ثقافةصحيفة البعث

لجنة صناعة السينما والتلفزيون.. خطة عمل جديدة بهدف الارتقاء بدرامانا

عمَّ التفاؤل بين المنتجين المجتمعين في أول اجتماع دعت إليه مؤخراً لجنة صناعة السينما والتلفزيون بعد تشكيل مجلس إدارتها الجديد والذي ضم أسماء مهمة لها باع طويل في مجال العمل الفني، وبيَّن علي عنيز رئيس مجلس الإدارة في تصريحه لـ”البعث” أن المجلس تشكل حديثاً، متمنياً أن يلبي التطلعات في قادم الأيام وأن الهدف من الاجتماع الاستماع إلى هموم ومشاكل المنتجين، ومعرفة الإشكاليات التي تقف في وجه تنفيذ أعمالهم بهدف تذليل العقبات قدر المُستطاع والوصول إلى حلول من خلال تشريع الأبواب باتجاه أي اقتراح من المُنتجين، بدءاً من عمليات التصوير وصولاً إلى عمليات التسويق، مؤكداً عنيز أن مجلس الإدارة يضم أشخاصاً أكفاء لهم باع طويل في العمل الفني والدرامي سيقدمون ورقة عمل تلخص همومهم ومطالبهم لوزيري الإعلام والثقافة كحالة تشاركية في إيجاد الحلول وهي جهات أعلنت عن دعمها ومساندتها لمقترحات المنتجين وإيجاد خطة عمل بهدف الارتقاء بالعمل الفني، خاصة وأن واقع الدراما حالياً غير جيد، مبيناً أن لجنة صناعة السينما والتلفزيون عانت في الفترة السابقة من إشكاليات كثيرة أثَّرت على سير عملها وعلى عملية الإنتاج الدرامي، لذلك فإن المطلوب اليوم برأيه التعاون لإنقاذ القطاع الدرامي، معبّراً عن تفاؤله في ظل وجود وزراء متفهمين أبدوا استعدادهم لإعادة الألق للدراما السوريّة، موضحاً أن هذا الاجتماع هو اجتماع تأسيسي سيتم من خلاله الخروج بورقة عمل متكاملة ستقدَّم لوزيري الإعلام والثقافة ضمن اجتماع آخر سيُعقد معهما لاحقاً.

المزاجية والشخصانية

وأشار المنتج والمخرج مظهر الحكيم وهو أحد المؤسسين للجنة صناعة السينما والتلفزيون إلى أن اللجنة تشكلت بهدف الدفاع عن المُنتج وتحسين عملية الإنتاج  في الوقت الذي وصلت فيه الدراما السوريّة إلى مرحلة نافست فيها الإنتاجات المصريّة، إلا أن عثرات كثيرة واجهت عملها، فتلاشت مع الوقت جهودُها وتراجع واقعُ العمل الدرامي الذي ازدهر في وقت من الأوقات بفضل مخرجينا وممثلينا وفنيينا وكتّابنا الذين بدأت المحطات والشركات تعمل على استقطابهم واستثمارهم لصالحها، معبّراً عن سعادته اليوم بعودة الروح للجنة ورغبتها في تنشيط عملها من جديد لاستعادة المنتج السوري إلى حضنها، ورأى أن أهم المشكلات التي تعترض المنتج في سورية موضوع الرقابة التي تتحكم فيها المزاجية والشخصانية في أغلب الأحيان، مع إشارته إلى ضرورة الحفاظ على حق المنتج المادي والمعنوي وتهيئة الظروف المناسبة لتعود سورية إلى استقطاب المنتجين العرب ومدّ يد العون للمنتج بتذليل أي عقبات للإنتاج.

صناعة بحاجة لترميم

وبيَّن المخرج تامر إسحاق وهو عضو في مجلس الإدارة الجديد للّجنة أن الإنتاج الدرامي صناعة سورية متميزة وهي من أهم الصناعات التي تصدَّر للخارج، وأن هذه الصناعة بحاجة لترميم من خلال تعديل بعض القوانين التي تتحكم بها وتقف عثرة في وجهها والتي أثَّرت على الإنتاج وجعلت المنتجين يتحولون إلى الخارج، معبّراً عن سعادته بأن اللجنة اليوم تحاول أن تقول كلمتها في الإنتاج الدرامي من خلال إعادة المنتجين إليها عبر تأمين كل مستلزمات التصوير والإمكانيات اللوجستية لإنتاج أعمالهم بعد أن أصبحت عشرات الأعمال اليوم تصوّر في الأردن ولبنان وقد كانت سورية مقصداً للكثير من المُنتجين للتصوير فيها، لذلك كان لا بد من هذا الاجتماع والعمل على محاولة تذليل الصعوبات وإعادة الثقة بين المُنتج واللجنة.

كثرة  الجهات الوصائية

أما المنتج أحمد رضا الحلبي وهو أحد أعضاء مجلس الإدارة الجديد فقد أوضح أن اللجنة الحالية موجودة اليوم لخدمة المنتجين وتسهيل أعمالهم ومصالحهم بهدف العمل سويّة على تطوير الدراما السوريّة.. وكمنتج رأى الحلبي أن أهم الصعوبات التي يواجهها المنتجون في سورية كثرة الجهات الوصائية عليها، بالإضافة إلى مشكلة التصدير واستعادة القطع والمعوقات الكثيرة أثناء التصوير مع ضرورة إيجاد ضوابط لعمليات البيع، من خلال العمل على تشكيل اتحاد للمنتجين لأن ما هو موجود اليوم برأيه هو منافسة غير شريفة وغير صحيحة من خلال أسلوب البيع الذي تتبعه بعض شركات الإنتاج حالياً، وهو أسلوب بسطات (بيع مسلسل جديد مع 3 أعمال مجانية) وهذا برأيه أضرَّ بالدراما السوريّة بشكل كبير كما أضرَّت الرقابة التي غالباً ما تخضع لمزاجية الرقيب، مؤكداً الحلبي أن المنتجين يلتزمون بكل المعايير والضوابط الرقابية، شرط تحديدها بشكل دقيق والاتفاق عليها مع وزارة الإعلام حتى لا تُترك الأمور مُستباحة من قِبل الرقيب نفسه.

معضلة توزيع الأعمال

ورأت الكاتبة ديانا جبور أن أهم معضلة تعاني منها الدراما السوريّة هي توزيع الأعمال، مؤكدة أن هذا الموضوع أكبر من لجنة صناعة السينما والتلفزيون وهي تتطلب استثماراً في العلاقات السياسية والاقتصادية، ولذلك فإن مهمة اللجنة في المرحلة القادمة برأيها مخاطبة الطبقة السياسية والاقتصادية لاستثمار علاقاتها للتسويق للدراما، ودون ذلك فإن التسويق سيبقى من خلال دكاكين متفرقة، مع تأكيدها على أهمية إنشاء رابطة للموزعين منعاً لتضارب عمل موزع على الآخر كما يحدث في الوقت الحالي، وكعضو في مجلس الإدارة الجديد اقترحت جبور على المُجتمعين الاستفتاء على اقتراح بوجود صندوق دعم الإنتاج الدرامي، وهو صندوق سيادي يكون مُتاحاً للمُنتجين لتنفيذ أعمال ذات موضوعات نوعية وقيمة فنية جديدة، ومن الصعوبة توزيعها خارج سورية، مع تأكيدها على ضرورة وجود حالة تشاركية بين القطاعين العام والخاص لدعم حركة الإنتاج.

تحديات كثيرة

ولم ينكر عبد الرزاق حوراني وهو أحد أعضاء لجنة صناعة السينما والتلفزيون أن الدراما السوريّة تواجه اليوم تحديات كثيرة على صعيد الإنتاج وأن لجنة الصناعة لديها العديد من المُقترحات لتحسين واقع الإنتاج التلفزيوني والسينمائي، ولم يُخفِ أن أعمالاً كثيرة ألغي تصويرها في سورية بسبب التعقيدات المالية بالتحديد، لذلك هو متفائل اليوم بعمل اللجنة على استقطاب الشركات السوريّة وغير السوريّة للعودة إلى العمل في سورية من خلال سعيها لتذليل الصعوبات أمام المنتجين.

العمل التكافلي

كما عبّر المنتج سليمان قطان عن تفاؤله الكبير بوجود لجنة تضم أسماءً كبيرة ذات باع طويل في مجال الإنتاج الدرامي، منوهاً إلى أن كل صناعة في العالم لها معايير محددة، والمطلوب هو الوقوف على هذه المعايير ليستطيع المُنتج العمل وفقها والالتزام بها، مطالباً لجنة صناعة السينما والتلفزيون أن تكون الجهة الداعمة والمُساعدة للمُنتج، مُعبّراً عن أسفه للحالة التي كانت تعيشها هذه اللجنة سابقاً، ورأى أن خير مثال على ذلك هو تضرّر المُخرج والمُنتج مظهر الحكيم ومنشآته التي كانت تضم أهم المُعدّات في فترة الحرب، والذي لم يقف إلى جانبه أي أحد، لذلك دعا قطان إلى أهمية التفكير بمضمون العمل التكافلي والتضامني.

يُذكر أن مجلس إدارة صناعة السينما والتلفزيون يضمُّ د. سامر الدبس وهو المشرف العام على أعمال اللجنة وإدارتها، علي عنيز، نايف الأحمر، محمد رضا الحلبي، محمد العيسى، ديانا جبور، فادي سليم، عاطف حوشان، جيني اسبر، تامر اسحاق، عبد الرزاق الحوراني، زهير قنوع، عبد الله حمودو، حسام الخيمي، بشار عز الدين، بالإضافة إلى ممثل عن وزارة الإعلام، وآخر عن وزارة الثقافة.

أمينة عباس