دراساتصحيفة البعث

محادثات المناخ ولقاح “الفصل العنصري”

سمر سامي السمارة

مؤخراً، طالب تحالف يضمّ أكثر من 1500 منظمة عالمية، بتأجيل محادثات المناخ COP26 القادمة في اسكتلندا بسبب التفاوت الواضح في توزيع لقاح فيروس كورونا، ما يهدّد بمنع الدول الأكثر تأثراً بحالة الطوارئ المناخية من المشاركة في القمة الحاسمة، بسبب عدم السماح بوصول اللقاحات إلى ملايين الأشخاص في البلدان الفقيرة، وارتفاع تكاليف السفر الدولي والإقامة، وعدم اليقين في سياق جائحة كوفيد- 19.

كان من المقرّر أن يبدأ مؤتمر COP26 في الأول من تشرين الثاني، لكن شبكة العمل المناخي ترى أن المحادثات في ذلك التاريخ ستستبعد بحكم الأمر الواقع العديد من الوفود الحكومية، ونشطاء المجتمع المدني والصحفيين، وخاصة من بلدان الجنوب العالمي، فالكثير منهم مدرج على “القائمة الحمراء” فيما يتعلق بـ كوفيد-19في المملكة المتحدة- وهي وثيقة تضمّ حالياً أكثر من 60 دولة ومنطقة.

وبموجب الوثيقة، لا يُسمح لأي شخص كان مدرجاً على “القائمة الحمراء” في الأيام العشرة السابقة بدخول المملكة المتحدة، إلا إذا كان مواطناً بريطانياً أو أيرلندياً أو لديه حقوق الإقامة في المملكة المتحدة، وفقاً لتوجيهات الحكومة الحالية.

تقول المديرة التنفيذية لـشبكة العمل المناخي تسنيم إيسوب: “إن ما يقلقنا هو أن تلك البلدان، هي الأكثر تضرراً بأزمة المناخ، وأن البلدان التي تعاني من حالات النقص المصطنعة بشأن اللقاحات، ستكون واضحة في مؤتمرCOP26 – بسبب غياب هذه البلدان”.

لطالما كان هناك، عدم توازن للقوة، بين الدول الغنية والفقيرة في إطار محادثات الأمم المتحدة بشأن المناخ، وقد تفاقم الأمر الآن بسبب الأزمة الصحية، ونظراً للمواعيد المحددة لمؤتمر COP26 والتحديات اللوجستية، لذا فمن الصعب تصور مشاركة عادلة من الجنوب العالمي في ظل ظروف آمنة، وبالتالي ينبغي تأجيلها.

وتابعت قائلة: “إن محادثات المناخ مهمّة، لكن في ضوء السياق الراهن لـ”لقاح الفصل العنصري لا يمكن ببساطة المضي قدماً من خلال كمّ أفواه أولئك الذين ينبغي سماعهم في هذا الوقت”.

وقد حذّر المشاركون الذين يؤمل حضورهم في COP26 من البلدان منخفضة الدخل من أن الفجوة العالمية الهائلة بين عدد جرعات اللقاحات، أدّت إلى حواجز جديدة أمام السفر، وقيود أخرى قد تمنعهم من السفر إلى مؤتمر غلاسكو، الذي يأتي في لحظة محورية في مكافحة حالة الطوارئ المناخية.

وهنا قال مدير مركز “باور شيفت أفريكا” وهو مركز أبحاث متخصّص في المناخ والطاقة ومقره نيروبي: “إذا استمر مؤتمر COP26 كما هو مخطّط له حالياً، يمكن فقط للدول الغنية والمنظمات غير الحكومية من تلك البلدان أن تتمكّن من الحضور”.

بدورها، أيّدت مديرة السياسات في برنامج المناخ والطاقة في اتحاد العلماء المهتمين ومقره الولايات المتحدة “راشيل كليتس”، الدعوة لتأجيل قمة COP26، لأنه “من الواضح أن استمرار محادثات المناخ الدولية، كما هو مخطّط لها حالياً، لا يمكن أن تلبي المبادئ التوجيهية للصحة العامة القائمة على الإنصاف والعلم”.

وقالت: “ندعو الدول الأكثر ثراءً إلى اتخاذ إجراءات سريعة لمعالجة عدم المساواة الشامل في لقاحات كوفيد-19، بما في ذلك اتخاذ إجراءات فورية للتنازل عن التجارة بحقوق الملكية الفكرية، والحدّ من سيطرة شركات الأدوية الكبرى المتحكمة في الحصول على اللقاح”.