أخبارصحيفة البعث

موسكو: الاتحاد الأوروبي غير مستعد لاستئناف الحوار مع روسيا على أساس الاحترام المتبادل

أعلن وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف اليوم استعداد روسيا استئناف الحوار مع الاتحاد الأوروبي على مبادئ المساواة مؤكدا أن بروكسل ليست مستعدة بعد لذلك.

ونقلت وكالة سبوتنيك عن لافروف قوله في مؤتمر صحفي مع نظيره القبرصي نيكوس خريستودوليديس.. تحدثنا بإيجاز عن العلاقات بين روسيا والاتحاد الأوروبي التي تعيش أزمة عميقة منذ فترة طويلة وهذا ليس خيار روسيا.. سنكون مستعدين لاستئناف الحوار مع الاتحاد الأوروبي وفق مبادئ المساواة والمصالح المتبادلة لكن وللأسف فإن زملاءنا في الاتحاد الأوروبي ليسوا مستعدين لمثل هذا العمل.

وكان لافروف أعلن الاثنين الماضي أن بلاده قررت تعليق عمل بعثتها الدائمة لدى حلف شمال الأطلسي ووقف عمل البعثة العسكرية للناتو في موسكو ابتداء من الأول من تشرين الثاني القادم.

جاء ذلك ردا على قرار “ناتو” في وقت سابق تقليص عدد الأعضاء المعتمدين للبعثة الدبلوماسية الروسية لدى الحلف من 20 إلى 10 أشخاص كما قرر الحلف سحب اعتماد 8 أعضاء في البعثة واصفا إياهم بـ “الضباط غير المعلنين في الاستخبارات الروسية”.

في الأثناء، صرحت المتحدثة باسم الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا بأن الحفاظ على الحوار مع الناتو أصبح الآن أصعب مما كان عليه خلال الفترة الأكثر توترا في حقبة الحرب الباردة.

وقالت زاخاروفا خلال إفادة صحفية اليوم الخميس: “حلف شمال الأطلسي وأمينه العام ينس ستولتنبرغ شخصيا.. بذلوا قصارى جهدهم ودفعوا علاقاتنا ببساطة إلى حالة لم تكن فيها حتى في أشد أوقات الحرب الباردة”.

جاءت هذه التصريحات بعدما أعلن ستولتنبرغ وفي وقت سابق أن الحلف سيواصل اتباع نهج مزدوج في العلاقات مع روسيا، يجمع بين “الدفاع والردع” من ناحية، والانفتاح على الاتصالات من ناحية أخرى.

وقالت زاخاروفا: “نعم، سمعنا تصريحا آخر من السيد ستولتنبرغ حول استعداده المزعوم لمناقشة القضايا الأمنية مع روسيا.. يمكنني أن أقول إنه لا يوجد شيء وراء هذه التصريحات من الناحية العملية”، مضيفة أنه كلام لا معنى له و”لا يمكن أخذه على محمل الجد”.

في سياق متصل، حذرت الخارجية الروسية من عواقب انضمام أوكرانيا المحتمل إلى حلف الناتو، مشيرة إلى أن ذلك سيكون خطوة “خطيرة للغاية”، ستضطر موسكو للرد عليها.

جاء ذلك في معرض حديث أدلى به أندريه رودنكو، نائب وزير الخارجية الروسي، لوكالة “نوفوستي” تعليقا على تصريحات لوزير الدفاع الأمريكي لويد أوستن بشأن احتمالات عضوية أوكرانيا للحلف قال فيها إن الدول الأخرى ليس لها حق النقض في انضمام أوكرانيا إلى الناتو، وأكد دعم واشنطن لكييف في تطلعاتها “الأطلسية”.

ولفت رودينكو إلى أنها ليست المرة الأولى التي تصدر فيها مثل هذه المواقف عن مسؤولين في دول الناتو، كما أن هذا النهج تثبته في الوثائق الرسمية للحلف.

وقال: “لكننا نركز ليس على المواقف الرسمية بل على الخطوات العملية، ونعتقد أن ذلك سيكون خطوة خطيرة للغاية ستجبر روسيا على الرد بشكل مناسب”.

واضاف الدبلوماسي الروسي: “بما أن هذه مفاوضات بين الناتو وأوكرانيا، فإن الأمر متروك لهما لتقرير ما هو المطلوب ومتى، لكننا وجهنا لهم نوعا من التحذير من أن أي خطوة ستكون لها عواقب. الناتو على علم بموقفنا بشأن أوكرانيا”.

من جهة أخرى، نقلت وكالة “رويترز” عن دبلوماسيين ومسؤولين أن وزراء دفاع دول الناتو يعتزمون الموافقة اليوم الخميس على خطة رئيسية جديدة “للتصدي لأي هجوم روسي محتمل على جبهات متعددة”، وذلك “في محاولة لردع موسكو على الرغم من تركيز الحلف الجديد على الصين”، حسب الوكالة.