صحيفة البعثمحافظات

معاصر الزيتون بدرعا أسعار كاوية.. والمزارعون بين سندان تكاليف الإنتاج ومطرقة تراجع كميته

درعا – دعاء الرفاعي 
يشكل موسم قطاف الزيتون في محافظة درعا مصدر عيش ورزق لآلاف العائلات في ظل سوء الوضع الاقتصادي، وتشهد المحافظة اليوم تراجعاً ملحوظاً في المحصول مقارنة بالعام الماضي، تزامناً مع ارتفاع كبير في أسعار ثمار الزيتون وزيت الزيتون.
وحسب رئيسة مكتب الأشجار المثمرة في مديرية الزراعة بدرعا المهندسة حنان الخياط، فإن إنتاج درعا من محصول الزيتون بلغ العام الماضي 23 ألف طن، في حين من المتوقع أن لا يتجاوز إنتاج الزيتون هذا العام 21 ألف طن ثمار فقط، و3 آلاف طنا من الزيت، وأضافت الخياط أن تراجع الإنتاج مرده لقطع عدد كبير من الأشجار بسبب النقص في مياه الري، والظروف الجوية السيئة وقت الإزهار حيث ارتفعت درجات الحرارة بشكل كبير في موسم العقد وحالت دون انعقاد الأزهار بشكل كامل ما أثر على عدد الثمار، فيما أشار مزارعون إلى تعرّض المحصول لأمراض أثّرت على إنتاجية الموسم.
بدوره أشار مدير صناعة درعا المهندس عماد الرفاعي إلى أن عدد المعاصر العاملة حاليا 34 منشأة صناعية لعصر ثمار الزيتون تضم كل منها خطي إنتاج وبعضها ثلاثة خطوط وبطاقة إنتاجية تتراوح بين100 لـ150 طناً لكل معصرة يومياً من ثمار الزيتون، يعمل أغلبها على مبدأ الطرد المركزي، في حين يبلغ عدد المعاصر في المحافظة 44 معصرة توقف نصفها عن العمل خلال الأزمة، وبين الرفاعي أن المديرية بالتعاون مع لجنة المحروقات الفرعية تعمل على تأمين حاجة المعاصر من المازوت الصناعي لتلبية حاجة عملها في حال انقطاع التيار الكهربائي.
وذكر الرفاعي أن تحديد سعر عصر الكيلوغرام الواحد من ثمار الزيتون بـ175 ليرة للكيلو الواحد إذا كان “التفل” لصالح صاحب المعصرة، و225 ليرة للكيلو دونها، مؤكدا أن جميع المعاصر بدأت عملها مطلع الشهر الجاري .
وفي السياق ذاته اشتكى مزارعون في مختلف المناطق من تراجع كميات إنتاج زيت الزيتون في المعاصر يقابله رفع أجور عصر ثمار الزيتون ما يلحق بهم خسائر كبيرة، وبينوا أن التسعيرة لأجور عصر الزيتون والتي تم فرضها بغفلة عن المزارعين، غير منصفة سيما مع ارتفاع أسعار مستلزمات الإنتاج مشيرين  إلى أن المعاصر تتقاضى مبلغا تجاوز التسعيرة المحددة والبعض منها يأخذ أكثر من 225 ليرة عن كل كيلو ثمار الأمر الذي يثير امتعاض المزارعين لكون هذه التسعيرة وما يرافقها من أجور مرتفعة سترهق ميزانيتهم، لافتين الى ضرورة مراقبة المعاصر بالمحافظة حرصا على مصالح المزارعين.
وأكد المزارعون الذين التقتهم “البعث” أنهم غير قادرين على تحمل تكاليف العصر الباهظة، مشيرين إلى أن تأخر الثمار بدون عصر يسبب تلفها وخسارتها ولا بديل لهم سوى استمرار البحث عن معاصر بعيدة عن مناطقهم ضمن المحافظة، علهم يجدون ضالتهم بمعصرة تتقاضى أجرة تناسبهم، وهم بذلك يتحملون تكاليف نقل مضاعفة في رحلة البحث عن المعصرة المنشودة.