مجلة البعث الأسبوعية

التصنيف العالمي للكرة الصفراء واحتساب النقاط نظام ثابت يضمن جودة اللعبة

“البعث الأسبوعية” ــ سامر الخيّر

تعتبر لعبة كرة المضرب من أكثر الألعاب جماهيرية حول العالم رغم التكاليف العالية لممارستها وخاصة في بلدنا، وخلال أعوام من التطور شأنها شأن باقي الرياضات أصبح نجوم هذه الرياضة أصحاب شعبية ومتابعة كبرى، وخاصةً أصحاب التصنيف الأعلى في رابطة محترفي التنس، حيث يعتبر التصنيف العالي أحد أهم عوامل بقاء لاعب “التنس” ضمن الأضواء، وبالتالي مطلوباً للإعلانات وجميع البطولات وخاصةً تلك المراد إشهارها، أي أن التصنيف العالي يرتبط بشكل كبير بحصد مبالغ مالية إضافية، واليوم سنسلط الضوء على هذا التصنيف لنتعرف على طرق احتساب النقاط في بطولات اللعبة سواء الكبرى أو المغمورة.

يرجع تاريخ التصنيف العالمي لرابطة محترفي التنس إلى العام 1972، وعلى مدى السنوات أجري عليه العديد من التعديلات حتى وصل للشكل الذي نعرفه عام 2009، وهو التصنيف المعتمد لترتيب أفضل اللاعبين حول العالم سواء لناحية جدارتهم، أو الطريقة التي يتم تصنيف اللاعبين فيها عند مشاركتهم في البطولات المختلفة، لتلافي التقاء أصحاب التصنيفات الخمسة الأولى مع بعضهم في الدورين الأول والثاني لأي بطولة، ويتم تحديث نتائج الترتيب كل 52 أسبوعاً أي كل موسم لعب والذي يستمر من كانون الثاني إلى تشرين الثاني، أي أن اللاعب الذي ربح بطولة ماسترز مثلاً يأخذ ١٠٠٠ نقطة، هذه النقاط تظل في حساب نقاط اللاعب لمدة ٥٢ أسبوعاً ثم يتم حذفها، ولتوضيح ذلك نأخذ مثالاً واقعياً، حيث خرج البريطاني آندي موراي عام 2016 من الدور ربع النهائي لبطولة ميامي للماسترز والتي تعطي الفائز بها ١٠٠٠ نقطة، وكان حاملاً للقب، ووفقاً لطريقة الحساب فإنه سيخسر النقاط الألف التي حصل عليها عند تتويجه ولأنه وصل لربع النهائي فقد حصل على ١٨٠ نقطة، وبالتالي يكون اللاعب قد خسر من رصيد نقاط تصنيفه ٨٢٠ نقطة.

وخلال الـ 52 أسبوعاً المذكورة يتم احتساب النقاط من أفضل ١٨ بطولة دولية، هي بطولات الغراند سلام الأربعة وأفضل ٨ بطولات ماسترز(دون احتساب بطولة مونتي كارلو الاختيارية) وأفضل ٦ بطولات ذات ٥٠٠ نقطة وذات ٢٥٠ نقطة وبطولات جولة التحدي وسلسلة المستقبل والأولمبياد وكأس ديفيز.

وكما هو معلم يتمّ الإعلان عن التصنيف وتعديلات المراكز كل اثنين على مدى الموسم، والبداية ستكون مع بطولات الجائزة الكبرى المعروفة ببطولات الغراند سلام، حيث يحصل اللاعب الفائز بالبطولة على ٢٠٠٠ نقطة، بينما يحصل صاحب المركز الثاني على١٢٠٠ نقطة، ويحصل اللاعب المتأهل إلى نصف النهائي على ٧٢٠ نقطة، ويحصل المتأهل إلى ربع النهائي على ٣٦٠ نقطة بينما المتأهل إليه ١٨٠ نقطة، أما في بطولات الأساتذة المعروفة بالماسترز، فيحصل اللاعب الفائز بالبطولة على ١٠٠٠ نقطة، بينما يحصل صاحب المركز الثاني على ٦٠٠ نقطة، ويحصل اللاعب المتأهل إلى نصف النهائي على ٣٦٠ نقطة، ويحصل المتأهل إلى ربع النهائي على ١٨٠ نقطة والمتأهل إليه على ٩٠ نقطة، وفي بطولات الـ ٥٠٠ نقطة يحصل اللاعب الفائز بالبطولة على ٥٠٠ نقطة، بينما يحصل صاحب المركز الثاني على ٣٠٠ نقطة، ويحصل اللاعب المتأهل إلى نصف النهائي على ١٨٠ نقطة، ويحصل المتأهل إلى ربع النهائي على ٩٠ نقطة والصاعد إلى هذا الدور على ٤٥ نقطة، وأخيراً بطولات الـ ٢٥٠ نقطة التي يحصل الفائز فيها على ٢٥٠ نقطة، بينما يحصل صاحب المركز الثاني على ١٥٠ نقطة، ويحصل اللاعب المتأهل إلى نصف النهائي على ٩٠ نقطة، ويحصل المتأهل إلى ربع النهائي على ٤٥ نقطة والمتأهل له على ٢٠ نقطة، وبالنسبة لكأس ديفيز والتي تعادل بطولات الـ 500 نقطة، وتعامل تماماً بمثل النظام احتساب النقاط.

وشهد الموسم الماضي تعديلاً استثنائياً على نظام احتساب النقاط بسبب تفشي فيروس كورونا وبالتالي توقف أغلب البطولات أو تغيير مواعيدها، وطبعاً أعيد اعتماد النظام المعروف هذا الموسم، فبدل أن يعتمد نظام التصنيف بشكل تقليدي على قاعدة أفضل 18 نتيجة في 52 أسبوعاً، أصبح يعتمد على أفضل نتيجة يحققها اللاعب في آخر 22 شهراً (في الفترة من آذار 2019 إلى كانون الأول 2020)، على أن تؤخذ النتيجة الأفضل في البطولات التي سيشارك فيها اللاعبون في ما تبقى من الموسم الحالي، وطبعاً أتى ذلك التعديل لمصلحة اللاعبين للحفاظ على تصنيفهم في ظل الإجراءات الصارمة في التنقل بين الدول، وفي تلك الحالة كان أبرز المستفيدين هم أصحاب التصنيف الأعلى، حيث استفاد المصنف أول وقتها والآن الصربي نوفاك دجوكوفيتش من هذا النظام للبقاء في صدارة التصنيف بعد أن شارك في بطولة أستراليا بداية الموسم الماضي وتعرضه لإصابة في الركبة منعته من المشاركة في أي بطولة أخرى، قبل أن يخضع لجراحة ثانية، ونظرا لتجميد النقاط فإن فيدرر صاحب المركز التاسع حالياً والخامس العام الماضي لم يخسر أي نقطة حتى في ظل عدم مشاركته، ولو لم يحصل هذا التعديل لكان مرجحاً جداً أن ينهي الصربي الموسم في التصنيف السادس عالمياً.

وكان من الممكن أن يغادر فيدرر قائمة أفضل 20 لاعباً على مستوى العالم، وبالنسبة لرافائيل نادال المصنف سادساً حالياً والثاني الموسم الماضي، كان يتوجب عليه الحفاظ على 4 آلاف نقطة خلال مدة قصيرة، وكان نادال يحمل لقب بطولتي رولان غاروس وأمريكا المفتوحة، ومع مشاركته فيهما بعد تغيير موعدهما استطاع الحفاظ على موقعه شأنه شأن ثامن التصنيف الحالي النمساوي دومنيك تيم وثالثه الموسم الماضي والذي استطاع زيادة غلته من النقاط دون الخوف من خسران النقاط السابقة، أما أكثر المتضررين فكان الفرنسي غايل مونفيس المصنف عشرين هذا الموسم والحادي عشر الموسم الماضي، وكذلك الحال بالنسبة للاعب التشيلي كريستيان غارين الذي كان في التصنيف الـ 22 كان بإمكانه أن يحظى بمقعد في البطولة الختامية، بعدما استطاع أن يحتل الترتيب السادس في التصنيف المؤهل لبطولة لندن، لكن وبسبب النظام الجديد للتأهل للبطولة، لم يؤخذ بعين الاعتبار الترتيب السنوي.