الصفحة الاولىسلايد الجريدةصحيفة البعث

مشيخة قطر وفرنسا.. شركاء المؤامرة على سورية والمنطقة

كشفت وثيقة نشرها موقع بلاست إنفو الفرنسي دور مشيخة قطر وفرنسا في التخطيط للحرب الإرهابية التي فرضت على سورية منذ أكثر من عشر سنوات لتنفيذ المخطط الأمريكي الصهيوني المسمى “الشرق الأوسط الجديد” الرامي لتفتيت المنطقة والسيطرة على مقدراتها.

الموقع أوضح في وثيقة نشرها أمس أنه بعد تمويل المشيخة العدوان العسكري الذي شنته فرنسا وباقي دول حلف ناتو على ليبيا وأدى إلى دخول التنظيمات الإرهابية إلى العاصمة الليبية طرابلس في آب 2011 ونشر الفوضى والفلتان الأمني في كل أنحاء ليبيا كتبت قطر وفرنسا سيناريو الحرب على سورية بحضور الصهيوني الفرنسي برنارد هنري ليفي أحد أشد داعمي الإرهاب في ليبيا وسورية وعراب الفوضى والترويج للتنظيمات الإرهابية في العالم.

الوثيقة التي نشرها الموقع تكشف تفاصيل اجتماع عقد في مكان لم يحدده بتاريخ الـ20 من أيلول 2011 بين حمد بن جاسم رئيس وزراء مشيخة قطر ووزير خارجيتها حينها وبين برنارد ليفي المستشار والمبعوث الخاص للرئيس الفرنسي آنذاك نيكولا ساركوزي.

ليفي في بداية الاجتماع شكر قطر على دورها فيما يسمى بـ “الربيع العربي” الذي دعمه الغرب تحت شعارات زائفة عن الحرية والديمقراطية لتمرير أجنداته الاستعمارية فأدى إلى تدمير ليبيا وانتشار الإرهاب وزعزعة أمن واستقرار المنطقة ومعاناة شعوبها خدمة لمصالح الكيان الصهيوني كما طلب ليفي من حمد دعم المؤامرة على سورية لتنفيذ مخطط “الشرق الأوسط الجديد”.

ليفي قال وفق الوثيقة: “لقد نجحنا في تحقيق أهدافنا المشتركة في ليبيا.. لن تنسى فرنسا الدور الهائل الذي لعبته قطر في ضمان إمداد أوروبا بالطاقة لعقود ولا الدور الذي تواصل القيام به في دعم ما سماه “ثورات البلدان في النضال من أجل الحرية والديمقراطية” وبناء “شرق أوسط جديد ” مضيفاً: “باسم هذه الشراكة فإن الخطوة التالية لن يكون هناك شرق أوسط جديد ولا استقرار إلا بمغادرة الرئيس السوري بشار الأسد”.

الوثيقة ذكرت أن رد حمد بن جاسم كشف النقاب عن الخطة التي تنوي مشيخته تنفيذها لتحقيق ما طلبه ليفي حيث أوضح أنها اتفقت مع ما تسمى بـ”المعارضة السورية” على تنظيم مظاهرات في الأماكن العامة في المدن الكبيرة وحمل السلاح واستهداف عناصر الجيش العربي السوري لاحتلال المدن والبلدات مشيراً إلى الإعداد لحملات إعلامية ضخمة للترويج للإرهابيين ودعمهم في تزييف الحقائق وتأجيج الحرب.

وقال: “ستكون جنازات الضحايا بمثابة وقود للثورة والعنف.. وفي ذلك الوقت سيحتل الثوار المسلحون بحرية الأماكن التي كان الجيش فيها ويغزون الأحياء المأهولة بالسكان في المدن وبذلك ينقلون القتال من الريف إلى داخل المدن ولا سيما دمشق وحلب”.

ولإحكام حلقات المؤامرة كشف حمد أن مشيخته ستضغط على جامعة الدول العربية لتجميد عضوية سورية وإرسال بعثة مراقبين إليها مبيناً أن البعثة “ستنسحب قبل أن تنهي عملها وسيتم تحميل الحكومة السورية المسؤولية” مضيفاً إن ذلك سيتبع “بعمليات تصعيد إعلامي لإثارة مشاعر العداء لدى الشعوب الغربية والعربية تجاه الرئيس الأسد وعائلته وجميع أصدقائه المقربين”.

وذهب حمد أبعد من ذلك وقال وفق الوثيقة “الحل الأخير للتخلص من حكم الرئيس الأسد.. دعم “الجيش الحر” والمتمردين بالسلاح ولا سيما الأسلحة النوعية وإرسال تعزيزات لهم بمقاتلين أجانب ذوي خبرة كبيرة ومن خلال إنشاء مخيمات عسكرية في الدول الحدودية مع سورية وفي “إسرائيل” لتدريب “المسلحين” وتزويدهم بالدعم اللوجستي كما هو الحال في تركيا وفتح ممرات آمنة لوصولهم إلى سورية”.

ووفقاً للوثيقة فضل برنارد ليفي في الاجتماع التركيز على الجوانب المالية وقال “عليك فقط توفير المال” لافتاً إلى أن شبكات الغرب الإعلامية ستلعب دورها لتسهيل احتلال الإرهابيين للمدن السورية الكبرى وخاصة دمشق وحلب.

وبخصوص مقترح حمد لزيادة عدد الإرهابيين في سورية أوضح ليفي أنه “بعد انتهاء القوات الفرنسية في ليبيا من تدريب عدد كبير من المقاتلين الليبيين تحت قيادة عبد المهدي الحاراتي سيتم إرسالهم قريباً إلى سورية” وتابع: “سأتحدث مع الرئيس ساركوزي حول إمكانية تزويدهم بالسلاح المناسب ومع أصدقائي وخاصة في الشيشان لإرسال مقاتلين لديهم خبرة في حرب العصابات”.

وعبد المهدي الحاراتي هو أحد متزعمي المجموعات الإرهابية التي احتلت العاصمة الليبية طرابلس في آب 2011 ودخل عبر تركيا الأراضي  السورية عام 2012 وشكل مجموعات إرهابية ارتكبت أفظع الجرائم بحق السوريين في ريفي إدلب وحلب.

أكثر من عشر سنوات مرت على اجتماع برنارد ليفي وحمد بن جاسم مولت فيها مشيخة قطر وعدد من مشيخات الخليج الإرهاب ودعمته الدول الغربية والكيان الصهيوني وبفضل صمود الشعب السوري ووقوفه إلى جانب جيشه وقيادته فشل المتآمرون وظلت سورية صامدة وشامخة فكانت قلعة المقاومة التي لا تساوم ولا تخضع يوما للإملاءات ولن تسمح لأحد بالمساس بسيادتها وسلامة ووحدة أراضيها.