صحيفة البعثمحافظات

في ظل ضعف إمكانيات مجلس مدينة طرطوس.. مبادرات فردية لتشذيب الحدائق

طرطوس- لؤي تفاحة

كثيرة هي الحدائق والمنصفات والجزر في مدينة طرطوس، وكذلك الفضلات المجاورة للكتل السكنية التي لها أسبابها، وكذلك “ملابسات إبقائها على وضعها لسنوات”، وكثيرة أكثر هي صور الإهمال، ومناظر العبث بحقوق المال العام، وكذلك بحقوق المواطنين، حيث يتقاسم المواطن جزءاً من تحمّل مسؤولية هذه الصور السلبية التي تنعكس بالمنظر العام الجميل الذي تستحقه مدينتنا السياحية، وبالتالي المطلوب الكثير لتحسين هذه الصورة من خلال تضافر جهود المجتمع الأهلي مع دوائر مجلس المدينة كمديرية الحدائق والصيانة، وغيرها الكثير، ورصد الكثير من المال وأيضاً الجهد.

وخلال جولة لـ “البعث” لبعض هذه المنصفات والجزر الموجودة، تم تسجيل عدة محاولات لكنها فردية بقيام سكان هذه الأبنية بتشذيب هذه المواقع وتحويلها إلى جزر نظيفة، واقتلاع الحشائش والأعشاب، وكذلك تعزيلها من مخلفات الأبنية المجاورة ذاتها، والقيام كذلك بزراعتها بشتى المزروعات المنزلية، وأشجار الليمون والزيتون، وغيرها للاستفادة من خيراتها في ظل جنون الأسعار في كل شيء، بدءاً بربطة البقدونس، وليس انتهاء بحبات الزيتون الأخضر، وغيرها.

وأوضح مواطنون بأنهم انتظروا طويلاً بلدية طرطوس للمبادرة بتحويل هذه الفضلات إلى رئات للتنفس، والاستفادة منها بدلاً من أن تبقى رهينة للقوارض، ومكباً للقمامة، ومرتعاً خصباً للحشرات المختلفة، لافتين إلى أهمية دور المجتمع الأهلي بالتنسيق مع البلدية من خلال الجمعيات والروابط الشبيبية ومنظمات الطلائع، لاسيما من سكان هذه الأحياء، وبالتالي يتعزز دور هذه المنظمات والجمعيات، والتخفيف من أعباء وحداتنا الإدارية التي تشكو على الدوام من قلة العمالة والمال للقيام بمسؤولياتها، ومنها أعمال النظافة، وتشذيب المنصفات والفضلات، حيث غُمز من قناة إبقائها على وضعها دون القدرة على معالجتها، وهي موجودة في أكثر من موقع وحي.

بدوره أشار المهندس علي محمود رئيس دائرة الحدائق في مجلس مدينة طرطوس إلى أهمية المجتمع الأهلي للقيام بمثل هذه الأعمال الحضارية والمتعارف عليها في كثير من الدول المتقدمة، حيث تعتبر مدينة طرطوس من أكثر مدن سورية غنى بالحدائق والمسطحات الخضراء، حيث توجد فيها حوالي /40/ حديقة عامة جاهزة ومفتوحة، إضافة إلى حدائق الباسل، و/6/ تشرين، والطلائع، والكورنيش البحري، وتحرص مدينة طرطوس من خلال خطتها السنوية على زيادة المساحات الخضراء في المدينة، وزيادة عدد الأشجار فيها لما لها من فوائد بيئية وجمالية، ولا يمكن للمدينة، انطلاقاً من كوادرها فقط، تحقيق هذه الأهداف إلا من خلال دعم المجتمع المحلي والجمعيات الأهلية، ويتجلى ذلك من خلال العديد من المظاهر الإيجابية كدعم السكان المحليين في العديد من حارات وشوارع المدينة، والذي يتجلى في الحفاظ على الغراس التي تقوم المدينة بزراعتها في الأرصفة، وقيام بعض الأهالي بمتابعتها بالري الدوري، والحماية من يد العابثين، إضافة للطلبات المتزايدة للقيام بتشجير الأماكن الفارغة في الأرصفة، ونشاطات المجتمع المحلي وبعض الجمعيات الأهلية في دعم أعمال دائرة الحدائق من خلال القيام بحملات نظافة أسبوعية أو شهرية في العديد من الحدائق العامة.