رياضةصحيفة البعث

الموسم الكروي مهدد بالانهيار ومنظومة الإسعاف غائبة والملاعب مهترئة!

ناصر النجار

بدأ الموسم الكروي الجديد، وبدأت المشاكل الكروية المتعددة، وها هي تتنامى يوماً بعد يوم، ومباراة بعد أخرى دون أن نجد الحلول الناجعة لإنهاء مطبات وعثرات بسيطة، فكيف بنا بمشاكل كبيرة صعبة الحل مثل أرضية الملاعب التي لم تعد تصلح لشيء، وسيزيد من متاعبها دخول الشتاء وهطول الأمطار، وللأسف فإن المعنيين بالأمر يتعاملون مع هذه المشاكل على مبدأ “أذن من طين وأخرى من عجين”، حتى بتنا مقتنعين بالقول إن “النشاط الرياضي قائم من أجل أن يكون لدينا نشاط فقط دون أن نسعى لحل المشكلات والمعضلات”.

قبل أسبوعين تماماً، نشرت “البعث” مشكلة شباك المرمى المهترئة في ملعب الفيحاء مع الصور، وأخذنا وعوداً من جهات عدة لتغيير الشباك على اعتبار أن إصلاحها بات من المستحيل، ولابد من شباك جديدة. وبعد أسبوعين زارت “البعث” الملعب ذاته ووجدت أن العيوب فيه قد زادت، والفتحات قد كثرت ومن الصعب ترميمه، وعندما سألنا عن الحل وسبب التقصير تقاذفت كل الجهات المسؤولية، ورمى الجميع الكرة بمرمى إدارة مدينة الفيحاء المسؤولة عن الملعب، لذلك يتبادر للذهن: هل عجزنا عن تأمين شباك صالحة للمرمى؟ مع العلم أن الملعب يستضيف حالياً دورة كروية لفرق دمشق مواليد 2005، وسيستقبل لاحقاً مباريات مختلفة في دوري الدرجة الأولى، ودوري الشباب.

أحد مسؤولي الحكام في اللجنة العليا باتحاد كرة القدم تعامل مع هذا الموضوع ببرود ولامبالاة بقوله: هل نوقف مباراة من أجل “فتحة” في شباك؟! وهل هذا الجواب يحتاج إلى تعليق؟

المشكلة الأخرى التي ظهرت مؤخراً عدم وجود سيارات إسعاف وطواقم طبية في الملعب، وحدث أن أصيب لاعب بلقاء الوحدة مع الطليعة بدوري شباب الممتاز يوم السبت الماضي، واستدعت إصابته النقل إلى المشفى فاستعين بسيارة أحدهم من أجل ذلك!

الحادثة قد تكون مرت بخير، ولكن، هل نضمن أن يمر غيرها بخير؟ وهل سلامة اللاعبين وغيرهم باتت سهلة على القائمين على كرة القدم والرياضة إلى هذه الدرجة؟ اللجنة التنفيذية بدمشق هي المسؤولة عن تأمين رجال حفظ النظام وسيارات الإسعاف، والجواب جاءنا من التنفيذية بأن وزارة الصحة اعتذرت عن تلبية حاجة النشاطات الرياضية من سيارات الإسعاف والطواقم الطبية للاستنفار الحاصل في الوزارة بمواجهة الموجة الرابعة من جائحة كورونا.

وبناء عليه، اتصلت اللجنة التنفيذية بالهلال الأحمر التي رصدت سيارتين لمباراتين في الأسبوع فقط، مع العلم أن المباريات الرسمية التي تقام في الأسبوع حالياً بواقع خمس مباريات بين رجال وشباب الممتاز باستثناء المباريات الودية الأخرى، ونفهم من هذا بأن سيارة الإسعاف ستتواجد في مباراتين فقط، وتغيب عن بقية المباريات، وفي حال ضغط الدوري فإن الغياب سيكون أكبر.

اللجنة التنفيذية، من خلال اتصالاتنا مع المسؤولين عنها، عجزت عن إيجاد الحلول أمام البراهين المقدمة، ونحن نسأل: ما مسؤولية اتحاد كرة القدم والأندية من هذه المشكلة؟ من الناحية التنظيمية فإن اتحاد كرة القدم والأندية غير مسؤولين عن هذا الجانب، ولكن، ماذا سيفعل اتحاد كرة القدم إن رفض أحد الحكام والمراقبين إقامة أية مباراة دون وجود سيارة إسعاف، والقانون معهم لأن القانون لا يجيز إقامة أية مباراة دون وجود سيارة إسعاف، أيضاً إذا رفض الفريق الضيف اللعب في مباراة ما خلا ملعبها من سيارة إسعاف، فماذا سيكون رد اتحاد كرة القدم؟ هل سيفرض على الجميع اللعب وتجاوز القوانين والأنظمة المرعية؟ ومن سيتحمّل مسؤولية أية حادثة مزعجة (لا سمح الله) إن حدثت في ملاعبنا؟!.

أحدهم اقترح لحل هذه المعضلة أن يقوم المكتب التنفيذي بإنشاء نقطة طبية ومركز إسعاف في كل ملعب، ليقوم هذا المركز بالإسعاف السريع والضروري كحل وسط حتى يتم إيجاد الحلول الموضوعية الناجعة.