ثقافةصحيفة البعث

“الجولان ذاكرة السنديان” في معرض تشكيلي بصالة الشعب

شهدت صالة الشعب للفنون الجميلة بدمشق هذا الأسبوع افتتاح المعرض التشكيلي السنوي لفناني القنيطرة بعنوان “الجولان ذاكرة السنديان”، بمشاركة واسعة من فناني المحافظة الذين قدّموا أعمالهم التشكيلية التي تناولت عناوين وطنية وإنسانية كالأرض والطبيعة والمرأة والإنسان عموماً، وتمّ إضافة جانب جديد لهذا المعرض الدوري من خلال مشاركة عدد من الفنانين التشكيليين الفلسطينيين “عبد المعطي أبو زيد، محمد الركوعي، معتز العمري، إبراهيم مؤمنة.. وآخرين”، هذه المشاركة من قبل هؤلاء الفنانين أضافت للمعرض وعزّزت من هدفه وصورته الكلية باعتباره يقدم فناً يلتزم القضية الوطنية والنضال في اتجاه استعادة الأرض المغتصبة، فقضيتا الجولان وفلسطين واحدة في وجدان الفنان التشكيلي.

يُحسب لفرع القنيطرة في اتحاد الفنانين التشكيليين خصوصيته الفنية وموقعه الرافد والنوعي للتشكيل السوري، فقد قدم أسماء كبيرة خلال العقود الماضية: زياد قات، أحمد إبراهيم، نعيم شلش، جمال بوستان، رضا بلال، محمد أبو خالد، بسام إبراهيم، ومن ميزة هذه التجارب أنها تناولت الجولان بعين مبدعة تنتصر بالجمال على الألم والغربة، وأثرت في عدد من التشكيليين الشباب الذين تميّزت تجاربهم بالبحث والتجريب واستخدام تقانات تعبير مختلفة، كالنحت والتصوير والغرافيك. وعلى صعيد النحت يبرز اسم النحات فيصل ذياب المشارك الدائم في الملتقيات الفنية التي تقام في المحافظات السورية وصاحب الخبرة الواسعة في الترميم واستخدام خامة الحديد والمعادن في تنفيذ العديد من الأعمال التجسيدية والنصبية، وترافق هذه التجربة مواهب شابة أخرى كالفنانة سيماف حسين، وعروبة دياب التي استطاعت خلال سنوات قليلة تأكيد حضورها كنحاتة مجتهدة، ونضيف إلى قائمة الشباب مهند السريع، حسام طالب، مالك شاشان وأسماء ذياب.

من الجدير ذكره في هذا المقام أن قضية الجولان الحاضرة في وعي الفنان التشكيلي تستحق أكثر من معرض دوري يُقام كل عام، إذ تنحصر المشاركات بالفنانين التشكيليين من أبناء المحافظة، فلما لا يُفتح المجال لمشاركات أوسع لتضمّ بقية المحافظات السورية باعتبار الجولان قضية كل سوري، ولربما من المفيد إقامة ملتقى سنوي نوعي للنحت والتصوير الزيتي في مدينة البعث أو على أرض مدينة القنيطرة المحررة، يشارك فيه نخبة من الفنانين السوريين ويكرس كمهرجان ثقافي وسياسي يعبّر عن تمسكنا بحقوقنا في استعادة أرضنا المحتلة ويفضح زيف الاحتلال وعدوانه.

أكسم طلاع