مجلة البعث الأسبوعية

الموازنة بين الدراسة والرياضة.. معادلة صعبة الحل والنجاح فيها بعهدة الأبطال!!

“البعث الأسبوعية” ــ عماد درويش

يسود اعتقاد الخاطئ بأنّ الرياضة قد تؤثر بالسلب على مستوى التحصيل الدراسي والأكاديمي، وقد يكون هذا الاعتقاد نابعاً من النظر إلى الرياضة كأحد النشاطات التي تتطلب وقتاً وجهداً كبيراً، ومن ثم لا يستطيع الطالب التركيز في المدرسة أو الجامعة ويُهمل مُستقبله العلمي.

ومع بدء الدراسة المدرسية، يواجه الكثير من الأهالي مشكلة كيفية تحقيق التوازن بين ذهاب أطفالهم إلى التمرين في النادي وتوفير وقت للمذاكرة والدراسة، فقد وجدت بعض الدراسات أن التوتر والقلق كانا يتسببان في تقليص التمرين، فيؤدي انخفاض المجهود إلى تفاقم التوتر مرة أخرى، والدوران في حلقة مفرغة تجعل الشخص يشعر كأنه محاصر، فممارسة التمارين بانتظام تساعد في تخفيف الاكتئاب والقلق عبر إفراز مواد كيميائية طبيعية موجودة في الدماغ، تعزز الثقة بالنفس وتمنح مشاعر طيبة، من شأنها أن تُحسن المزاج وتقلل الشعور بالقلق وتمنع عدة أمراض.

وبالرغم من الجهد والوقت الذي تستهلكه الرياضة، إلّا أنّ الآثار الإيجابية التي تعود على الطالب من ممارستها متعددة ومختلفة، وهو الشيء الذي إذا أدركتاه جميعاً سنحرص على ممارسة الرياضة وجعلها عادة يومية، سواءً انشغلنا بالعمل أو الدراسة أو أي واجبات أخرى، لذلك فإنّ مُمارسة الرياضة أثناء الدراسة لها آثارها الإيجابية على كل من الأداء الأكاديمي والرياضي للطالب.

 

تنظيم الوقت

وأجمع عدد من الشباب والشابات على أهمية تنظيم الوقت لضمان الاستفادة القصوى منه أثناء الدراسة، وأكدوا على ضرورة أن يعمل كل طالب على إعداد جدول مواعيد مرن يناسب ظروفه وأوقات فراغه وقدرته على تحمل ضغوط المذاكرة، إلى جانب التأكيد على أهمية ممارسة الرياضة بالتناوب مع أوقات المذاكرة لأنها تساهم في تخفيف التوتر والضغوط العصبية على الطالب خصوصا في فترات الاختبارات.

ويؤكد هؤلاء الشباب والشابات على مسألة تنظيم الوقت خلال فترة الدراسة، وأن وقت الفراغ لا يقل أهمية عن الوقت المخصص للدراسة وممارسة الرياضة، حيث يمكن لكل طالب أن يحقق الاستفادة القصوى من وقت فراغه أثناء وبعد فترة الدراسة من خلال استغلاله في ممارسة الهوايات وتنمية مهاراته في مختلف المجالات التي يميل إليها.

الطالب الجامعي اللاعب عبدالله عتيق أكد أن تنظيم الوقت أمر مهم جدا لكل من يسعى إلى النجاح في دراسته، لأن الوقت ليس كالمال يمكن ادخاره، وإنما يخسره الإنسان إذا لم يستفد منه، أولاً بأول، في تحقيق أهدافه الدراسية والمهنية والحياتية مجتمعة، كما أن تنظيم الوقت بين الدراسة وممارسة الرياضة يفيد الإنسان على المستوى الصحي إلى جانب الدراسة، فضلاً عن تخصيص وقت كافٍ لممارسة الهوايات وتنمية المواهب المتنوعة باعتبارها الخطوة الأولى في طريق النجاح، ويمكن لكل طالب في سبيل تحقيق ذلك الاستفادة من تجارب الناجحين في مختلف المجالات في جانب تنظيم الوقت وتحقيق الاستفادة القصوى منه.

وعن تجربته، أوضح لاعب نادي الثورة بكرة السلة والطالب الجامعي جورج قريط أنه يقسم وقته بانتظام بين الدراسة وممارسة الرياضة، حيث يضع جدولاً متوازناً ما بين الدراسة والمذاكرة، وفي أوقات الإجازات يمكن تخصيص وقت الدراسة من الصباح حتى وقت الغداء ويمكن ممارسة الرياضة في الليل، ونصح قريط الشباب بتنظيم وقتهم وإعداد جدول يومي لمساعدتهم على ترتيب أوقات الدراسة وممارسة الرياضة مع الوضع في الاعتبار أنّ الفترات تتغير بحسب أوقات الدوام والإجازات.

 

تعامل مع الضغوط

وفي نفس السياق، تقول الطالبة إليسا الدبل، لاعبة منتخبنا الوطني للناشئات لكرة السلة، أن الرياضة “علمتني كيف أتعامل مع أي ضغوط أواجهها، فالتعامل مع الضغط الذي يواجهه عند المُشاركة في أي بطولة رياضية كبيرة أكسبني القدرة على التأقلم مع أي ضغوط في الدراسة، خاصةً في أوقات الامتحانات، فالحياة الصحية جعلتني أكثر تركيزاً وأصبحت أُقدِر أهمية التدريب والمُثابرة، واستطعت تقسيم أوقاتي بشكل ملائم وخصصت الوقت المناسب للدراسة والمذاكرة وتنفيذ المشاريع الخاصة بالمقررات الدراسية، فتنظيم الوقت بين الرياضة والدراسة ومجالسة الأصدقاء يمنحني راحة نفسية وذهنا صافيا يساعدني على الإجادة في الدراسة وتطوير القدرات الجسمانية أيضا”.

من جهته، يرى الكابتن هشام عجان المدرس في كلية التربية الرياضية في اللاذقية أنه “لدينا مشكلة كبيرة نعاني منها في وسطنا المدرسي الرياضي وهي أن الطالب يجب أن يختار بين دراسته وبين ممارسة هوايته وشغفه بسبب وجود حصة تدريبية في كل يوم، وفي معظم الأوقات تكون الحصة التدريبية في نفس وقت الدوام المدرسي، ولذلك نرى أن معظم لاعبينا وخاصة في كرة القدم يفضلون أن يتابعوا تحصيلهم العلمي مساء عبر المعاهد الخاصة، لكن لو توفر تحقيق التوازن منذ وقت ليس بالقصير لاستطعنا أن نوفق بين التحصيل العلمي والتفوق الرياضي”.

وأضاف عجان: “يجب أن يكون لدينا في جميع محافظاتنا مدارس رياضية في الحلقة الأولى والثانية والثانوي، ويقوم الطالب بدراسة منهاجه اليومي عبر المدرسين المعنيين صباحاً ويخضع للعملية التدريبية في لعبته عصراً أو قبل المساء، ومنهاجه يجب أن لا يكون مثل مناهج الطالب العادي لأنه يمتاز عن غيره كونه سيكون له شأن في الوسط الرياضي، وهكذا ينتقل الطالب من صف لآخر ومن حلقة لأخرى دون أن يتأثر علمه ورياضته بشيء، وبعد أن ينتهي من الدراسة الثانوية يجب أن يدخل أوتوماتيكياً إلى معاهد الرياضة أو كلياتها، إذا كان يريد ذلك دون الخضوع إلى الاختبارات والأفضلية له في دخول الكلية ومتابعة تحصيله في المجال الذي أحبه وتألق به، لذلك أقول ابحثوا عن الخبراء من أجل تطبيق هذه المعادلة وهي سهلة جدا في التنفيذ.