ثقافةصحيفة البعث

تاء التأنيث في إبداعات حلبية

حلب- غالية خوجة

هل من جديد في المشهد التشكيلي الحلبي؟..

تنشط الفعاليات الفنية بين معرض ومعرض، ليحكي فنانوها كما فناناتها أحوالهم وسردياتهم وحكاياتهم المتنوّعة، فأية أحداث وشخوص تناولتها لوحات الفنانات العشرين المشاركات بأربعين لوحة في معرض “إبداعات حلبية” في صالة الأسد للفنون والذي أقامه اتحاد التشكيليين فرع حلب؟.

تنوّعت الأعمال المعروضة بين لوحات ملوّنة ولوحات فنية، منها ما شاهده المتلقي معروضاً سابقاً، ومنها الجديد، إلاّ أن ما جمعها هو حضور العديد من المشتركات المتراوحة بين التعبيرية والتقليدية والكلاسيكية والواقعية والرومانسية والطبيعية.

ومن أبرز العناصر المشتركة في الأعمال المشاركة حضور الأنثى بجسدها وحالاتها وآلامها وآمالها، كما حضرت الوردة الفسيفسائية، والمباني والتراث والحارات الشعبية، والحياة المدنية وتحولاتها النفسية والاجتماعية والمكانية وهو ما تمثله أغلب الأعمال، نذكر منها لوحات كلّ من الفنانات: ابتسام مجيد، حياة الرومو، فان الحلو، والحياة الريفية في حلب، ومنها أعمال الفنانة شكران بلال، وشكّل المعرض حالة من اليوميات بألوانها المختلفة.

وعن هذا المعرض أخبرتنا التشكيلية لوسي مقصود عن مشاركتها: من خلال لوحتيّ التعبيريتين التجريديتين عكست الواقع، لتتشكل قصة نبدأها مع اللوحة الأولى التي رسمت فيها الكتل بدل الأشخاص لأقول: أصبحنا كتلاً في هذا الوجود لا أشخاصاً، لأن الضغط النفسي والاجتماعي والحياتي هو البطل، ورغم ذلك، تركت الخط الأحمر بين الفرح والحزن، وهناك أمل تحكيه لوحتي الثانية “في الجنة” حيث الحلم والألوان المتفائلة ومنها الزهري، والأشكال الباعثة على الفرح.

بدورها، قالت المهندسة الفنانة علياء ريحاوي: قدمت لوحتين في هذا المعرض بعنوان “عبْر الأثير”، شخصيتها الأنثى، في الأولى أركّز على الطاقة كهالة إنسانية تتألم بلونها الأحمر وحزنها الأسود، تعاني بين الاقتراب والابتعاد، لأن حياتنا أصبحت صعبة، لذا لا بد من العمل على الطاقة الكامنة من أجل أن نظل أقوياء، وهذا ما تتضمنه اللوحة الثانية وهي تستعيد نفسها وحياتها لتكون أفضل.

وتحدثت سوزان حسين عن لوحتيها: أحب الطبيعة وفلسطين، لذلك أرسم هذه العناصر التي تعيدني إلى “طبرية”.

وقالت ضياء طاووس: وردتي الفسيفسائية تتحدث عن حالاتنا وأحوالنا والطبيعة، واستغرقت في إنجازها حوالي 3 أشهر.

ورأت النحاتة التشكيلية عهد القطان أمين سر اتحاد الفنانين التشكيليين بحلب سابقاً: لم أشارك في هذا المعرض، لكنني أجده يتضمن تنويعات لونية بعضها جيد، وبعضها يصلح لأن يكون من أعمال الهواة، وهناك فنانات مبدعات وهن قليلات، ولذلك أجد أن الخلط بين المستويات صعب، وأقترح أن يكون هناك معرض للمحترفات المميزات، ومعرض آخر للتجارب المتقاربة التي لم تجد أسلوبها بعد، ولاحظت أن العديد من اللوحات معروضة سابقاً، ومنها “فوتوكوبي” يقلد تجربة بعض الفنانين المبدعين في المشهد، إذن، أين الجديد؟ كما أني أتساءل: أين اللجنة التي تختار الأعمال المشاركة، أم أن علينا أن نقيم مجرد فعالية؟.

بينما أكد التشكيلي إبراهيم داود مدير المعارض باتحاد الفنانين التشكيليين في حلب أن معرض فنانات من حلب بعنوانه “إبداعات حلبية”، يقام ضمن فعاليات ملتقى الفنان فاتح المدرس الذي أصبح ملتقى سنوياً لحلب، وفي كل عام تأخذ الدورة اسم فنان حلبي، وهذا العام دورة وحيد مغاربة. وأضاف: معرض جماعي للفنانات اللواتي استمدت بعضهن مواضيعها من الفنان مغاربة، ومنهن من اتخذت الطابع التعبيري، ومنهن من استفردن بأسلوبهنّ، لتكون لهن بصمتهن الخاصة في مجال اللوحة التشكيلية، وبالمجمل، تعتبر تكويناتهن رفداً للحركة الفنية التشكيلية في سورية، وإثبات وجودهن على الساحة التشكيلية، وهذا المعرض الفريد تجربة تستحق التكرار.