ثقافةصحيفة البعث

تكريم وردة الجزائرية بصوت شام كردي وفرقة قصيد

“وردة الجزائرية عزيزة جداً على السوريين، وبأمسية تكريمها كان الكلّ سعيداً، ذكرناها بحنين شديد، وأصغينا إلى جمالية الألحان، ولاسيما التي ألّفها بليغ حمدي الذي ارتبط بوردة بصلة قوية، وستبقى وردة في القلب والذاكرة”، هذا ما قالته وزيرة الثقافة الدكتورة لبانة مشوّح للإعلاميين بعد أمسية تكريم وردة، التي أقامتها دار الأوبرا بمشاركة شام كردي ومرافقة فرقة قصيد بقيادة المايسترو كمال سكيكر على مسرح الدراما، بمناسبة الذكرى التاسعة لرحيلها بحضور كبير خاصة لكبار السن.

وقد تميّزت الأمسية بجمالية صوت شام كردي المتصف بمساحة طربية، إضافة إلى أدائها اللافت، وبانسجام الموسيقيين مع الألحان، فأعادت الجمهور إلى الزمن الجميل وعصر عمالقة الملحنين الذين لحنوا لوردة مثل محمد عبد الوهاب وبليغ حمدي وصلاح الشرنوبي وغيرهم، وإلى تأثير الألحان القوي في الزمن الذي طوّعت فيه بعض الآلات الغربية في الموسيقا العربية، فكان حضور الأكورديون -العازف وسام الشاعر- واضحاً كصولو وبالفواصل الموسيقية ومع الفرقة، كما شارك البيانو -العازف إياد جناوي- في أغنيات عدة، إلا أن الحضور الأكبر كان للناي العازف ربيع عزام، وحظيت الأمسية بالمقدمات الموسيقية الرائعة لأغنياتها التي اختزلت مراحل مسيرتها الفنية الغنية الحافلة بالانعطافات الشخصية.

فكانت الافتتاحية بأغنية “دق الحبيب دقة” كلمات محمد علي فتوح وألحان محمد محسن التي غنّتها في بداياتها، ثم اختارت شام كردي أغنياتها الحزينة التي باحت بإحساس الأنثى بعذاب الحب ومرارة الفراق، فغنّت “اسأل دموع عينيا” كلمات صالح جودت وألحان محمد عبد الوهاب، وبدا تفاعل الجمهور منذ اللحظات الأولى مع شام كردي التي تمكّنت من توظيف طاقات صوتها بالأداء، وامتداد الآه “من ناري وحرقتي” مع المساحة اللحنية للوتريات وحضور التشيللو، وصولو الناي والأكورديون ضمن تشكيلة الفرقة.

ثم استقطبت المقدمة الموسيقية لأغنية “قال إيه بيسألوني” كلمات عبد الوهاب محمد وألحان سيد مكاوي إعجاب الجمهور، واتسمت بجمالية التوزيع ودور الناي والأكورديون.

أما رائعة وردة وبليغ حمدي الذي كتب كلمات وألحان “العيون السود” المرتبطة بذكريات بدايات قصة الحب الطويلة بينهما، فكان تأثيرها أقوى على الجمهور بدأت بغناء كردي مع مرافقة خافتة للوتريات “عملت إيه فينا السنين، لا الزمان ولا المكان اقدروا يخلوا حبنا دا يبقى كان”.

في القسم الثاني من الأمسية تغيّرت الأجواء مع أغنيات الحب السعيدة والأغنية الشهيرة القريبة من كل الناس “وحشتوني” كلمات سعيد مرسي وألحان بليغ حمدي، وأفرد فيها المايسترو مساحة للفرقة بالفواصل الموسيقية فتكاملت مع جمالية صوت شام كردي، ثم “شعوري نحيتك” كلمات عبد الوهاب محمد وألحان سيد مكاوي مع نغمات البيانو المتداخلة مع الفرقة ضمن المسار اللحني، والقفلة الموسيقية والغنائية، وبدا صوت الموسيقا بدرجة أعلى في المقدمة الموسيقية لأغنية الاختتام “حرمت أحبك” كلمات عمر بطيشة وألحان صلاح الشرنوبي، فتعالت الألحان النشطة الفرحة على الإيقاع الراقص والجمل الصغيرة للوتريات بمشاركة البيانو وتفاعل الجمهور الكبير الذي عاش ذكرياته مع أغنيات وردة.

تخللت الأمسية مقطوعة بعزف موسيقا “في يوم وليلة”، بمشاركة البيانو، وصولو الكمان –العازف وسيم إمام- وقد أخذ الأكورديون دوراً أساسياً كصولو ومع الإيقاعيات والفرقة.

المسؤولية والجمهور

وعلى هامش الأمسية أعربت شام كردي التي تكّرم بصوتها كبار المطربين السوريين والعرب، في حديثها مع “البعث” عن سعادتها بتكريم وردة في دار الأوبرا، وعدّت هذا التكريم مسؤولية كبيرة بالنسبة إليها يحدّد الجمهور مدى نجاحها، وحاولت أن تحيي ذكراها بمجموعة من أغنياتها، ولاسيما أنها تملك ذخيرة فنية كبيرة بكمّ من الأغنيات المحبّبة لعشاق وردة، فكل أمسية تكريم تكون مختلفة عن الأخرى من حيث الأغنيات، وقد تمّ اختيار سبع أغنيات من مراحل حياة وردة الفنية التي تعرّضت لاعتزال وزواج وانفصال وحب مع بليغ حمدي ثم فراق وعودة ومرض، وتمنّت غناء أغنية “بودعك” إلا أنها تحتاج إلى أمسية خاصة، ونوّهت بأغنية “دق الحبيب دقة” التي لحنها الملحن السوري محمد محسن فكثيرون لا يعرفون ذلك، أما عن الأغنية الأقرب إليها فهي “اسأل دموع عيني” وآلة الصولو التي تستهويها وتشعر بقربها من صوتها هي آلة الناي التي كان لها دور كبير بالأمسية مع العازف ربيع عزام، كما أثنت على كل ما قدّمته الفرقة كاملة.

صناعة فنان

وفيما يتعلق بمشروعها الطربي الخاص أوضحت أنه مازال متوقفاً لعدم وجود شركات إنتاج تساهم بصناعة الفنان، وعدم وجود مموّل ومروّج للفنان، حتى الإعلام يقتصر دوره على المتابعة والتغطيات والتصوير. وتمنّت أن تكون مشاركتها بدار الأوبرا أكثر من أمسية سنوياً.

وتابع المايسترو كمال سكيكر بأن التحضيرات للأمسية استغرقت شهرين، وعمل على تقديم أغنيات لمختلف الملحنين الذين رافقوا وردة في مسيرتها.

ملده شويكاني