دراساتصحيفة البعث

غوانتنامو… عشرون عاماً من الانتهاكات لحقوق الإنسان

سمر سامي السمارة

في الذكرى العشرين لما يسمى “الحرب العالمية على الإرهاب”، طالب تحالف من مجموعات الدعوة التقدمية، الرئيس الأمريكي جو بايدن، بإغلاق السجن العسكري في قاعدة خليج غوانتنامو البحرية، حيث لا يزال أكثر من ثلاثين شخصاً محتجزين لأجل غير مسمى.

ومن المقرر أن يعقد المعتقل السابق منصور الضيفي وناشطون من عدة منظمات لحقوق الإنسان، ومنظمة العفو الدولية ومركز الحقوق الدستورية، مؤتمراً عبر الإنترنت، وتجمعاً أمام البيت الأبيض لتقديم عريضة موقعة من أكثر من 300 ألف شخص يطالبون بإغلاق فوري ودائم لـ سجن غوانتنامو.

وبحسب مركز الحقوق الدستورية، تم اعتقال 780 رجلاً في غوانتنامو منذ استخدام معسكر الاعتقال البحري في كانون الثاني 2002، وحتى أيلول عام 2021 ، لا يزال 39 رجلاً محتجزين لم  يحصلوا على محاكمة عادلة، ويقبعون خلف القضبان لأكثر من عقد في سجن سيئ السمعة بسبب دوره في برنامج التعذيب التابع لوكالة الاستخبارات المركزية بعد أحداث 11 أيلول.

قالت المتحدثة باسم البيت الأبيض جين بساكي في شباط الماضي: ” إن الإدارة تنوي إغلاق غوانتنامو”. ولكن، بحسب بيان مشترك للتحالف، فإن بايدن، على الرغم من ضغوط الجهات المدافعة عن حقوق الإنسان والمحتجزين السابقين بالإضافة إلى عشرين عضواً في التجمع الديمقراطي بمجلس الشيوخ الأمريكي، فشل في التحرك بشكل عاجل لتحقيق هذا الهدف.

قالت سجال نصر الله، مديرة حملة منظمة “أم بور تشنج” : “الرئيس بايدن يمتلك السلطة لإغلاق معتقل غوانتانامو بشكل دائم، وتحويله من رمز حي للتعذيب والظلم، إلى تحذير تاريخي للأجيال القادمة”. مضيفة: ” ينبغي على الرئيس بايدن أن يفي بوعده، بإغلاق معتقل غوانتنامو، فسنوات العنف المؤسسي التي مورست على هؤلاء المعتقلين طويلة جداً.”

كما أشارت مها هلال، المديرة المشاركة لـ “جمعية العدالة للمسلمين”، إلى أنه في الحرب على الإرهاب بعد أحداث 11 أيلول، كان غوانتنامو دلالة على كيفية إضفاء   الطابع المؤسسي على الإسلاموفوبيا. مضيفة أنه من المشين أن يظل السجن مفتوحاً، وأن تستمر أساليب التعذيب والمعاملة السيئة للمعتقلين، وأن تتخلى الإدارة الأمريكية عن المفرج عنهم، يجب أن يغلق بايدن غوانتنامو و أن تتحمل الولايات المتحدة المسؤولية وهذه إحدى الطرق للمضي قدماً نحو هذا الهدف.

وأشار آخرون إلى أن النشطاء يبذلون جهوداً لإغلاق مركز الاحتجاز منذ افتتاحه لأول مرة منذ ما يقرب من 20 عاماً، ومتابعة سعيهم حتى يتم إغلاق أبواب غوانتنامو بشكل دائم.

كما أكد علي جرار من منظمة العفو الدولية أن الإبقاء على السجن هو استمرار لانتهاكات حقوق الإنسان، وتذكير بالتعذيب والاحتجاز إلى أجل غير مسمى، وهو إحراج دولي للولايات المتحدة.

وبدورها، أكدت مديرة اتصالات مدونة “ديلي كوس” كارولين فيدلر، أن غوانتنامو هو انعكاس لبعض الآثار الكارثية لإعلان الرئيس الأمريكي السابق جورج دبليو بوش في 20 أيلول 2001 الحرب العالمية على الإرهاب، فبعد 20 عاماً،لا يزال غوانتنامو جزءاً من تراثنا الممتد لعقود من الاعتقال الجماعي والنزعة العسكرية الأمريكية.

وبحسب مركز الحقوق الدستورية، لم يُحاسب أي من كبار المسؤولين في الإدارة الأمريكية على موت تسعة سجناء في غوانتنامو، كما أشارت المنظمة إلى أنه أغلى سجن في العالم ، إذ  يتم إنفاق 540 مليون دولار من المال العام سنوياً.

تعد خسائر غوانتنامو وتكاليفه جزءاً من العواقب المدمرة للحرب العالمية التي تقودها الولايات المتحدة على الإرهاب، وتقدر الدراسات الحديثة أن الإدارة الأمريكية أنفقت أكثر من 21 تريليون دولار على النزعة العسكرية في الداخل والخارج منذ 11 أيلول، حيث شن البنتاغون حروباً قتلت ما لا يقل عن 929 ألف شخص.

تقول فيدلر: “حان وقت التزام إدارة بايدن بإغلاق سجن غوانتنامو وإنهاء الاعتقال بشكل نهائي، حيث يمثل إغلاق هذا المرفق  خطوة أساسية نحو العدالة والمساءلة والتسوية”.