ثقافةصحيفة البعث

زهير رمضان قرر أن يُنهي المشهد

شكل رحيل الفنان زهير رمضان نقيب الفنانين صدمة كبيرة لدى الأوساط الفنية السورية والعربية على الرغم من الشائعات العديدة التي طالت رحيله بعد أن أعلنت نقابة الفنانين في بيان لها أنه يمر بعارض صحي بسبب التهاب في الرئة، وما أن نعته وزارة الإعلام ووزارة الثقافة ونقابة الفنانين حتى سارع الفنانون بنعيه، مؤكدين أنهم وأن اختلفوا معه في وقت من الأوقات إلا أنهم يجمعون على احترامهم له كرجل خاض معارك كثيرة مدافعاً عن أفكاره ومواقفه.

رحيل مؤكد

قال نائبه الفنان هادي بقدونس الذي بدا منهاراً لرحيل صديق عمره: تحدثت معه قبل رحيله بساعات قليلة ولا أصدق أنه رحل وهو الذي كان متابعاً لعمله وهو على فراش المرض.. لامه الكثيرون على تغيبه عن تشييع العديد من الفنانين وكان أخرهم الفنان صباح فخري وهم لا يعرفون أنه كان مريضاً يتألم بصمت وأنه لم يدخل النقابة منذ ثلاثة أشهر في حين كان يتابع جنازة صباح فخري لحظة بلحظة”.

وأسفت تماضر غانم رئيس فرع دمشق لنقابة الفنانين أن الراحل اتهم مؤخراً بتقصيره في تشييع بعض الفنانين لغيابه عن مراسم التشييع ولم يكن أحد يعرف أنه كان مريضاً يعاني بصمت ورغم تصريحات أعضاء النقابة بأن السبب كان مرضه إلا أن البعض لم يصدق ذلك، مشيرة إلى أن رحيله خسارة كبيرة وهي تكاد لا تصدق أنه رحل وهو الذي كان متابعاً لعمله وهو على فراش المرض.

إشاعة 

كتب الفنان فراس إبراهيم على صفحته: “أخر ما كنت أنتظره وأتوقعه هو أن أسمع خبر وفاتك يازهير، كنت أتمنى أن يكون الخبر مجرد إشاعة سخيفة تشبه ما سبقها من الإشاعات الكثيرة الملفّقة ولكن للأسف رحيلك هذه المرة بات مؤكداً كما هو حزني عليك.. على فكرة كنت أنتظر شفاءك لأعود وأشاكسك مرة أخرى لكنك سبقتني ووضعت حداً لكل الخلافات العالقة في لحظة واحدة.. لروحك الرحمة والسلام يا أبو زكوان.. البقاء لله.

ترك في قلوبنا الضحكة

أما المخرجة رشا شربتجي فكتبت على صفحتها: “لطالما ترك في قلوبنا الضحكة، لكنه اليوم قرر أن يصمت ويُنهي المشهد ليُبكينا أجمعين.. نقيب الفنانين زهير رمضان في ذمة الله، رحمه الله وألهمنا وألهم أهله الصبر والسلوان.

قدم الكثير

وبين الفنان باسل حيدر في تصريح له أنه كان على تواصل دائم مع الراحل الذي قدم الكثير ومن لم يقدر ما قدمه الراحل فلديه مشكلة كبيرة، مؤكداً أن رحيله خسارة كبيرة على مستوى نقابة الفنانين وعلى المستوى الإنساني لأن من يعرفه يعرف جيداً ما كان يقدمه للآخرين.

الفارس النبيل

وبهذه الكلمات نعى المخرج المهند كلثوم زهير رمضان قائلاً: وداعاً أيها الفارس النبيل والصديق زهير رمضان نقيب الفنانين في الجمهورية العربية السورية، أراد القدر ألا يمهله فرصة أخرى في الحياة، وأن ينتهي أجله عند هذا الحد، ويخطفه الموت في أوج نجوميته ليرحل عن عالمنا حافراً في ذاكرتنا ضحكته البراقة ووجهه الذي تفيض ملامحه بالرجولة وحب الحياة إلى عالم آخر بعدما صنع مشواراً فنياً جديراً بالاحترام والتقدير لا نقول وداعاً أيّها الفارس وإنّما إلى لقاء سرمدي، فاسمك ورسمك ونضالاتك وكلماتك وفكرك وصولاتك وجولاتك وسيفك وفنك محفورة كلّها على جدار الوطن الرحمة لروحك… فلترقد روحك بسلام.

وقفته النبيلة

كما كتب الكاتب محمود عبد الكريم “شارك زهير في أعمال عديدة من تأليفي أبدع في دور”أبو رزوق” في المصابيح الزرق، وفي دور الشاعر المتمرد دعبل ابن علي الخزاعي، وفي دور “المختار” في يوميات المختار، وأبدع في الثلاثية الريفية، العريضة، وبارود اهربوا وقمر أيلول.. لن أنسى له وقفته النبيلة في طهران يوم فوجئت بموقف سخيف وبائس من الجهة المنتجة لم يتردد في الوقوف الحاسم بجانبي وبمنتهى الغيرية والشهامة.. زهير رمضان فنان كبير منذ إطلالته اللافتة في فيلم “رسائل شفهية” لعبد اللطيف عبد الحميد.. زهير رمضان الفنان المبدع والإنسان الشجاع والصديق في اللحظات الصعبة لروحك السلام والرحمة.

 شخصية نقابية بالغة التأثير

وبين المخرج حسن عكلا في تصريحه لـ “البعث” أن الراحل فنان متمكن واثق من نفسه ومتملك لقدراته التي غالباً ما كان يؤكدها في أدائه للشخصيات التي كان يمثلها في المسرح كما في السينما والتليفزيون وهذا الاقتدار برأيه مشهود له بحيث لم يسجل في حياته المهنية أي عمل فني غير لائق فكان عند حسن ظنه بنفسه وجمهوره الذي كان يتابعه وينتظره دائماً لذلك فأن رحيله خسارة فنية وإنسانية كبيرة، علاوة عن كونه شخصية نقابية بالغة التأثير في وسطها الفني.

في القلب والوجدان

يتذكر الفنان لؤي شانا احتضان الراحل له لحظة دخوله المعهد العالي للفنون المسرحية ولا ينسى تلك اللحظة التي أتى فيه الراحل لحضور مشروع تخرجه ومعه باقة من الزهور وكلمات تشجعه وهو الذي أتاح له بعد ذلك العديد من الفرص فوقف إلى جانبه في أول عمل تليفزيوني وكذلك حين استلم مهامه كمدير للمسرح القومي في اللاذقية وكان له الفضل في ترشيح أحد عروضه المسرحية للمشاركة في أحد المهرجانات الدولية، منوهاً إلى أنه منزلته السامية ستكون دوماً في القلب والوجدان.

وقالوا عنه نادين خوري: “ليس من كلمات تعبر عن مدى أسى الخبر، عشنا معاً مشواراً طويلاً على طريق الفن، وكنت الصديق والأخ والفنان، مهما كان هناك من إشكاليات حولك ففي حضرة الموت تتوقف الأصوات وينقبض القلب.

أمينة عباس