مجلة البعث الأسبوعية

عالم التغذية متخم بالخرافات.. وأشهرها أن الإفطار أهم وجبة في اليوم

في الكتب والمجلات وعلى مواقع التواصل الاجتماعي هناك عدد لا مُنتهٍ من النصائح حول التغذية الصحية، وكمّ المعلومات المتضاربة التي بتنا نقرأ ونسمع عنها كفيل بجعلنا نهجر الطعام الصحي ونتوجه حالاً لتناول ما لذَّ وطاب لنا، ضاربين بتلك النصائح الغريبة عرض الحائط.

لكن قد يكون كل ما نحتاجه فعلاً هو المزيد من الدقة والتحري..

ها هي أشهر الخرافات في عالم التغذية.

 

تخفيض السعرات الحرارية هو كل ما يهم لفقدان الوزن

على الرغم من أنَّ تناول سعرات حرارية أقل قد يساهم فعلاً في نقصان الوزن، فإنه ليس الشيء الوحيد المهم. وحتى في حالة اتباعك نظاماً غذائياً منخفض السعرات الحرارية، يبقى هناك العديد من العوامل التي قد تلعب دوراً في زيادة وزنك مثل الاختلالات الهرمونية، والحالات الصحية مثل قصور الغدة الدرقية واستخدام بعض أنواع الأدوية والوراثة.

إضافة إلى ذلك فإن المحاولات المحمومة لإنقاص الوزن باستخدام هذه الطريقة تدفع الناس إلى التركيز على عدد السعرات الحرارية في أطعمتهم دون أن يأخذوا قيمتها الغذائية بعين الاعتبار.

وبالتالي يمكن أن يميل كثير من الأشخاص إلى اختيار أطعمة منخفضة السعرات ولا تلبي احتياجاتهم الغذائية اليومية من الدهون والبروتين والألياف وغيرها، هذا سيؤدي إلى مشاكل بالصحة العامة، كما أن الأشخاص الذين يتبعون هذه الأنظمة الغذائية أكثر عرضة لاكتساب الوزن ثانية بشكل سريع بمجرد عودتهم لنظامهم الغذائي السابق.

 

الأطعمة الغنية بالدهون غير صحية

على الرغم من أن هذه النظرية قديمة وخاطئة تماماً، فإن العديد من الناس لا يزالون يخشون الأطعمة الغنية بالدهون ويتبعون أنظمة غذائية منخفضة الدهون، على أمل أن ذلك سيكون مفيداً لصحتهم بشكل عام؛ لكن الدهون الصحية جزء أساسي من النظام الغذائي المتكامل، وقد تم الربط بين اتباع الأنظمة الغذائية منخفضة الدهون والمخاطر الصحية مثل متلازمة التمثيل الغذائي وأمراض القلب.

علاوة على ذلك، أثبتت الأنظمة الغذائية التي تحتوي على نسبة عالية من الدهون، أنها فعالة  أكثر من الأنظمة الغذائية منخفضة الدهون عندما يتعلق الأمر بفقدان الوزن، شرط أن يتم تناولها بتوازن وضمن نظام متكامل.

 

الإفطار أهم وجبة في اليوم

منذ نعومة أظافرنا نسمع أن وجبة الإفطار أهم وجبة في اليوم، لكن تلك خرافة أخرى في عالم التغذية؛ إذ تشير الأبحاث إلى أن إهمال وجبة الإفطار قد يؤدي إلى انخفاض السعرات الحرارية التي تتناولها خلال اليوم، علاوة أن من المفيد للصحة العامة اتباع نظام الصيام المتقطع الذي يتم خلاله إما تخطي وجبة الإفطار وإما تناولها في وقت لاحق من اليوم.

لكن ضع في اعتبارك أن هذا لا ينطبق على الأطفال والمراهقين أو الذين لديهم احتياجات غذائية أكبر من المعتاد، مثل النساء الحوامل وأولئك الذين يعانون من ظروف صحية معينة.

وبجميع الأحوال، إذا كنت من محبي وجبة الإفطار فلا بأس بتناولها، أما إذا لم تكن كذلك فمن المهم أن تعلم أنك لم تتخلَّ عن أهم وجبة في اليوم كما يشاع.

 

تناول وجبات صغيرة

إنَّ تناول وجبات صغيرة بشكل متكرر على مدار اليوم طريقة يستخدمها كثير من الناس لزيادة التمثيل الغذائي وفقدان الوزن. ومع ذلك، إذا كنت تتمتع بصحة جيدة، فإن اتباع هذه الطريقة غير ضروري طالما تحصل على احتياجاتك من الطاقة.

ولكن قد يكون ذلك مفيداً للأشخاص الذين يعانون من حالات طبية معينة، مثل مرض السكري، ومرض الشريان التاجي، ومتلازمة القولون العصبي، وكذلك فإن النساء الحوامل قد يستفدن من تناول عدد وجباتٍ أكبر خلال اليوم.

 

المُحلّيات الصناعية صحية

أدى الاهتمام المتزايد بالأطعمة منخفضة السعرات ومنخفضة الكربوهيدرات والخالية من السكر إلى زيادة المنتجات التي تحتوي على مواد تحلية غير مغذية. وفي حين أن اتباع نظام غذائي غني بالسكر المضاف يزيد بشكل كبير من خطر الإصابة بالأمراض، إلا أنَّ تناول المُحلّيات الصناعية له مخاطره السلبية أيضاً؛ فقد يؤدي تناولها – مثلاً – إلى زيادة خطر الإصابة بمرض السكري من النوع 2 عن طريق إحداث تحولات سلبية في بكتيريا الأمعاء وتعزيز عدم انتظام سكر الدم.

 

البطاطا غير صحية

غالباً ما تصنَّف البطاطا البيضاء على أنها “غير صحية”، حيث يتجنبها العديد من الأشخاص الراغبين في إنقاص وزنهم أو تحسين صحتهم العامة. والحقيقة أنَّ تناول الكثير من أي طعام – وضمن ذلك البطاطا – يمكن أن يؤدي إلى زيادة الوزن، إلا أن البطاطا مُغذية للغاية إذا تم تناولها باعتدال.

وتعد البطاط البيضاء مصدراً ممتازاً للعديد من العناصر الغذائية، من ضمنها البوتاسيوم وفيتامين ج والألياف، كما أنها تعطي شعوراً بالشبع أكثر من مصادر الكربوهيدرات الأخرى، مثل الأرز والمعكرونة. فقط تذكَّر أن تبتعد عن البطاطا المقلية.

 

الأطعمة قليلة الدسم بدائل صحية

عندما تذهب إلى البقّالة ستجد مجموعة متنوعة من المنتجات الموصوفة بأنها “خفيفة” و”قليلة الدسم” و”خالية من الدهون”.

رغم أن هذه المنتجات مُغرية لأولئك الذين يريدون التخلص من الدهون الزائدة في الجسم، فإنها عادة ما تكون خياراً غير صحي؛ وقد أظهرت الأبحاث أن العديد من العناصر الغذائية قليلة الدسم تحتوي على سكر وملح مضاف أكثر بكثير من نظيراتها ذات الدهون العادية. ومن الأفضل التخلي عن هذه المنتجات والاستمتاع بدلاً من ذلك بكميات صغيرة من الأطعمة مثل اللبن كامل الدسم والجبن وزبدة الفستق.

 

المكملات الغذائية غير مفيدة

رغم أن من الأفضل دائماً الحصول على جميع العناصر المغذية من الطعام مباشرة، فإنَّ تناوُل المكملات الغذائية ضروري في بعض الحالات.

ويمكن أن يؤثر تناول مكملات معينة بشكل إيجابي في صحة أولئك الذين يعانون من حالات صحية مثل مرض السكري من النوع 2، وكذلك أولئك الذين يتناولون الأدوية الشائعة مثل الستاتين وأدوية تحديد النسل.

على سبيل المثال، ثبت أن المكملات التي تحتوي على المغنزيوم وفيتامين ب، تفيد الأشخاص المصابين بداء السكري من النوع 2 عن طريق تعزيز نسبة السكر في الدم وتقليل عوامل خطر الإصابة بأمراض القلب والمضاعفات الأخرى المرتبطة بالسكري.