغيل أول عنفة ريحية باستطاعة /2،5/ ميغا واط على طريق حمص طرطوس، ويتم حالياً تركيب العنفة الثانية على نفس المحور وباستطاعة /2،5/ ميغا واط، وكل هذه المشاريع والمشاريع الأخرى تم ربطها على الشبكة الكهربائية العامة في القطر والتي بدورها تدعم إنتاج الطاقة الكهربائية في سورية، ونحن اليوم نتطلع إلى المزيد من هذه المشاريع الحيوية في سورية بشكل عام والمدينة الصناعية بشكل خاص، حيث تم تأسيس شركة محدودة المسؤولية كمبادرة من غرفة صناعة حمص كنواة لإنتاج الطاقة الكهربائية بالاعتماد على الطاقات المتجددة باستطاعة /100/ ميغا واط والتي ستنفذ في المدينة الصناعية بحسياء .

ضرورة ملحة

ويرى الصناعيون بأن الطاقة البديلة هي فرصة هامة أمامهم لمتابعة أعمالهم رغم التأخر الكبير لإنجازها، وبحسب الصناعي مهران النفوري لابد من العمل مع توجهات الحكومة نحو الاستثمار في هذا النوع من المشاريع لما تحمله من ميزات عديدة وهامة وهو عمل ليس خارج عن طاقتنا وإمكانياتنا، لكن هناك وجهة سلبية لدى البعض بأنها خطوة غير مفيدة نتيجة عدم معرفتهم بمضمون هذه المشاريع وعدم وجود الوعي الكافي لديهم، فالطريقة التي يتم بها التعريف عن الطاقة البديلة سواء في الإعلام أو غيره ليست كافية ولا ترتقي للمستوى المطلوب، حيث لابد من النظر إلى تجارب البلدان التي أصبحت رائدة في هذا المجال، في حين أننا مازلنا نختلف مابين استخدام طاقة الرياح أو الطاقة الشمسية وغيرها، وفي الواقع جميعها هامة وقابلة للتنفيذ والاستفادة منها على أكمل وجه, ويؤكد النفوري أننا متأخرين جداً، مما يفرض علينا العمل بسرعة أكبر وعدم الوقوف على الحيثيات الصغيرة التي تعطل تطورنا في هذا المجال.

تكثيف الجهود

لا يبدو أن جميع الصناعيين متفائلين بتطبيق مشاريع الطاقة المتجددة وذلك لأنها مازالت خجولة وغير كافية إلى الآن، حيث يبين الدكتور أمجد أيوب “مختص وصاحب مشروع” أن الانطلاقة في هذا المشروع ما زالت قيد التنفيذ، لذلك لا يمكن الحديث عنها أنها واقع حقيقي، مما يجعل الرؤية ضبابية نوعاً ما وغير واضحة بالنسبة للمستقبل المنظور، وبالرغم من ضرورة التوجه بثقة أكبر نحو هذه المشاريع وتسخير جميع الجهود نحوها، إلا أن العمل فيها حالياً لا يبدو كافياً بل يحتاج لدعم أكبر وجدية في تطبيق استخدام الطاقة البديلة بمختلف أنواعها دون التحيز لنوع واحد كالطاقة الشمسية، فهناك الطاقة الريحية وغيرها من الطاقات التي تعتبر صديقة للبيئة، ويضيف أيوب “نأمل تكثيف الجهود نحو هذه المشاريع واختصار عامل الزمن للوصول إلى النتائج وتقييمها بشكل فعلي ورصد انعكاساتها على عمل المصانع وعلى عملية الإنتاج”.

ميادة حسن