ثقافةصحيفة البعث

الأنسة عفت… وداعاً

كتب أحدهم: “من ستكون “أبلة عفت” بمدرسة المشاغبين ويقف بثبات مع خفة دم أمام كوميديا عادل إمام وسعيد صالح ويونس شلبي غير الست سهير؟ من سيقدم مسرحية كاملة “ريا وسكينة” مع العظيمة شادية والأستاذ عبد المنعم مدبولي غير الست سهير؟ مشوار فني لا نملك فيه سوى الامتنان للحظات السعادة التي عشناها بسبب سهير البابلي”..

نودّع سكينة التي أحببناها رغم سفكها للدماء، وتغلق الآنسة عفت عبد الكريم مدرسة المشاغبين، ويتفرق بكيزة وزغلول، رحلت نجمة مصرية من صانعي الضحكة النقية أيام الزمن الجميل.

توفيت الفنانة سهير البابلي التي كان لقبها المفضل “سوسكا” عن 84 عاماً بعدما تدهورت حالتها الصحية خلال الأيام الماضية إثر نوبة سكر ومضاعفات عدة، سهير البابلي النجمة والفنانة والإنسانة الاستثنائية، التي حازت حب واحترام الملايين وسكنت وجدان الكبار والصغار بأعمالها الخالدة، وشخصيتها الفريدة حملت كل معاني البهجة وحب الحياة، فشعر الملايين بأن ما يربطهم بها ليس مجرد علاقة جمهور بفنانة، ولكنهم كانوا يرون في روحها وابتسامتها وقربها أماً تحمل قلب حبيبة الذي يسع الجميع، وقدرة وصبر أبلة عفت على استيعاب الاختلافات وتقويم المشاغبين، وخفة ظل وشعبية سكينة في “ريا وسكينة”، وبرجوازية بكيزة هانم التي لا يملك من يتعامل معها إلا أن يحبها ويعشق خفة ظلها ومواقفها.

فنانة شكلت كاراكتراً أنثوياً يجمع الهضامة والجمال والموهبة والأناقة، كانت إنسانة بسيطة وغير متكلفة، عنواناً للبهجة بمجرد أي إطلالة لها على الشاشة حتى بعد اعتزالها والتزامها بالحجاب كانت عنوان للرقي واللباقة بالحديث عن الفن وعن زملائها.

كتبت الفنانة ناديا الجندي على صفحتها الشخصية: “سهير البابلي فنانة لا تعوض فهي إحدى نجمات الزمن الجميل الملتزم المخلص لعمله ولفنه وقدمت العديد من الأعمال الجميلة والجيدة والقيمة التي لن ينساها أي شخص فنها الحقيقي الذي قدمته لن يموت أبداً وسيظل باقياً مدى العمر، سهير البابلي لم تكن رائعة فقط على المستوى الفني وإنما أيضا كانت كذلك على المستوى الإنساني من حيث الرقي وحب زميلاتها، كانت بيننا صداقة جيدة ربما لم نكن نلتقي بسبب تركيزها في المسرح وتركيزي في السينما، أما العلاقة الإنسانية كانت جيدة وطيبة”.

وعبرت الفنانة والإعلامية المصرية إسعاد يونس عن صدمتها الكبيرة بوفاة صديقة عمرها وكتبت عبر صفحتها الرسمية في موقع “انستغرام”: “إنا لله وإنا إليه راجعون، تلقيت الخبر الحزين وأنا خارج البلاد، فارقتني حبيبتي وعِشرة عمري ورفيقة أيامي وأستاذتي سهير البابلي… محاولات مستميتة للعودة إلى مصر، حتى أكون في وداعها”، وأضافت: “اسألك اللهم اللطف يا أرحم الراحمين، فالمصاب جلل، عزائي الوحيد الآن أن أجد مكاناً فارغاً في أول طائرة إلى مصر”.

علا أحمد