ثقافةصحيفة البعث

القدس تعلن من حلب: لن يتهود الوعي العربي

حلب- غالية خوجة

ماذا بين القدس والشباب؟ وماذا بين التحرير والكتاب؟ وماذا بعد الاحتلال إلاّ العودة إلى الوطن من أوسع الأبواب؟

أسئلة كثيرة عكسها اللقاء الشبابي حول كتاب “القدس بين التحرير والتطبيع” للدكتور محمد الحوراني رئيس اتحاد الكتّاب العرب الذي قدم من دمشق إلى حلب للمشاركة في هذا اللقاء الذي أقامه اتحاد الكتّاب العرب بالتعاون مع مديرية الثقافة ومكتبة المشهد، في المركز الثقافي العربي بالعزيزية، والذي تخلله الإعلان عن نتائج المسابقة القرائية الفصلية لمكتبة المشهد.

وبهذه المناسبة، صرّح الدكتور محمد الحوراني لـ “البعث” قائلاً: في زمن تغوّل التطبيع والاشتغال عليه من قبل الكثير من الأنظمة العربية وغيرها في محاولة السيطرة على العقل العربي واحتلاله، كان لا بد من الاشتغال على تعزيز الفكر المقاوم، وتعزيز حضور فلسطين عموماً، والقدس خصوصاً، في الأدب والثقافة والمناهج التربوية والتعليمية، ومن هنا، كان كتاب “القدس بين التحرير والتطبيع”، والذي أتى لتعزيز وتكريس حضور القضية الفلسطينية في الأدب والثقافة، ومن ثم كانت المسابقة المتخصّصة بطرح أسئلة حول المعلومات الواردة في الكتاب، وكانت موجهة إلى الشباب للتأكيد على دورهم في تعزيز الفعل المقاوم.

في اللقاء الشبابي تحدث د. الحوراني قائلاً: الكيان الصهيوني أراد تأسيس كيانه في القدس لأهداف كثيرة أهمها مكانة القدس دينياً وتأريخياً وجغرافياً، وخطّط هذا الكيان لذلك بدقة متناهية، ومنها محاولتهم السيطرة على القدس والعقل العربي وتزييف الوعي والإساءة إلى رموزنا العربية التي نفخر بها، وإدخال العالم العربي في صراع دائم لتفني الشعوب العربية بعضها بعضاً، مما يساهم في إضاعة الانتماء وتشتيت الهوية وتعويم التطبيع، لذلك، لا بد من عودة ثقافة المقاومة إلى المناهج التربوية والتعليمية.

الثقافة الإنسانية المقاومة

واختزلت إيناث حوكان مديرة مكتبة المشهد أبعاد القراءة والمشاركة وتنوير العقل بقولها: إمّا أن تعيش في الوطن وتكرمه، وإمّا أن تموت من أجله، وأضافت: برنامجنا ومسابقته تهتم بتفعيل قراءة الكتب ومناقشتها والفوز بمسابقتها، وإضافة لذلك، نهتمّ بالدورات والندوات الثقافية، ومنها نشاطات تربوية ثقافية للأطفال.

وعن بعض تفاصيل نشأة المكتبة وأهدافها، قالت حوكان: نشأت مكتبة المشهد على بقعة طاهرة مباركة في حلب، عام 2019، محورها الثقافة الإنسانية المقاوِمة، وبلغ عدد المساهمين في مسابقتها الفصلية القرائية 60 شخصاً حتى الآن، وكتاب القدس هو الثالث، بينما بدأنا بكتاب البوطي رحمه الله “الإسلام ومشكلات الشباب”، تلاهُ كتاب محمود عكام مفتي حلب “وإنك لعلى خلق عظيم”.

ثم ألقت كلّ من تسنيم سلطان وفاطمة محمد الضرير من فريق 100 كاتب وكاتب قصيدتين عن القدس، وتخلل اللقاء إعلان نتائج المسابقة التي فاز فيها فوزي بوسطي، مريم شحود، هبة عبد المجيد، وتكريم المشاركين الذين وصل عددهم إلى 30 مشاركاً.