ثقافةصحيفة البعث

نحو حقوقنا.. عند المرأة!

أكرم شريم

أرجو أن نبدأ حديثنا اليوم بهذا السؤال الكبير، والذي هو بحجم الجبل: لو كانت المرأة هي التي تحكم كل دول العالم فهل كانت ستحدث حروب واعتداءات وهل كانت ستحدث الحرب العالمية الأولى والحرب العالمية الثانية وهل كانت الحكومات ستنفق كل هذه الأموال، من أموال الشعوب لشراء كل هذه الأسلحة، والوصول بالصناعات العسكرية إلى درجة القنابل النووية؟!.

هل كانت هذه الأمومة العظيمة والإنسانية والمعطاءة ستفعل ذلك؟!.

إن المرأة في هذه الحياة ودائماً وباستمرار، أكثر صبراً من الرجل وأكثر عطاء وأكثر تضحيات وأكثر تنازلات، وهذا يعني بالتالي أنها أكثر معرفة منه، وأكثر حرصاً وإخلاصاً! وهذا لا يعني أن الرجل لا دور له، أو أنه لا يصلح لكل الأمور التي خلق من أجلها ويعمل لها ومن أجلها وبكل صدق وإخلاص ومحبة وتضحيات أيضاً!.

ولكننا نريد أن نقول: إن المرأة لم تحصل على حقوقها كاملة، وكل ذلك بسبب هذه الطيبة التي تتمتع بها وتعيش بها طوال حياتها.

وإذا سألني أحدهم: هل المرأة لم تحصل على حقوقها عندنا فقط، وفي الدول المحيطة بنا وحولنا، أقول له وبسرعة: بالعكس المرأة عندنا محترمة ولها مكانتها، وهل يوجد أحلى وأغلى من مكانة الأم؟؟ إنها ماما الحلوة!.

ولكننا نسأل ونتساءل وفي كثير من دول العالم: كم وزيرة في هذه الدولة أو تلك، والمرأة تحمل الشهادات العليا نفسها وتعمل في المجال نفسه منذ عشرين سنة أو ثلاثين سنة؟! وبالتالي كم رئيسة وزراء في هذا العالم، وكم رئيسة دولة!. ومما يؤسف له: حتى إذا صارت طبيبة (دكتورة) فإن معظم زبائنها الذين يحضرون (للمعاينة) عندها من النساء وإن لم نقل كلهم؟!. إذن فنحن بحاجة إلى عمل إعلامي عام ينتشر وفي كل لغات العالم وفي كل دول العالم، ليس فقط للبحث عن حقوق المرأة وإنما أيضاً كيف نستفيد منها ومن إخلاصها في عملها ونساعدها في الوصول إلى كل المناصب والوظائف التي تستحقها وتستطيع القيام بها وذلك لكي نستفيد منها أكثر وأكثر!.

والأهم من كل هذا الكلام، ألا نقوم بتوجيه المرأة قبل أن نرتقي بها في أعلى المناصب وأن تكون المرأة نفسها معنا حين نجتمع لكي نناقش أو نختار أو نقرر، وما الذي يمنع ذلك، خاصة وأننا جميعاً نعرف أنها حين تستلم المنصب فلا مصلحة لها فيه إلا أن تنجح وينجح عملها ومن المؤكد أنها ستبتعد وترفض كلياً، ما اسمه (الوساطة) إلا إذا كانت وساطة إنسانية، و(البراني والجواني) وستعمل، وكما هي الأمومة دائماً، بكل إخلاص ومحبة وحرص شديد ودائماً وباستمرار، وهذه هي النصيحة اليوم.