رياضةصحيفة البعث

منتخب سلة السيدات في آسيا.. أداء عقيم وخروج حزين.. واتحاد اللعبة يفشل!

بغض النظر عن المباراة الأخيرة لمنتخبنا الوطني للسيدات بكرة السلة المقررة يوم غد أمام إيران في ختام مبارياته ضمن بطولة آسيا المستوى (B)، فقد ثبت بالدليل القاطع أن المشاركة بالبطولة تحتاج لمقومات لتحقيق نتائج تليق بسمعة السلة الأنثوية آسيوياً.

جماهير سلتنا تفاءلت بمشاهدة منتخبنا وهو ينافس على البطاقة الوحيدة المؤهلة للمستوى الأول (A) على الصعيد الآسيوي، لاسيما بعد النتيجة الجيدة التي حققها فريق الثورة في بطولة الأندية العربية، لكن هذا التفاؤل لم يكن في محله، خاصة بعد الأخطاء الكثيرة التي رافقت إعداد المنتخب، بدءاً من عملية انتقاء اللاعبات التي اعتمدت على المحسوبيات، وانتهاء باختيار الكادر التدريبي “مساعد المدرب” الذي لم يدرب أي فريق أنثوي منذ نحو سنة ونصف، ليجد نفسه قبل البطولة مدرباً أساسياً، (حيث تم وعده باستلام تدريب المنتخب منذ البداية) بعد اعتذار المدرب عبد الله كمونة قبل أيام من البطولة بسبب التدخل بعمله، وحتى في اختيار الكادر الإداري لم يوفق اتحاد السلة باختياراته، إضافة إلى عدم وجود طبيب أو معالج مع المنتخب، وهذا ما بدا واضحاً في المباريات، حيث تعرّضت كل من: نورا بشارة، وجيهان مملوك، وسيدرا سليمان للإصابة، ورغم ذلك شاركن بالمباريات، وهذا يتحمّله اتحاد كرة اللعبة الذي لم يستطع تأمين طبيب أو معالج يرافق المنتخب.

أخطاء اتحاد السلة مع المنتخب لم تنته عند هذا الحد، بل استمرت بالتعاقد مع لاعبة مجنسة بغير المركز الذي يحتاجه المنتخب، وبعد أن تم التعاقد معها تم الاكتشاف (في معسكر لبنان) أنها تلعب بمركز الجناح، فلنا أن نتخيل الاحترافية في عمل الاتحاد وإدارة المنتخب!.

المشكلة الرئيسية التي عانى منها المنتخب هي موضوع النجمة أليسيا مكاريان، وترجع جذورها قبل البطولة بفترة طويلة، والكل يعلم وضع أليسيا الطبي، وكان من الأفضل لاتحاد السلة والكادر الإداري للمنتخب أن يعملا على تفادي مشكلة أليسيا، ومخاطبة الجهات المعنية في الاتحاد الآسيوي والدولي، وأخذ الموافقات النظامية لها كي تلعب، لكن ما حصل أن الكادر أخذ معه تقريراً طبياً “مضحكاً” لم يتم قبوله.

اتحاد السلة وبعض كوادره اتهموا الإعلام بقلة الاحترافية بالعمل، لكن ما حصل مع المنتخب من أخطاء إدارية، “وسبق لنا أن ذكرنا ذلك”، دليل على أن كلامنا كان صحيحاً، لكننا سنظل نشجع المنتخب لأنه يملك عناصر على مستوى عال من المهارات، لكنه بحاجة لكادر محترف يكون أهلاً للثقة لإعادة المنتخب قوياً قادراً على مقارعة بقية المنتخبات في المشاركات المقبلة، والمطلوب حالياً حل كادر المنتخب، ومحاسبة المتسببين.

أخيراً لابد من القول: إن اتحاد السلة دفع فاتورة توزيع المناصب بالمنتخب التي جاءت كجوائز ترضية، أو سداد فاتورة ديون انتخابية، وعليه مراجعة حساباته، خاصة أن هذا الاختبار الأول للاتحاد “الجديد”، لكنه فشل في أول امتحان له، وفقد منتخبنا فرصة أن يكون بين كبار القارة الآسيوية.

عماد درويش