مجلة البعث الأسبوعية

88 ألف طن تقديرات محصول الزيتون في اللاذقية و ارتفاع كبير في سعر زيت 

اللاذقية – رانيا قادوس

شهدت أسعار الزيت ارتفاعاً كبيراً مع تراجع إنتاج محافظة اللاذقية من محصول الزيتون لهذا الموسم عن المواسم الماضية ، حيث بلغ سعر صفيحة الزيت بين 200 – 250 ألف ل.س و زيت الخريج 350 ألف ل.س ، ولعلّ إرتفاع الأسعار جاء نتيجة غلاء مستلزمات الإنتاج من محروقات وأسمدة ويد عاملة ونقل ، فأجرة المكبس لكل صفيحة زيت بلغت بين 12000-15000 ل.س ، وسعر ليتر المازوت لمعاصر الزيتون يتراوح بين 4000- 5000 ل.س ، في حين بلغت أجرة العامل لليوم الواحد (في قطافه) 20000 ل.س ماعدا أجور نقل المحصول ، بالإضافة إلى قيام التجار والسماسرة باحتكار الزيت والتحكم بسعره ، كل ذلك أدى لإرتفاع أسعاره وزيادة الطلب عليه .

المهندس عمران ابراهيم رئيس شعبة الزيتون في مديرية الزراعة باللاذقية أوضح ل ” البعث ”

أن التقدير الأولي لمحصول الزيتون في محافظة اللاذقية لهذا العام يبلغ حوالي 88 ألف طن ، وعادة التقديرات النهائية تصدر بعد نهاية موسم القطاف بشكل كامل، والمحصول لهذا العام قليل لكنه مقبول حيث كان هناك استقرار في المحصول بعد الأمطار التي هطلت خلال فصل الصيف ، فقد بلغت عدد الأشجار المثمرة حوالي 9 ملايين شجرة، وخلال هذه السنوات الأخيرة خضع الزيتون كغيره من المحاصيل الزراعية ، لتأثير التقلبات المناخية والتي أثّرت سلبا” على كافة المحاصيل بشكل عام ، حتى أن الدول المنتجة للزيتون والمشهورة بزراعته تدنى فيها الإنتاج بسبب تقلّبات المناخ ، وأضاف ابراهيم منوها” إلى أن تسعيرة عصر الزيتون تتم من خلال لجنة تجتمع كل سنة ، لتحديد أجور عصر الزيتون وفق المتطلبات المرحلية من كمية المحصول ومفردات الإنتاج .. إلخ ، بحيث تكون على مسافة واحدة من الفلاح والمستهلك وصاحب المعصرة ، فقد حددت النسبة المئوية لكمية الزيت التي يحصل عليها صاحب المعصرة من الفلاح ب ٦.٥ % كأجرة عصر لكل 100 كغ ، كما أن هناك مشكلة في تأمين حوامل الطاقة بالإضافة لسعرها في حال توفرها ، وهذه يعاني منها الأطراف الثلاثة ( المستهلك والفلاح وصاحب المعصرة) ، كما أن أجور القطاف كانت قد وصلت إلى 35 % من الإنتاج لهذا العام ، بالإضافة إلى أننا خاضعين للوضع الإقتصادي الراهن وعملية تصريف الدولار ، وبشكل عام الزيت يخضع لقانون العرض والطلب كبقية المنتجات الزراعية الرئيسية .

و أشار المهندس عمران إلى قيام مديرية الزراعة مع الجهات المعنية و من خلال لجان خاصة بمتابعة عمل المعاصر بشكل كامل ، بالإضافة لمراقبة الإلتزام بتطبيق القرارات الخاصة بالإستفادة التسميدية لمياه عصر الزيتون ( الجفت ) ، وخاصة القرار ( 190/ ت ) الصادر عام 2007 من وزارة الزراعة الناظم لعملية تجميع ونقل وتوزيع مياه الجفت، في أراضي بساتين الزيتون وبالشكل العلمي للاستفادة بأقصى حدّ من القيمة السمادية لمياه عصر الزيتون وضمان عدم رميها بشكل عشوائي ، وتقوم اللجان بدوريات على المعاصر من أجل التدقيق على هذا الأمر ، بالإضافة إلى أمور أخرى كالالتزام بشروط العصر التي تحددها وزارة الزراعة والتسعيرة والنظافة ومواضيع أخرى .

و لفت إبراهيم إلى أن زيت الزيتون هو ثلاثة أصناف صنف إكسترا لا يقل سعره عن 12 ألف للكيلو من أرض المعصرة ، وصنف أول وصنف ثان كزيت زيتون بكر ، علما” أن المنتج السوري من زيت الزيتون مرغوب جدا” في الأسواق الخارجية حيث كان يصدر بكميات كبيرة ، ولم يتوقف باب التصدير إلا في الشهر السابع حيث صدر قرار بإيقاف التصدير إلى نهاية العام بشكل الدوكمة ، والسماح بالتصدير للعبوات لغاية 5 ليتر .

من جهته رئيس اتحاد الفلاحين باللاذقية حكمت صقر أوضح بدوره أن إنتاج المحافظة من زيت الزيتون قد بلغ حوالي 30 ألف طن وأن قلة المنتج من زيت الزيتون لهذا العام قد أدى إلى ارتفاع أسعاره، فالسوق بالنهاية يخضع لقانون العرض والطلب وكان متوقع هذا العام أن يكون عام وفرة بإنتاج الزيتون (سنة حملان) ، إلا أن الحرائق التي حدثت العام الفائت كانت قد التهمت مساحات واسعة من أشجار الزيتون ، فكانت خسائر المواطنين مضاعفة وأكثرها من أشجار الزيتون ، بالإضافة إلى ارتفاع أسعار كافة مستلزمات الإنتاج من أسمدة ومبيدات ارتفاعا” كبيرا” مما أثّر سلبا”على الأخوة المزارعين ، ونحن كاتحاد فلاحين نقف دائما” في صفّ الفلاح و نحاول قد الإمكان تحصيل حقه وتجنيبه الخسارة ، ومن باب حرصنا عليه اتخذنا خطوة تمكنه من بيع محصوله من الزيت بالسعر المناسب ، حيث رفعنا مقترح إلى الجهات المعنية بإيقاف تصدير الزيت لغاية 31/ 12 من هذا العام ، وتمت الموافقة عليه على أن يتم فتح باب التصدير مع بداية العام القادم .