مجلة البعث الأسبوعية

مجلة المهندس الرقمي الصغير.. تبسيط فهم التقانات للطفل السوري

البعث الأسبوعية- جمان بركات

صحافة الطفل سلاح ذو حدين إن لم يكن أكثر بجواز التعبير، وثورة التقانات الحديثة زادت الحدود المتعلقة بهذه الصحافة خصوصاً حين يكون الموضوع هو مجلة تعنى بالتقانات وتحاول تقريبها لذائقة الطفل ووجدانه، ومجلة المهندس الرقمي الصغير الصادرة عن الجمعية العلمية السورية للمعلوماتية حاولت تذليل تلك العقبات واجتياز تلك الحدود، ولأنها أول تجربة سورية في هذا المضمار فقد كان على فريقها امتياز المجهول والاتيان بقواعد صناعة جديدة للمعلومة والترفيه والفن الموجه للطفل السوري عن هذا الموضوع الشائك، كيف أصاب الفريق وما المعوقات التي واجهتهم؟ كل هذا وأكثر كان في حوارنا مع لمى علي رئيسة التحرير المجلة والمشرف الفني عليها.

الثقافة المعلوماتية

بداية فكرة وجود مجلة للأطفال عن التقانات بحد ذاتها فكرة جديدة ومبتكرة ومفيدة للأطفال في عصر التقانات، وعنها قالت لمى علي:

انطلقت الفكرة قبل سنوات، عندما رأت الجمعية العلمية السورية للمعلوماتية أنها ستحقق أحد أهدافها بنشر الثقافة المعلوماتية في المجتمع بالتركيز على الجيل الناشئ، لتكون إحدى المنشورات التي تصدرها في مجال تقانة المعلومات والاتصالات موجهة للأطفال واليافعين، فأطلقت عام 2017 منتج فريد يتمثل بمجلة علمية تربوية ترفيهية متخصصة بعالم التقانات، وتحمل اسم المهندس الرقمي الصغير، وهدفها تقديم الجديد في عالم تقانة المعلومات والاتصالات بأسلوب جذاب ومبسط يناسب لغة مخاطبة الأطفال، إضافة إلى تسليط الضوء على النشاطات والفعاليات التي تهدف إلى تنمية مهارات الأطفال واليافعين وقدراتهم وتحفيزهم على الاهتمام بعلوم التقانات والبرمجة.

صعوبات

يعتبر أدب الأطفال من السهل الممتنع، وعن معوقات تبسيط المواد المعلوماتية العلمية بأسلوب قصصي للأطفال تحدثت علي:

المشكلة ليست بتبسيط المعلومات العلمية، فالكاتب المتخصص بصحافة أو أدب الأطفال –إن صح التعبير- يجب أن يمتلك مهارات تقديم أي معلومة للطفل بأسلوب يناسبه مستواه العقلي والإدراكي، وأن يطوّع الأسلوب القصصي لتحقيق المعايير العلمية والتروبوية والترفيهة التي تهدف إليها القصة. إنما الصعوبة تأتي بتفاوت المستويات بين الأطفال في المجال المعلوماتي، فهناك أطفال قد قطعوا شوطاً طويلاً في هذا المجال وأصبح لديهم كم كبير من مبادئ علوم التقانات التي على أساسها يمكنهم فهم واستيعاب أي مستوى من الأفكار المعلوماتية التي تطرحها المجلة.

منصة إلكترونية

وعن الخطط المستقبلية لتطوير المجلة ومواكبتها للعصر قالت رئيس التحرير:

تعمل الجمعية العلمية السورية للمعلوماتية حالياً على إنشاء منصة إلكترونية تفاعلية خاصة بمجلة المهندس الرقمي الصغير، حيث يتمكن زوار المنصة من الأطفال واليافعين من التفاعل الإلكترونية مع مواد المجلة وقصصها وسلاسلها التعليمية من خلال حل الألغاز والإجابة على الأسئلة وطرح المقترحات وغير ذلك.

أما الطموح فهو أبعد من مجرد إصدار مجلة ووصولها إلى الفئة المطلوبة عبر منصة إلكترونية تفاعلية، بل السعي لأن تكون شخصيات المهندس الرقمي الصغير نجوماً في عالم الطفولة السورية، ومؤثرين حقيقيين في ثقافة أطفالنا وسلوكياتهم، ومصدراً مهماً في وعيهم وتعليمهم المعلوماتي، وذلك عبر صناعة أيقونات كرتونية موجودة وبقوة في حياة الأطفال ضمن أغاني، أعمال تلفزيونية للصغار، تطبيقات إلكترونية، كتب تعليمية ومطبوعات متنوعة، وذلك أسوة بالشخصيات الكرتونية العالمية الشهيرة. وكل ذلك سيكون بدعم ورعاية الجمعية العلمية السورية للمعلوماتية.

تنمية مهارات الأطفال

هناك أنشطة للجمعية العلمية السورية للمعلوماتية من أجل بناء جيل تقاني ذو خبرة حياتية عملية، وعن هذه الأنشطة تحدثت لمى علي:

تركز الجمعية ضمن برنامج التأهيل والتدريب التي تسعى من خلاله إلى بناء قدرات المجتمع السوري في تقانة المعلومات والاتصالات، على بناء مهارات فئتي الأطفال واليافعين، بتقديم العديد من الدورات والبرامج التدريبية المتخصصة في مجال المعلوماتية والتي تناسب مختلف الأعمار ضمن العديد من المستويات، ومن تلك البرامج التدريبية (المهندس الرقمي الصغير – مهارات الحاسب الآلي – روبوتيك – برمجة – صيانة مكونات الحاسب..). إضافةً إلى مشاركة الجمعية في العديد من الفعاليات التي تدعم تنمية مهارات وقدرات الأطفال واليافعين في المجال التقني بشكل عام.

تفكيك لعبة

وكما للكلمة مفعولها ودلالتها العلمية والتعليمية في هذه المجلة كان لابد من أن ترافقها لغة بصرية ملائمة لهذا المحتوى الفريد، فكان أن أسندت إدارة الجمعية العلمية للمعلوماتية هذه المهمة للفنان رامز حاج حسين صاحب التجربة والخبرة في مجال إدارة الملف الفني لمجلات الاطفال المحلية، وبدوره تحدث لنا عن خصوصية هذه المجلة بالقول: إن التعامل مع مفردات المواد المعلوماتية للطفل أشبه بتفكيك لعبة مكونة من كتل ملونة ومفاصل دقيقة بعناية دقة، لذلك كان على التجربة مع النص أن تكون سيدة الموقف، فرحنا مع فريق العمل من الفنانين نقارب قدر الإمكان المفردات والشخصيات في كل قصة والأدوات والآلات الواجب رسمها للتعبير البصري عن المحتوى، كما كان لقالب المجلة الإخراجي المتفق عليه مع المخرج الفنان هيثم الشيخ علي بالغ الأثر في إعطاء المجلة مسحة توائم الطروحات والأبواب والمعلومات داخل كل باب أو قصة أو موضوع للمجلة، وكان رسم شخصيات راكور لتسلية الطفل وقت القراءة الأثر الجيد لتقبل الأطفال للمعلومات العملية الجافة نوعاً ما، وتحبيبه بقراءة المواضيع داخل مجلته، واليوم نتقدم بخطى ثابتة باتجاه استجلاب مواهب من الشباب الموهوب في مجال الرسم للأطفال لتزويد المجلة بنبض جديد ولغة معاصرة فنية تلائم مفردات الطفل ابن هذه المرحلة.