ثقافةصحيفة البعث

كنان أبو عقل أخرج آلة البزق من إطارها التقليدي

عكس كنان أبو عقل ملامح مشروعه الموسيقي بالتأليف لآلة البزق في خروجها عن التقليدية، والعمل على دمجها مع آلات أخرى، واستخدامها كمرافقة في مقطوعات معينة، في أمسية الصولو التي قدمها لأول مرة على مسرح الدراما في الأوبرا، وتضمنت في مواضع قالبي الكابريس والأربيجو، فبدت نغماتها أقرب إلى الغيتار حيناً، وهيمنت بسحرها من خلال الثنائية مع البيانو حيناً آخر، كما قدمت مقطوعة gecalar  بمشاركة وسام أبوعاصي- بيانو، وميشيل خياط- بيركشن، وماهر شروف- كونترباص، وقد جمعت الأمسية بين التأليف وبعض المقطوعات العالمية، وشدت الجمهور إلى عوالم جديدة للبزق.

على هامش الأمسية التقت “البعث” كنان أبو عقل والبداية كانت حول المحور الأساسي لمشروعه الموسيقي؟.

بدأ مشروعي الموسيقي منذ أن كنت طالباً في المعهد العالي للموسيقا، إذ عملت على طرح أفكار جديدة لآلة البزق مختلفة عن استخداماتها التقليدية التي اعتدنا سماعها، سواء الشعبية، أو الكلاسيكية التي ندرسها بالمعهد، فأنا لم أجد نفسي في النوعين، رغم أنني قادر على أدائهما، فتابعت بمشروعي الدمج بين الكلاسيك والمعاصرة، وما ساعدني أنني حصلت على منحة دعم لإنتاج ألبوم خاص لآلة البزق من قبل مؤسسة الصندوق العربي للثقافة والفنون آفاق في بيروت عام 2017 لإنتاج مشروع موسيقي لآلة البزق، ويعد المشروع العربي الأول من نوعه لهذه الآلة، وقد تألف من كتاب مرفق بـ “سي دي”، يحتوي على مؤلفات لي ولمجموعة من أصدقائي المؤلفين السوريين الشباب الذين كتبوا مقطوعات لآلة البزق، وأطلقنا على الكتاب: “ثمانية أتودات لآلة البزق”، والأتود يعني الدراسة البحثية الاحترافية، وليس قطعة موسيقية، وجميع الأعمال مصوّرة ومعزوفة مسجلة على الـ”سي دي” كدليل سمعي بصري للقارئ، وهذا المشروع موجّه للمستويات المتقدمة وليس المبتدئة.

ماذا عن الأفكار الجديدة التي أضفتها لآلة البزق؟ 

برنامج الأمسية يعبّر عن الطروحات الجديدة التي أضفتها للبزق في المقطوعة الأولى التي افتتحت بها الأمسية jinda – من تأليف عامر علي، وجندا تعني شمس الحياة في اللغة الكردية أي التجدد، وتتألف من أساليب تقنية جديدة تقوم على خدع سمعية للمتلقي تتألف من “افيكتات” وتأثيرات صوتية توحي للوهلة الأولى بأنها ليست لآلة البزق، وتأتي ضمن مشروعنا باكتشاف أصوات جديدة للآلة غير مسموعة، إذ توجد فيها العديد من الأصوات، كما قدمت دراسة كونتربوانية للرش تأليف مالك وهب، وكونتربوان هو أسلوب درسناه في المعهد العالي كان يكتب في عصر الباروك، ويعني الأصوات المتضادة بسماع صوتين أو ثلاثة أصوات متضادة في زمن واحد، وهي دراسة لتوضيح التقنية التي تؤدي إلى هذه الأصوات، فأقرأ النوتة كما يقرأ عازف البيانو الذي يستخدم الأيدي الأربع بالعزف. أما المقطوعة التي ألّفتها بعنوان “رسائل إلى أمير البزق” فهي من نمط كابريس الذي يعتمد على السرعة مستوحاة من مؤلفات محمد عبد الكريم ولكن بشكل معاصر من رؤيتي الخاصة، وفيها جمل واضحة لعبد الكريم.

بعيداً عن التأليف أخرجت مقطوعة “gecalar” الكلاسيكية من قالب الصولو إلى توليفة الاوركسترا، فما خصوصيتها؟ 

Gecalar   تعني الليالي باللغة الأذربيجانية، وهي من الأعمال الكلاسيكية التي درسناها بالمعهد، مكتوبة بيانو وآلة صولو أخرى، فعدلتها وقدمتها مع بيانو ومجموعة بيركشن وكونترباص، حتى نخرج الجمهور من نمط الصولو للبزق، ويستمع إلى البزق ضمن تشكيلة موسيقية فيها تجديد ومعاصرة وصولوهات صغيرة أقرب إلى موسيقا الجاز المعاصر، واخترت مجموعة البيركشن والكونترباص لحداثتهما بموسيقا الجاز.

ما التعديلات على مقطوعة traumerei  للمؤلف الروسي نيقولا بوداشكين؟

المقطوعة مكتوبة لآلة الدومرا الروسية القريبة من البزق، وقد كتبت للدومرا مع الاوركسترا، وأخذت منها الجزء الثاني، العمل المكتوب بصوت خفيف يوصل إلى حالة الاسترخاء، وقدمتها مع البيانو.

نعود إلى الصولو، وخصوصية قالب أربيجو؟

المقطوعة الأخيرة كانت للموسيقي الراحل إياد عثمان،arpeggio  وهذا العمل اليتيم الذي ألّفه لأنه اشتغل على التوزيع، وأربيجو شكل موسيقي يتألف من تتالي علامات موسيقية بشكل إيقاع، وكانت فكرة إياد استخدام البزق بشكل كوردات أقرب إلى الغيتار لتكون البزق آلة مرافقة، حاول أيضاً إخراج البزق من الصولو لتؤدي اللحن المرافق وتدعم أي عازف صولو.

كيف ترى آلة البزق بالمشهد الثقافي؟

ضمن المشهد الثقافي آلة البزق مظلومة وقليلة الانتشار، سواء في سورية أو الوطن العربي أو العالم، ويعود ذلك لعدم وجود مهرجانات أو مسابقات دولية للبزق، حتى الاوركسترات العالمية تعتمد على العود أو القانون، وحتى البزق في سورية يعزف بألحان شرقية وشعبية أو كلاسيكية، وأتمنى المتابعة بأنماط جديدة نعمل عليها ضمن مشروعي.

ما مشروعاتك القادمة؟ 

ستكون آلة البزق مع آلات غير مألوفة كثنائية مع آلة السيليستا، وهي آلة تشبه البيانو، لكن أصواتها، أصوات الأجراس، تشبه الآلات الإيقاعية اللحنية التي تعطي الطابع السحري.

كنان أبو عقل: عازف البزق، وهو خريج المعهد العالي للموسيقا، وكلية الإعلام، وعازف في الفرقة الوطنية للموسيقا العربية، واوركسترا قصيد، وغيرها، كما شارك بمهرجانات وورشات متعددة.

ملده شويكاني