رياضةصحيفة البعث

نهاية هادئة لذهاب دوري الدرجة الأولى.. والملاحظات بالجملة؟

ناصر النجار
أقيمت أمس الأربعاء المباراة الأخيرة من مرحلة الذهاب لدوري الدرجة الأولى بكرة القدم بين الشعلة والمجد على الملعب البلدي في درعا، ضمن مباريات المجموعة الثانية وانتهت إلى فوز المجد بثلاثة أهداف نظيفة انفرد به في الصدارة برصيد 13 نقطة متقدماً على ملاحقه فريق جرمانا الذي جمع 11 نقطة، ومن المتوقع أن تلعب باقي الفرق دور الهارب من الهبوط، وإن كان الميادين قطع شوطاً كبيراً باتجاه الهبوط باحتلاله المركز الأخير بخمس خسارات، ويبقى الصراع على المركز ما قبل الأخير قائماً وسيدخل الفريق الذي يحتله دور تصفية مع نظيره من المجموعة الأولى لتحديد الهابط الثالث في المجموعتين الأولى والثالثة، كما نصّ عليه نظام الدوري هذا الموسم، باعتبار أن الأخير في كل مجموعة سيهبط مباشرة إلى الدرجة الثانية.

وجاءت نهاية ذهاب المجموعات الأخرى ضمن حدود التوقعات باستثناء التراجع غير المسبوق لفريق المحافظة، حيث جاء رابع مجموعته الأولى التي يتنافس على صدارتها فريقا العربي والكسوة برصيد 11 نقطة لكل منهما يلاحقهما فريق اليقظة بعشر نقاط وصراع الهبوط تحدّد بين الضمير والنبك.
أما المجموعة الثالثة فدانت صدارتها لفريق الساحل الهابط من الدرجة الممتازة وله 11 نقطة، والمنافسة في هذه المجموعة على بطاقة التأهل للدور الثاني مفتوحة بين فرق التضامن ومصفاة بانياس ومورك وشرطة حماة، فالفوارق بينها قليلة ويمكن تداركها في الإياب، أما فريق المخرم فيغرّد خارج السرب وحيداً بنقطة واحدة.

المجموعة الرابعة وضعها استثنائي لأن اتحاد الكرة السابق قسّم المقسَّم، فجعل هذه المجموعة قسمين، واحد يلعب في الحسكة ويضمّ فرق الجهاد والجزيرة وعامودا وقسم ثانٍ يضم فريق الحرية الهابط من الدرجة الممتازة وخطاب الصاعد من الدرجة الثانية إضافة لعمال حماة الضيف الدائم على الدوري، الأمور مازالت غير محسومة بانتظار الإياب ودور التصفية بين فرق القسمين من هذه المجموعة.
لكن الواضح أن هذا الدوري بشكله الحالي فقدَ الإثارة والتنافس، خاصة وأن أغلب فرقه ظهرت بمستوى فرق الأحياء الشعبية نظراً لضعف إمكانياتها المالية والتقنية والفنية، وهذا أضعف الدوري كثيراً، وقد ضمّ من الفرق ما هبّ ودبّ وكان عدده كبيراً لا يوازي حجم الحاجة إلى مثل هذا العدد الفضفاض.
من جهة أخرى فالدوري لا فائدة فنية مرتقبة منه لعدة أسباب يجب أن تؤخذ بعين الاعتبار، أولها أن مرحلة الذهاب استغرقت شهراً كاملاً ومرحلة الإياب تحتاج إلى شهر مماثل، وبينهما فترة راحة لن تتجاوز العشرين يوماً لعبت فيها بعض الفرق مباراة بكأس الجمهورية، أي بصريح العبارة فإن أفضل الفرق ستلعب في هذه الأشهر الثلاثة اثنتي عشرة مباراة، وبعضها لن يصل إلى ست مباريات كما هي حال فرق المجموعة الرابعة، فأي جدوى من دوري تلعب فرقه هذه المباريات القليلة في هذه الأشهر المعدودة ثم تغرق في سبات طويل، والفرق المتأهلة إلى الدور الثاني وعددها ثمانية، أي ثلث فرق الدوري، ستلعب ست مباريات إضافية بفترة لا تتجاوز الشهر، وهذا أيضاً لا يبني فرقاً ولا يطور الكرة!
هذه الصيغة لا تخدم كرة القدم ولا تسهم بتطورها، لأن تطورها مبنيّ على الاستمرارية، فضلاً عن وجود الإمكانيات المالية والفنية وغيرها من المستلزمات. ولأن هذا الدوري فقير فإن أغلب لاعبيه من أولئك الذين قاربوا الاعتزال أو تجاوزوه ولم يجدوا مكاناً بدوري الدرجة الممتازة، فضلاً عن أن الكثير من اللاعبين جاؤوا من فرق الأحياء الشعبية والأمثلة كثيرة.
وثاني الأسباب ملاعب الدوري متواضعة جداً وبعضها غير قانوني ولا تضمّ مرافق صحيحة أو مشالح، وإن وجدت فهي غير صالحة للاستعمال، وهذه نقطة مهمّة. وثالثها أنه من خلال هذه التركيبة وجدنا أغلب الفرق تفتقد النضج والوعي الفكري والثقافي، وهذا أدى إلى خروج الكثير من اللاعبين عن النص، فشاهدنا العديد من المباريات وقد امتلأت بالشغب والاحتجاج على الحكام وشتمهم، وبقيت العقوبات الاتحادية قاصرة عن ردع هذا الخروج عن الروح الرياضية وقدسيتها.

بالمحصلة العامة.. دوري الدرجة الأولى بحاجة إلى نسف من الأساس، ومن الضروري العمل على إعادة صياغة هذا الدوري ليصبح منظماً وقادراً على القيام بمهام التطوير والتنمية بعيداً عن الفوضى العارمة التي نجدها في كل تفاصيله.