ثقافةصحيفة البعث

أقوال أخرى قد تصبح مأثورة

أكرم شريم

تعالوا نستعرض معاً في هذه الجولة السريعة بعض ما نعرفه ونعيشه من الآراء والأحداث، ويبقى الرأي الصحيح دائماً للقارئ العزيز الكريم:

أولاً: يعيش الإنسان في الوطن، ويعيش الوطن في الإنسان!، لأن هذا الإنسان يتلقى أحلى وأفضل تربية وكلّها عناية ومحبة وحرص شديد وبلا حدود في التربية المنزلية الأولى!. وأول كلمة يلفظها بوعي ومحبة هي (ماما) ويظلّ هكذا إلى أن يتعرف على بقية أفراد الأسرة والعائلة ثم الجيران والرفاق والحيّ، وبعد ذلك إلى المدرسة ثم إلى الحياة العامة. فانظروا كم من المعلومات والمشاعر حمل ولا يزال يحمل عن الوطن من حوله وكل ما فيه حتى صار الوطن يعيش فيه، تماماً كما يعيش هو في الوطن!.

ثانياً: السيارة روح! لا حاجة هنا أن نعود إلى الماضي ونتحدث كيف كان البشر في كل دول العالم يعيشون ويتنقلون، وإذا فعلنا ذلك فسنقول: (سقا الله أيام الحمار والحصان والجمل) فمن كان لديه حمار كان محظوظاً ومحسوداً، وحين ينتقل هذا الإنسان من مكان إلى آخر، كان هو يقود الحمار، وزوجته وأولاده يركبون على هذا الحمار مع أغراضهم في (الخرج) على اليمين واليسار والحديث عن الجمل وفوائده يطول، فكانوا يضعون على ظهره ما يشبه غرفة صغيرة تجلس فيها الزوجة والأولاد، وكم كان سعيداً من يملك الجمل ويتنقل بواسطته بين الأحياء، وبين المدن وبين الدول أيضاً، أفليست السيارة اليوم روحاً نعيش بها وكذلك الطائرة؟!.

ثالثاً: الغناء عمل إنساني وأخلاقي!..

تتمتلك الإنسان أحياناً مشاعر قوية تحتلّ عقله وتفكيره ومن أهم هذه المشاعر، مشاعر الحب! فالله سبحانه وتعالى وهو ربّ يُعبد خلق البشر ذكوراً وإناثاً، وذلك لكي يحدث الزواج وبعده الإنجاب وتستمر البشرية في العيش والتكاثر، فهل يمكن أن يتّم ذلك دون مشاعر عاطفية، هذه المشاعر التي طالما تحدثت عنها الشعوب من خلال قصص وحكايات مثل (عنتر وعبلة) وغيرها كثير، فكيف يعبّر الإنسان عن هذا الحب الكبير الذي يحتلّ القلب والمشاعر؟!. إن أفضل وسيلة لذلك هي الغناء وبصوت جميل وموسيقي، وهو عمل أخلاقي لأن الحب وخاصة الحب الصادق إنما يؤدي إلى الزواج وهذا عمل أخلاقي وديني وإنساني، لأن فيه هذا الشرح العاطفي وأكثر من ذلك، فهل يوجد أغلى من الوطن حتى نغني له؟!. وكل هذا يؤكد هذا القول: إن الغناء عمل إنساني وأخلاقي.

رابعاً: الجمال الحقيقي هو الشكل مع العقل، من اليوم ومن هذه الساعة، يجب أن تحتوي كلمة الجمال، جمال الشكل وطريقة التفكير عند هذه الإنسانة الجميلة، كيف عاشت وكيف تعيش، كل هذا ليس له علاقة بالجمال بمقدار ماله علاقة بالعقل وطريقة التفكير من خلال هذا العقل، فلا يقال من اليوم وحتى هذه الساعة: هذه امرأة جميلة أو هذه الفتاة جميلة إلا إذا كنّا نعلم أو صرنا نعلم علاقة الشكل مع العقل، وكذلك عند الرجل والشاب فيجب ألا نقول إنه وسيم، فلا وسامة في هذه الحياة دون هذه العلاقة المؤكدة بين الشكل والعقل، وبالتالي على كل الأغاني القادمة أن تعرف ذلك، فجمال الشكل مع العقل والوسامة كذلك أيضاً!.

وهكذا تكون النصيحة اليوم أن نعرف ونسأل ونظلّ نسأل حتى نعرف الأمر الصحيح ونأخذ به، ونظل نفعل ذلك في كل ما نحتاجه في هذه الحياة ودائماً وباستمرار.