مجلة البعث الأسبوعية

خداع آخر.. يخفي حقيقة العمليات الأمريكية على الأراضي السورية!!

“البعث الأسبوعية” ــ ترجمة: علي اليوسف

بعد يوم واحد من مغادرة آخر القوات الأمريكية مطار كابول، أعلن الرئيس جو بايدن أنه “ينهي حقبة من العمليات العسكرية الكبرى”، ولكنه إدارته أكدت في الوقت نفسه أنها ستحتفظ بمئات من جنودها في سورية. ومثل أسلافه الذين ضللوا الجمهور بشأن التقدم الأمريكي في أفغانستان، يشرف بايدن على خداع مماثل يخفي حقيقة العمليات الأمريكية على الأراضي السورية والدوافع الفعلية للإبقاء على القوات هناك إلى أجل غير مسمى.

تم الكشف بهدوء عن تعهد الإدارة الرسمي بمواصلة احتلال شمال سورية خلال الأيام الأخيرة من الحملة العسكرية الأمريكية التي استمرت 20 عاماً في أفغانستان. وقالت دانا سترول، نائب مساعد وزير الدفاع الأمريكي لشؤون الشرق الأوسط، في البنتاغون، أمام لجنة العلاقات الخارجية بمجلس الشيوخ في 10 آب الماضي: “إن إدارة بايدن ملتزمة بالحفاظ على الوجود العسكري الأمريكي في شمال شرق سورية”. والأخطر من ذلك أنها رددت رواية الدولة العميقة بأن الولايات المتحدة لا تزال في سورية لأن “داعش” لم تهزم، وأن ما يسمى “قوات سورية الديمقراطية” لا يمكنها محاربة التنظيم الإرهابي بدون دعم أمريكا وتدريبها ومشورتها، رغم أن البنتاغون اعترف أنه لا يقاتل “داعش”.

ولكن ادعاء الحكومة الأمريكية بأنها تحتل سورية من أجل محاربة “داعش” تقوضه سلسلة من الاعترافات التي أخفيت عن الجمهور الأمريكي؛ ففي بيانات وإيجازات تم التغاضي عنها، كشف المسؤولون الأمريكيون أن القوات الأمريكية بالكاد تقوم بأي قتال ضد “داعش” في سورية، وذلك لسبب وجيه – معروف أيضاً – هو أن محاربة “داعش” ليست السبب الحقيقي لوجودهم هناك.

 

الخمول الأمريكي

بعد حرب قذرة دامت عقداً من الزمن، كلفت وكالة المخابرات المركزية مليارات عدة من من الدولارات، وفشلت في زعزعة استقرار سورية، تستخدم الولايات المتحدة جنودها – إلى جانب العقوبات الاقتصادية – لإبقاء البلاد منقسمة، وغير قادرة على إطلاق إعادة الاعمار.

وفي أحدث تقييم ربع سنوي للمهمة الأمريكية ضد “داعش” في سورية، يصور تقرير لكبير المفتشين العامين في البنتاغون أن الولايات المتحدة في حالة خمول، وعملياً الحكومة السورية وحلفاؤها هم الذين يديرون معظم المعارك ضد “داعش” ويتحملون العبء الأكبر من عنف الجماعات الإرهابية الأخرى. ويؤكد التقرير أن “داعش” محتواة إلى حد كبير، مع احتمال ضئيل لتوسعها خارج المخابئ الصحراوية المعزولة، حتى أن هجمات “داعش” ضد القوات الأمريكية وقوات “قسد” المتحالفة معها في سورية كانت “نادرة وغير فعالة بشكل عام”، وبالتالي كان لها “تأثير ضئيل” على المهمة التي تقودها الولايات المتحدة. كما أن تنظيم “داعش” لم ينفذ أي هجمات متعمدة، ناجحة أو غير ذلك، ضد القوات الأمريكية أو قوات “التحالف” في سورية منذ كانون الثاني 2019. ويبدو أن “داعش” قللت على الأرجح من أولوية مهاجمة القوات الأمريكية أو قوات “التحالف” الأخرى. وكما يشير التقرير، فإن المجموعة الإرهابية “تركز بشكل أساسي على قوات الحكومة السورية وحلفائها”، أي روسيا وإيران.

وبينما يتجنب “داعش” الهجمات على القوات الأمريكية، يبدو أن الولايات المتحدة ترد بالمثل. ووفقاً لتقرير كبير مفتشي البنتاغون، شن الجيش الأمريكي 12 غارة جوية فقط ضد “داعش” في سورية. في المقابل، شن الجيش الروسي وحده مئات الضربات الجوية ضد التنظيم، عام 2021. وجاء في التقرير أن روسيا نفذت هذه العمليات رداً على هجمات “داعش” المتكررة التي استهدفت مواقع الجيش العربي السوري وقوافل النفط والعسكريين أثناء العبور.

وتظهر أرقام البنتاغون أن الطائرات الحربية الأمريكية، بالكاد، تغادر الأرض لقصف أهداف “داعش”، أي أن القوات البرية الأمريكية خامدة، ويشير إلى أن الأسطول الأمريكي من مركبات برادلي القتالية لم تشارك في أي اشتباكات مع القوات الأخرى خلال الربع الأول من هذا العام.

وهذا يتماشى مع ما اعترف به المسؤولون الأمريكيون للصحفيين؛ فقد ذكرت صحيفة “بوليتيكو”، نقلاً عن مصدر في البنتاغون، أن “أي قوات أمريكية لم ترافق القوات المحلية في دوريات قتالية لأكثر من عام في العراق أو سورية”.

وعلى الرغم من عدم وجود قتال نشط ضد “داعش” اليوم، ادعى المسؤولون الأمريكيون أن قوات موجودة في سورية لمنع عودة “داعش” في المستقبل. وقد حذر الجنرال مارك ميلي، رئيس هيئة الأركان المشتركة، من أنه لا يزال هناك مقاتلون من “داعش” في المنطقة، وما لم يتم الاستمرار في الضغط هناك احتمال حقيقي للغاية بإمكانية تهيئة الظروف لعودة ظهور “داعش”. لكن تقرير كبير مفتشي البنتاغون يقلل من أهمية هذا الاحتمال، مشيراً إلى أن القيادة المركزية الأمريكية حددت عدة طرق تحد من قدرة “داعش” على تنمية أو تعزيز تمردها البيئة الصحراوية، بما في ذلك انخفاض قدرته على تحصيل الإيرادات والأراضي المحصورة في الغالب في “الكهوف والمباني المهجورة”. بمعنى آخر، لا يزال “داعش” غير قادر على الاستفادة من أنشطته المزعزعة للاستقرار في المنطقة الصحراوية، ولن يكون قادراً على الحفاظ على وتيرة عمليات عالية، أو توسيع نطاق عملياته.

 

أمريكا تدعم “داعش”

ليس نهج الحكومة الأمريكية الباهت بجديد، فيما تحملت الحكومة السورية وحلفاؤها الحرب لسنوات ضد “داعش”، كل ذلك في وقت ينسب القادة الأمريكيون الفضل إليهم في خسائر التنظيم. وقد وجدت دراسة أجراها مركز الإرهاب والتمرد “IHS Jane”، عام 2017، أن “داعش” قاتلت قوات الحكومة السورية أكثر من أي خصم آخر خلال فترة عام واحد. وقد لاحظ محلل الشرق الأوسط البارز في المركز: “إنها حقيقة غير مريحة.. أي إجراء أمريكي يتم اتخاذه لإضعاف الحكومة السورية سوف يفيد تنظيم داعش والجماعات الإرهابية الأخرى”.

لقد دعمت الولايات المتحدة ضمنياً تقدم “داعش”، وفي حديث خاص لـ “نشطاء المعارضة” السورية، عام 2016، اعترف وزير الخارجية آنذاك، جون كيري، بأن الولايات المتحدة حاولت الاستفادة من سيطرة “داعش” على الأراضي السورية لفرض تغيير نظام الرئيس بشار الأسد. وأوضح كيري أن “داعش” كان يهدد بإمكانية الذهاب إلى دمشق، وما إلى ذلك، “ونحن نعلم أن هذا كان يتزايد.. كنا نراقب، رأينا أن “داعش” كانت تزداد قوة، واعتقدنا أن الأسد مهدد. ومع ذلك، اعتقدنا أنه يمكننا على الأرجح أن نتدبر أن الأسد سيتفاوض بعد ذلك”، بحسب ما قاله كيري.

على الرغم من أن القوات الأمريكية بالكاد تقاتل “داعش”، فإن هذا لا يعني أنها لم تستخدم القوة العسكرية. ففي أواخر حزيران الماضي، أمر بايدن بشن غارات جوية على قوات حلفاء سورية؛ وحينها أشارت صحيفة “واشنطن بوست” إلى أن الأمر انتهى بـ “إثارة دائرة جديدة من العنف المتبادل، مع قيام إيران باستهداف منشأة تؤوي القوات الأمريكية”. وليس هذا فحسب، فقد تعرض الاحتلال العسكري الأمريكي لاحتجاجات السكان المحليين، ففي محافظة دير الزور احتج السكان الشهر الماضي بعد أن اعتقل الجيش الأمريكي مقاتلين عشائريين قاتلوا “داعش” بقوة. وهذا يعني أن اعتقال قدامى المحاربين المخضرمين في القتال ضد “داعش” هو معركة أخرى للاحتلال الأمريكي الذي يفترض أنه موجود للسبب نفسه.

 

لعبة “النفوذ”

في عام 2019، اعترف مسؤول كبير في حملة بايدن الانتخابية أن السبب الحقيقي لاحتلال سورية هو الحاجة إلى “النفوذ”، كما اعترف كبار المسؤولين أن الولايات المتحدة ليست هناك لمحاربة “داعش”.

وجاء الاعتراف الأكثر فظاظة من الرئيس دونالد ترامب، في كانون الثاني 2020، بعد رضوخه لمسؤولي البنتاغون ووزارة الخارجية الذين عارضوا دعواته للانسحاب من سورية، حيث تفاخر لشبكة “فوكس نيوز” بأنه أمر القوات الأمريكية بالبقاء في سورية للاستيلاء على النفط.

وعلى الرغم من أن تعليقات ترامب أثارت قلق نخبة السياسة الخارجية في واشنطن، إلا أنه كان في الواقع يعبر عن موقف الحزبين. وبالفعل، فقد كان تم شرح مبررات ترامب بـ “وضع اليد على نفط” سورية بشكل أفضل قبل أشهر من قبل دانا سترول، المسؤولة الكبيرة التي تدير الآن سياسة بايدن الشرق أوسطية في البنتاغون. فقد كشف بن نورتون، من موقع “غراي زون”، أن سترول أعلنت أن الاحتلال الأمريكي لسورية، إلى جانب العقوبات الأمريكية التي تمتد على الكرة الأرضية، منحها “نفوذاً” لمواصلة حربها القذرة التي استمرت عقداً من الزمن على الدولة السورية. ومن خلال حرمان سورية من الوصول إلى النفط والقمح الخاصين بها، وفي الوقت نفسه منع إعادة الإعمار في بقية المناطق الخاضعة لسيطرة الحكومة، يمكن للولايات المتحدة الاستمرار في الضغط على السوريين وعلى الحكومة للخضوع للإملاءات الامريكية.

وفي حديثها في “مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية”، في تشرين الأول 2019، أوضحت سترول – التي كانت حينها رئيسة مشتركة لـ “مجموعة دراسة سورية” التي أسسها الكونغرس الأمريكي – أن ثلث الأراضي السورية “مستحوذ عليها” الآن من قبل الجيش الأمريكي، أي أن الاحتلال الأمريكي المستمر لا يتعلق فقط بإكمال القتال ضد “داعش”.

بدلاً من ذلك، أوضحت سترول أن احتلال منطقة “القوة الاقتصادية” الغنية بالموارد في شمال شرق سورية – والتي تحتوي على الهيدروكربونات في البلاد والقوة الزراعية – يمنح الحكومة الأمريكية “نفوذاً” أوسع للتأثير على المنحنى السياسي في سورية، بما يتماشى مع إملاءات الولايات المتحدة.

وحسب قول سترول، بينما يعني الاحتلال العسكري أن الولايات المتحدة يمكنها “الاستحواذ” على ثلث الأراضي السورية، فإن هيمنتها المالية يمكن أن تترك بقية البلاد مدمرة. وأوضحت أن المناطق التي تسيطر عليها الحكومة حيث يعيش معظم السوريين هي أقرب إلى “ركام”. ومن خلال سيطرة الولايات المتحدة على المؤسسات المالية الدولية، وتعاونها مع الأوروبيين – أي العقوبات والإكراه – يمكن للولايات المتحدة أن تضع حداً لمنع مساعدات إعادة الإعمار والخبرة الفنية من العودة إلى سورية.

كانت نتيجة استراتيجية ترامب وبايدن تعميق الأزمة السورية، وبالفعل تواجه سورية – غير القادرة على الوصول بحرية إلى وقودها وقمحها، في الوقت الذي يحشد فيه الجيش الأمريكي في “مركز القوة” الزراعية والاقتصادية لسورية – ما تسميه الأمم المتحدة “مستويات مذهلة من الفقر”. وقد أفاد برنامج الأغذية العالمي في وقت سابق من هذا العام أن ما يقرب من 60 في المائة من السكان باتوا تحت خط الفقر. كما دفعت الأزمة في سورية “مجلس الأطلسي”، وهو مركز أبحاث موال لحلف شمال الأطلسي، إلى الاعتراف مؤخراً بأن الظروف المعيشية في سورية قد تدهورت إلى درجة غير مسبوقة.

وفي الوقت نفسه، فإن العقوبات الأمريكية، المفروضة بموجب قانون “قيصر” من الحزبين، لم تمنع عمداً إعادة إعمار سورية فحسب، بل أيضاً، على حد تعبير مبعوث ترامب السابق، جيمس جيفري، “دمرت اقتصاد البلاد”. وبنفس القدر من عدم الانزعاج – إن لم يكن بفخر تماماً – قال أندرو تابلر المسؤول الكبير السابق في إدارة ترامب لـ “مجلة النخبة” أن العقوبات الأمريكية على سورية “أدت إلى تفاقم نقص الوقود والغذاء للسوريين العاديين”.

 

الاستمرار في الحرب القذرة

لتأكيد التزامها باحتلال سورية إلى أجل غير مسمى، تسير إدارة بايدن بخطى ثابتة مع بيروقراطيي دولة الأمن القومي الذين أمضوا العقد الماضي في استهداف سورية بواحدة من أبهظ الحروب القذرة كلفة وأكثرها كارثية في التاريخ الحديث.

ومؤخراً أثبتت عملية “السي آي إيه” التي قامت بها المجموعات الإرهابية المسلحة في سورية، والتي تحمل الاسم الرمزي “أخشاب الجميز”، بأنها واحدة من أكثر برامج العمل السرية تكلفة في تاريخ وكالة المخابرات المركزية، بحسب ما ذكرته “نيويورك تايمز”، مع ميزانية تقترب من مليار دولار في السنة، وهي تمثل حوالي 1 دولار من كل 15 دولاراً في الميزانية الإجمالية لوكالة المخابرات المركزية. ويقدر المسؤولون الأمريكيون أن وكالة المخابرات المركزية قامت بتسليح وتدريب ما يقرب من 10 آلاف إرهابي، وأنفقت ما يقرب من 100 ألف دولار سنوياً على كل متمرد خاضع للبرنامج، كما قالت “واشنطن بوست”.

الملفت أنه كما هو الحال في أفغانستان، فقد تم إخفاء التكلفة الهائلة للجهود الحربية القذرة في سورية إلى حد كبير عن دافعي الضرائب الأمريكيين الذين يدفعون الفاتورة، كما تم إخفاء المستفيد الرئيسي من سخاء الولايات المتحدة، وهي “فرق الموت” السلفية التي هيمنت على الفصائل الإرهابية في سورية. ولعل ما قاله جيك سوليفان، مستشار الأمن القومي لـ بايدن، بصراحة، في رسالة بريد إلكتروني، عام 2012، إلى هيلاري كلينتون: “[القاعدة] في صفنا في سورية”، أكبر دليل على الأهداف الحقيقية للولايات المتحدة في سورية.

بالنسبة لـ “القاعدة”، فإن القتال في “الجانب” الأمريكي أتى ثماره، فقد ذكرت مجلة “فورين بوليسي” أن “القاعدة” احتلت منذ عام 2016 محافظة إدلب بعد السيطرة عليها “بفضل الانتحاريين وصواريخ تاو الأمريكية المضادة للدبابات”. ووصفت صحيفة “نيويورك تايمز” احتلال إدلب بأنه من بين “فترات نجاح” وكالة المخابرات المركزية، وهو بالتأكيد حالة حكامها الإرهابيين الجدد. كما قال مسؤول كبير آخر في إدارة بايدن، بريت ماكغورك، في عام 2017: “أصبحت إدلب أكبر ملاذ آمن للقاعدة منذ 11 أيلول. تمكنت “القاعدة” من إنشاء هذا الملاذ الآمن كنتيجة مباشرة للدعم الأمريكي”.

على الرغم من أن سورية وحلفاؤها قد هزموا الإرهابيين المدعومين من الخارج إلى حد كبير، إلا أن استمرار الاحتلال العسكري والعقوبات الأمريكية يوسع الحرب القذرة من خلال وسائل أخرى، وهي – أي أمريكا – لا تزال تستخدم “نفوذها” العسكري والمالي لضمان بقاء البلاد فقيرة ومجزأة للغاية بحيث لا يمكن إعادة بنائها. كما أنه جنباً إلى جنب مع بيروقراطيي دولة الأمن القومي في واشنطن، فإن الحرب القذرة التي لا نهاية لها في سورية لها حليف قوي في تل أبيب. وحتى قبل أيام قليلة من استكمال الولايات المتحدة انسحابها من أفغانستان، حث رئيس الوزراء الإسرائيلي، نفتالي بينيت، شخصياً بايدن على إبقاء القوات الأمريكية في سورية والعراق. وبحسب موقع “أكسيوس”، غادر الوفد الإسرائيلي اجتماع المكتب البيضاوي وهو يشعر بـ “التفاؤل” بشأن موقف بايدن من تلك الجبهة، وللقيام بدورها، شنت “إسرائيل” ضربات جوية ضد سورية، بدعم كامل من حكومة الولايات المتحدة وبمساعدة صامتة من وسائل الإعلام الأمريكية، والتي نادراً ما تكتب عنها.

إن حقيقة اختيار بايدن، حتى الآن، لمواصلة نفس السادية المتعمدة ضد الشعب السوري تتعارض مع تنصله العلني من “الانتشار العسكري اللانهائي”، و”مضاعفة الحرب في بلد أجنبي”. ومن خلال إخفاء حقائقه عن الجمهور الأمريكي، يشير بايدن إلى أنه على الرغم من الانسحاب من أفغانستان، فإنه يطيل عن طيب خاطر أمد خداع آخر مكلف وكارثي في ​​سورية.