رياضةصحيفة البعث

اللجنة المؤقتة لكرة القدم في أول ظهور علني.. قرارات شكلية والتشاؤم يخيّم

ناصر النجار

أصدرت اللجنة المؤقتة لاتحاد كرة القدم أول بلاغ رسمي لها في أربع صفحات تضمن 24 بنداً، ولم نجد في هذه الصفحات ما يسر، لأن ما صدر كان عبارة عن إجراءات روتينية معهودة دون أن نجد فيه الخطوات العملية الإيجابية التي تنهض بكرتنا من حالها المزري، فالتعيينات هنا وهناك، وتبادل الطرابيش، والأخطاء نفسها، والسلوك على ما هو عليه، وعندما انتقدنا اتحاد كرة القدم المستقيل في سلوكه فلأننا شعرنا أن ما يجري يهدر المال ولا يبني كرة القدم بل يهدمها، ولكن في بلاغ اللجنة المؤقتة وجدنا أن الأسماء تبدلت، فقط هذا هو الإجراء الوحيد، فتوارث أعضاء اللجنة المؤقتة مهام اتحاد كرة القدم السابق في السياحة والسفر، وتوزعوا التركة فيما بينهم، وعلى صعيد اللجان فقد تم إجراء التغييرات العديدة في لجان المسابقات، والحكام، والاحتراف، وشؤون اللاعبين، واللجنة المالية، ومكتب الإعلام.

التغيير لم يكن لمصلحة اللعبة، لأن الأشخاص الجدد إما كانوا مجربين سابقاً، أو لا يملكون الخبرة المطلوبة، وحتى الآن لم يع القائمون على كرتنا أن مشكلتها ليست بتغيير الأسماء وإنما بتغيير آلية العمل، وانتهاج فكر جديد، وثقافة احترافية تتماشى مع التطور العالمي بكل المفاصل الإدارية والتنظيمية والفنية، وإذا كان فاقد الشيء لا يعطيه فماذا ستعطينا هذه الأسماء الجديدة؟.

البحث عن الاختصاص هو الغاية المرجوة في عملية التغيير إن كنا نريد التغيير فعلاً لمصلحة كرة القدم، فالقضية لم تعد أسماء لجان فنية يجب أن تحشر في هذه اللجنة أو تلك لأننا بحاجتها يوم الانتخابات، وإنما هي أسماء قادرة على النهوض بالعمل ضمن آليات عمل جديدة، فبقاء الأمور على النهج ذاته يعني أن القائمين الجدد على كرة القدم يريدون ذلك، والله أعلم بما يضمرون من نوايا.

لجنة المسابقات، على سبيل المثال، تحتاج إلى تفرّغ تام، ورئيسها وكل أعضائها من المحافظات البعيدة، والعمل في هذه اللجنة يحتاج إلى دوام يومي، وهذا يؤدي إلى أن لجنة المسابقات ستعمل كما جرت في العقود الماضية بين أمين السر ومسؤول اللجنة الذي أمضى في الاتحاد أكثر من ثلاثين عاماً، و”على فكرة”، كل الوجوه تغيرت في اتحاد كرة القدم أو رحلت وعادت إلا هذا الشخص، وكلامنا هذا لا يحتمل السوء أبداً، فربما كان ناجحاً في عمله، لكننا نسأل: ألا يوجد في كرتنا ناجحون مثله؟ والأمر ذاته ينطبق على لجنة الحكام، فإما سيديرها الشخص الذي أثير حوله جدل في السنوات الأخيرة، أو أن رئيس اللجنة سيديرها من اللاذقية، وعلينا أن نعلم أن في اللجنة قطبين متنافرين، وجودهما خطأ كبير، وسيدفع الحكام وكرتنا ثمن هذا التنافر، وهذا الأمر له عواقب وخيمة جداً، وانعكاسات سلبية كبيرة على المسابقات المحلية، فضلاً عن الأثر السلبي الذي سيدفع بتحكيمنا نحو أماكن أكثر ظلمة من ذي قبل، أما بقية اللجان فبقيت على حالها، ولا تحتاج إلى أي تغيير لأنها بالأصل خلبية لا عمل لديها، وهي موجودة من أجل المنافع وتقاسم الحصص والغنائم، وهناك الكثير الذي كنا نأمل صدوره، ولكن للأسف، ستبقى كرتنا على حالها، وربما ستسير للأسوأ!.