أخبارصحيفة البعث

ائتلاف “إشارة المرور”  يقترب من تشكيل حكومة ائتلافية في ألمانيا

أعلن زعماء ثلاثة أحزاب ألمانية اليوم استعدادهم للاتفاق على تشكيل حكومة ائتلافية يحل فيها أولاف شولتس من الحزب الاشتراكي الديمقراطي محل المستشارة أنجيلا ميركل.

وقال الحزب الاشتراكي الديمقراطي المنتمي ليسار الوسط وهو الحزب الذي ينتمي له شولتس، إن “من المقرر عقد مؤتمر صحفي بهذا الشأن وذلك بعد جولة أخيرة من المحادثات مع “حزب الخضر” و”الحزب الديمقراطي الحر”.

وترأست ميركل ما قد يكون اجتماعها الأخير لمجلس الوزراء، وودعت زملاءها ورفاقها بعد أن قدّم لها شولتس شجرة لتزرعها في حديقتها كهدية وداع وفقاً لأحد الحضور في الاجتماع.

وجرى الاقتراع في ألمانيا في أيلول الماضي، وتنافس فيها الاشتراكيون الديموقراطيون، والمحافظون لخلافة المستشارة أنغيلا ميركل التي تتولى السلطة منذ عام 2005، لكنها أعتزمت الاستقالة بعد الانتخابات، مما يجعل التصويت حدثاً محورياً في مسار أكبر اقتصادات أوروبا.

وبموجب الاتفاق ستكون الحكومة الجديدة أول حكومة ائتلافية من 3 أحزاب تتولى السلطة في ألمانيا منذ خمسينات القرن الماضي وتنهي سيطرة المحافظين بزعامة ميركل بعد 16 عاما في الحكم.

ويعد هذا الائتلاف بذلك بداية عهد جديد في علاقات ألمانيا بأوروبا والعالم.

وتعهد التحالف الثلاثي، المعروف بائتلاف “إشارة المرور” نسبة للون المميز لكل حزب من الأحزاب الـ3 المشاركة فيه، بتحديث أكبر اقتصاد في أوروبا من خلال تحديث بنيته التحتية والإسراع بتنفيذ إجراءات حماية المناخ.

ويواجه الائتلاف الجديد تحديات فورية وسط أسوأ تفش “لكوفيد-19” ومعاناة أوروبا من تبعات خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي وأزمة للمهاجرين على حدود التكتل مع روسيا البيضاء.

وبدأت ملامح الحكومة الألمانية الجديدة تتكشف، إذ تتكون من ١٥ حقيبة موزعة على ٣ أحزاب.

وأعلنت صفحات حزب الخضر الرسمية على مواقع التواصل الاجتماعي، التوصل لاتفاق لتشكيل ائتلاف حاكم بقيادة الحزب الاشتراكي الديمقراطي “يسار وسط”.

وكتب الحزب على صفحاته: “اليوم، وبعد ٣ أسابيع من المفاوضات مع الحزب الاشتراكي الديمقراطي والحزب الديمقراطي الحر، توافقنا حول ائتلاف حاكم يشكل الأساس لحكومة مشتركة”، وفق ما طالعته “العين الإخبارية”.

فيما نشر الأمين العام للحزب الاشتراكي الديمقراطي، لارس كلينجابل، على حسابه على “تويتر”، صورة مع زملائه من الخضر والديمقراطي الحر، وشكرهم على “العمل المشترك الجيد”.

جاء ذلك بعد يوم ماراثوني خاضت فيه الأحزاب الثلاثة المشكلة للائتلاف الجديد؛ الاشتراكي الديمقراطي، والديمقراطي الحر والخضر، مفاوضات ماراثونية استمرت نحو ١٤ ساعة متواصلة، لوضع اللمسات النهائية على اتفاق الائتلاف الحاكم، وتابعتها “العين الإخبارية”.

ووفق تقرير لصحيفة “بيلد” الألمانية، تتكون الحكومة الجديدة من ١٥ حقيبة، ومدير لمكتب المستشار بدرجة وزير دولة، ومستشار.

وحصد الحزب الاشتراكي الديمقراطي منصب المستشار ليشغله أولاف شولتز، ومدير مكتب المستشار، ووزارة الداخلية، ووزارة الدفاع، ووزارة البناء والإسكان، ووزارة العمل، ووزارة الصحة، ووزارة التعاون الاقتصادي.

فيما ذهبت وزارات الاقتصاد والمناخ، والخارجية، والأسرة، والزراعة، والبيئة إلى حزب الخضر. وحاز الحزب الديمقراطي الحر على وزارات المالية والعدل والنقل والتعليم.

ووفق الصحيفة ذاتها، فإن زعيمة حزب الخضر، أنالينا بربوك “٤٠ عاما”، تشغل حقيبة الخارجية في الحكومة الجديدة، فيما يشغل زعيم الحزب الديمقراطي الحر، كريستيان ليندنر، حقيبة المالية.

وأمس، خاض قادة الأحزاب الثلاثة جلسة مفاوضات حاسمة في ولي براندت هاوس، مقر الحزب الاشتراكي الديمقراطي في برلين، استمرت من ١١.٣٠ صباح الثلاثاء حتى الساعة ٠١.٣٤ فجر الأربعاء.

وبعد الانتهاء من اتفاق الائتلاف الحاكم، فإن هناك سلسلة إجراءات داخلية في كل حزب ينبغي الانتهاء منها، قبل انتخاب شولتز مستشارا أحد أيام ٧ و٨ كانون الأول، وبدء الحكومة عملها رسميا، أي أن المستشارة ميركل باتت أمامها أيام معدودة لا تتعدى أسبوعين بحد أقصى قبل الخروج من السلطة بشكل نهائي.

وبالفعل، بدأت الأحزاب الثلاثة التحضير للخطوات الإجرائية الداخلية في كل منهما لاعتماد اتفاق الائتلاف الحاكم، حيث ذكرت تقارير صحفية أن حزب الخضر قام بتأجير قاعة في برلين من أجل تنظيم مؤتمر لتقديم الاتفاق الحكومي لقواعد الحزب، غدا الخميس.