أخبارصحيفة البعث

البنتاغون: طالبان لا تزال منظمة إرهابية على علاقة بـ “القاعدة”

دافع وزير الدفاع الأمريكي لويد أوستن عن سير عملية الإجلاء التي نفذتها القوات الأمريكية من مطار كابل، ولفت إلى أن اليومين الأولين كانا صعبين للغاية، قبل استتباب الوضع في المطار.

وفي أول إفادة أمام لجنة القوات المسلحة بمجلس الشيوخ حول الانسحاب الأمريكي من أفغانستان، شكك أوستن في القرارات المتخذة على مدار 20 عاما من الحرب الأمريكية في أفغانستان.

وقال: “بالنظر إلى الماضي، ربما تكون الحكومة الأمريكية قد وضعت الكثير من الثقة في قدرتها على بناء حكومة أفغانية قابلة للحياة… ساعدنا في بناء دولة، لكننا لم نتمكن من تأسيس أمة”.

وأضاف: “حقيقة أن الجيش الأفغاني الذي دربناه نحن وشركاؤنا قد انهزم، فاجأتنا جميعا”، معترفا بأوجه القصور في الجسر الجوي من مطار حامد كرزاي الدولي الذي أطلق في 14 أغسطس.

وتابع: “الجسر الجوي كان إنجازا تاريخيا أدى إلى إجلاء 124 ألف شخص من حكم طالبان.. اليومان الأولان كانا صعبين.. شاهدنا جميعا بقلق صور الأفغان وهم يندفعون باتجاه المدرج وطائراتنا ومشاهد الارتباك خارج المطار. لكن في غضون 48 ساعة، أعادت قواتنا النظام وبدأت العملية تترسخ”.

في الأثناء، دعا مسؤول رفيع المستوى في البنتاغون إلى عدم التخلي عن اعتبار حركة طالبان التي أعادت سيطرتها على أفغانستان، لا تزال منظمة إرهابية.

وقال رئيس هيئة الأركان المشتركة الأمريكية الجنرال مارك ميلي أثناء في اجتماع لجنة بمجلس الشيوخ اليوم الثلاثاء: “دعونا نذكر أن طالبان كانت ولا تزال منظمة إرهابية وأنهم لم يقطعوا علاقاتهم مع تنظيم القاعدة”.

ولم يستبعد أن ينجح الإرهابيون في استعادة إمكانيتهم على تنظيم الهجمات من أراضي أفغانستان.

وقال ميلي إنه حذر أواخر عام 2020 من أن الانسحاب السريع من أفغانستان دون تلبية شروط محددة، يهدد بفقدان المكاسب التي تم تحقيقها في هذا البلد، ومن شأنه أن يعجل انهيار الجيش الأفغاني والحكومة في كابل، مما يؤدي إلى سيطرة طالبان أو نشوب حرب أهلية في البلاد. وأضاف ميلي: “كان ذلك قبل عام، ولا أزال متمسكا بتقييمي هذا”.

إلى ذلك، طالب عدد من الجمهوريين بالكونغرس الأمريكي إدارة الرئيس جو بايدن بتقديم توضيحات حول التقارير التي تحدثت عن اتصالاتها مع موسكو من أجل تأمين الوصول إلى المنشآت العسكرية بآسيا الوسطى.

جاء ذلك في رسالة بعثها السيناتوران جيم إينهوف وجيم ريش والنائبان مايكل ماكول ومايك روجرز، الأعضاء الجمهوريون في لجنتي القوات المسلحة والعلاقات الدولية بمجلسي الشيوخ والنواب، إلى وزير الخارجية أنتوني بلينكن ووزير الدفاع لويد أوستن أمس الاثنين.

وقال المشرعون الجمهوريون في رسالتهم: “شعرنا بقلق بالغ عندما علمنا من التقارير الصحفية بأن إدارتكم تجري مناقشات مع روسيا لتأمين الوصول إلى المنشآت العسكرية الروسية في دول آسيا الوسطى وربما الانخراط في شكل من أشكال التعاون العسكري بشأن مكافحة الإرهاب مع الروس”.

واعتبر أصحاب الرسالة أن “دعوة روسيا إلى المناقشات لن تساعد في تحقيق أهداف الولايات المتحدة الحيوية في مجال مكافحة الإرهاب، كما أنها ليست الطريق إلى العلاقة  “المستقرة قابلة للتنبؤ بها” مع روسيا والتي تدعي إدارة بايدن أنها تريدها”.

وحسب الرسالة، فإن “أي محاولة للتنسيق بشأن الوصول إلى القواعد العسكرية أو العمليات مع روسيا تخاطر بانتهاك الحظر القانوني على التعاون العسكري الأمريكي الروسي”.

وتابعت الرسالة: “كما أكدت الولايات المتحدة وحلفاؤنا في الناتو مرارا منذ الغزو الروسي لأوكرانيا عام 2014، فإنه إلى أن تثبت روسيا امتثالها للقانون الدولي والتزاماتها ومسؤولياتها الدولية، لا يمكن العودة إلى”العمل كالمعتاد” معها”.

تأتي هذه الرسالة بعد أن ذكرت صحيفة “وول ستريت جورنال” أن موضوع التنسيق بشأن آسيا الوسطى تطرق إليه الاجتماع الذي عقده رئيس هيئة الأركان المشتركة الأمريكية الجنرال مارك ميلي ورئيس الأركان الروسية فاليري عيراسيموف الأسبوع الماضي، دون أن يقدم غيراسيموف أي وعود بهذا الشأن، حسب الصحيفة.

وطالب المشرعون في رسالتهم بـ”إفادة فورية” حول “أي مفاوضات أو اتفاقيات أو ترتيبات أو مقترحات أو تنسيق آخر بشأن مكافحة الإرهاب في جنوب آسيا وآسيا الوسطى تنخرط فيها إدارة بايدن والحكومة والجيش الروسيين”، إضافة إلى تقديم معلومات حول مجريات لقاء ميلي وغيراسيموف.

وفي وقت سابق، أكد نائب وزير الخارجية الروسي سيرغي ريابكوف أن الأحداث الأخيرة في أفغانستان بعد استيلاء حركة “طالبان” على السلطة هناك، لم تغير رأي موسكو أن أي شكل من أشكال الوجود العسكري الأمريكي في آسيا الوسطى يتعارض مع مصالحها ولا يساهم في أمن المنطقة.