أخبارصحيفة البعث

رئيس الحكومة الهنغارية: أوروبا بحاجة إلى قوة عسكرية وسياسة تجارية مستقلة عن واشنطن

تزايدت في الآونة الأخيرة الدعوات الأوروبية إلى إنشاء جيش أوروبي مستقل في قراراته عن حلف شمال الأطلسي “ناتو”، يشكّل نواة دفاعية للاتحاد، وذلك في إشارة واضحة إلى هيمنة واشنطن على قرارات هذا الحلف، فضلاً عن الدعوات الأخرى إلى التواصل مع كل من روسيا والصين والانفتاح عليهما اقتصادياً لما فيه من مصلحة واستقلال أوروبي عن الولايات المتحدة الأمريكية.

وفي هذا الإطار، أكد رئيس الحكومة الهنغارية فيكتور أوربان أن أوروبا تحتاج إلى سيادة استراتيجية، ولذلك فهي بحاجة إلى قوة عسكرية وسياسة تجارية مستقلة عن الولايات المتحدة.

وقال أوربان في حديث لموقع أوراق برلمانية التشيكي: إن “الولايات المتحدة خلفت الفوضى وراءها في أفغانستان، الأمر الذي ستكون له تداعيات سلبية على أوروبا”، منبّهاً إلى أن أعداد المهاجرين الأفغان في تزايد الآن على الحدود الجنوبية لهنغاريا.

وانتقد أوربان الطريقة التي يتعامل بها الاتحاد الأوروبي مع روسيا والصين، وأشار إلى أنه بدلاً من التعاون بشكل وثيق معهما اقتصادياً فإنه يقوم بعرقلة هذا التعاون، لافتاً إلى أن “الاتحاد يعمد إلى إظهار القوة في أماكن ضعفه وفي المجال الذي يمكن فيه خلق الشراكة يغلق أبوابه”.

ورأى أوربان أن النخبة الأوروبية في بروكسل “وضعت غطاء أيديولوجياً على عيونها ولذلك تتصرّف ضد مصالح أوروبا فقط لأن الولايات المتحدة تعتبر الصين الخصم الأكبر لها”، مشدّداً على أن أوروبا لا يمكن أن تسمح لنفسها بعدم استخدام الفرص الاقتصادية الهائلة التي يتيحها التعاون مع الصين.

وفي السياق ذاته، أكد مفوّض الاتحاد الأوروبي للشؤون الخارجية والسياسة الأمنية، جوزيب بوريل، اليوم الثلاثاء، أن “الولايات المتحدة أدركت أهمية وجود دفاع أوروبي أقوى وأكثر قدرة”.

وأوضح جوزيب بوريل للبرلمان الأوروبي في ستراسبورج، قبل مغادرته إلى سلوفينيا قائلاً: “الأزمات في الجوار الأوروبي هي دعوة لنا للرد”.

ومن المفترض أن يسعى زعماء الاتحاد الأوروبي البالغ عددهم 27 إلى اتباع نهج جديد تجاه الصين اليوم، في أول قمّتهم بشأن الاستراتيجية الصينية الأوروبية منذ أن فرضت الكتلة عقوبات على بكين في آذار، وواجهت انتقاماً، مما يهدّد اتفاقية استثمار جديدة.

وسيبدأ الاجتماع في بردو، بالقرب من العاصمة السلوفينية ليوبليانا عند المساء، وسيستمع قادة الاتحاد الأوروبي أيضاً إلى الرئيس الفرنسي، إيمانويل ماكرون، حول كيفية محاولة الكتلة إظهار قوتها في الشؤون الدولية بعد أن وافقت بريطانيا والولايات المتحدة وأستراليا على تحالف عسكري لمواجهة الصين، دون فرنسا، كما أنه من المقرر أن تنضم دول البلقان الست إلى زعماء الاتحاد الأوروبي يوم غدٍ الأربعاء، على أمل الانضمام إلى الكتلة ذات يوم، .