دراساتصحيفة البعث

تقرير أمريكي: 3 تريليونات دولار ثروة أفغانستان من المعادن النادرة

عندما وصلت حركة “طالبان”، إلى العاصمة الأفغانية كابول في 15 آب، فإنها لم تسيطر على إدارة الدولة فحسب، بل خضعت لهم ثروة هائلة تتمناها الكثير من الحكومات، إذ قدرت المعادن الأرضية النادرة في أفغانستان بما يتراوح بين 1 تريليون دولار و3 تريليونات دولار في عام 2020، وفقاً لتقرير نشر في مجلة “ذا ديبلومات”، نقلاً عن أحمد شاه كاتوازاي، الدبلوماسي السابق في السفارة الأفغانية بواشنطن العاصمة.

وعلى عكس الصورة الذهنية التي يعتقدها البعض أن أفغانستان هي فقط مجموعة من الجبال والمساحات الأرضية الوعرة، فإن أراضيها تحتفظ بثروات ضخمة، وأصبح بمقدور “طالبان” الوصول إلى رواسب ضخمة من المعادن التي تعتبر ضرورية لبناء اقتصاد الطاقة النظيفة العالمي، بحسب موقع “كوارتز”.

في عام 2010، أصدرت وزارة الدفاع الأمريكية “البنتاغون” مذكرة داخلية تسمّي أفغانستان “السعودية لليثيوم”، بعد أن اكتشف الجيولوجيون الأمريكيون الحجم الهائل للثروة المعدنية للبلاد، والتي تقدّر قيمتها بما لا يقل عن تريليون دولار، وهو ما يتجاوز بكثير أي احتياطيات معروفة سابقاً، وتكفي لتغيير الاقتصاد الأفغاني بشكل أساسي، وربما الحرب الأفغانية نفسها، وفقاً لمسؤولين كبار في الحكومة الأمريكية.

والليثيوم “المعدن الفضي” ضروري لإنتاج السيارات الكهربائية وبطاريات الطاقة المتجددة وأجهزة الكمبيوتر المحمولة والهواتف، ويعتقد أن أفغانستان -والتي تعيش في مفارقة كبيرة بين موارد وثروات هائلة يختزنها باطن الأرض، وفقر مروّع يستشري بين أبنائها فوق نفس الأرض- تمتلك أكبر احتياطي منه في العالم. وبعد عشرين سنة من الاحتلال الأمريكي وقبلها الصراع الداخلي، وبفضل الفساد والخلل البيروقراطي، ظلت هذه الموارد غير مستغلة بالكامل تقريباً.

وهذا نموذج واحد من الثروة الهائلة التي يزخر بها باطن أرض أفغانستان، والتي ما زالت بكراً في استكشاف حقول النفط والغاز أيضاً، حيث: يقول برنامج الأمم المتحدة للبيئة: إن أفغانستان تضم غابات في الجانب الشرقي تكفي لقيام صناعات ضخمة أبرزها الأثاث.

ووفقاً لوزارة المناجم والبترول في أفغانستان فإن قيمة الثروة المعدنية للبلاد تقدر بنحو تريليون دولار، لكن هيئة المسح الجيولوجي الأمريكية تختلف مع هذه التقديرات، وتقول: إن القيمة الحقيقية لها تصل إلى 3 تريليونات دولار، حسبما نقلت شبكة “سي إن بي سي”.

ومن بين أبرز عناصر هذه الثروة المعدنية التي تشتهر بها أفغانستان؛ النحاس، حيث تمتلك ثاني أكبر احتياطي في العالم منه، بقيمة تقدر بنحو 88 مليار دولار، إضافة إلى نحو 2.2 مليار طن من خام الحديد.

كما تمتلك أفغانستان أيضا 1.4 مليون طن من العناصر الأرضية النادرة، و5 مناجم للذهب، و400 نوع من الرخام، واحتياطيات من البريليوم تقدر بقيمة 88 مليار دولار، وتجني 160 مليون دولار من بيع الأحجار الكريمة سنوياً.

وبالعودة إلى الحياة المعيشية تجد الصورة مغايرة تماماً، إذ يعتمد نحو 70-80 في المائة من الأفغان على الزراعة وتربية المواشي، من أجل الحصول على قوت يومهم، بحسب برنامج الأمم المتحدة للبيئة. فوفق بنك التنمية الآسيوي لعام 2020، يعيش 47.3٪ من السكان الأفغان تحت خط الفقر، وهناك 34.3% من العاملين يقل دخلهم عن 1.90 دولار يومياً.

والعام الماضي شهد انكماش الناتج المحلي الإجمالي بمقدار 5%، بالتزامن مع انخفاض نصيب الفرد من هذا الناتج بمقدار 7.2%، وهو ما دفع البنك الدولي لإطلاق تحذيرات من خطورة الموقف، واصفاً أفغانستان بواحدة من أفقر بلدان العالم.