الصفحة الاولىسلايد الجريدةصحيفة البعث

في تأبين الشهيد مدحت صالح.. أبناء الجولان إصرار على المقاومة والصمود

القنيطرة – محمد غالب حسين:

أكد أبناء الجولان السوري المحتل رفضهم للاحتلال الاسرائيلي ؛ وما صدر عنه من قرارات احتلالية زائلة ؛ وإجراءات عدوانية باطلة ؛ معلنين الانتماء الأصيل لوطنهم الأم سورية ؛ والتّمسك بهويتهم العربية السورية ؛ والولاء لقائد وطنهم السيد الرئيس بشار الأسد .

وأعلن أبناء الجولان خلال حفل تأبين الشهيد مدحت صالح بموقع عين التينة المقابل لبلدة مجدل شمس المحتلة ثقتهم المطلقة بتحرير الجولان؛ وزوال الاحتلال؛ وعودة الجولان لوطنه وشعبه وأهله.

وندّد الجولانيون بالاعتداء الاسرائيلي السّافر الجبان على الشهيد البطل مدحت صالح؛ واستهدافه وهو بمنزله في عين التينة ؛ معتبرين اغتيال الصالح اعتداء على الجولانيين جميعاً .

وألقيت بالحفل كلمات تحدّثت عن مناقب الشهيد النضالية ؛ وبذله لدمه من أجل تحرير الجولان؛ منوهين بإن أبناء الجولان تلقوا خبر استشهاده كالصاعقة ؛ وفي مقدمتهم رفاق الأسر الذين قضوا سنوات طويلة برفقته في سجون الاحتلال ؛ فكانوا أول من زفّ الشهيد بكلماتهم التي تخلد تاريخه النضالي في المعتقلات وخارجها.

وحيّا محافظ القنيطرة عبد الحليم خليل بكلمته الأهل الأباة الصامدين بالجولان السوري المحتل بقرى مجدل شمس ومسعدة والغجر وعين قنية وبقعاثا الذين أضافوا صفحات ناصعة لتاريخ وطنهم من خلال رفضهم للاحتلال الاسرائيلي ومقاومته ؛ مقدِّمين الشهداء والشهيدات والأسرى ؛ مُحبطين مخططاته الاستيطانية العدوانية .

وأشاد المحافظ بمواقف الشهيد البطل مدحت صالح الذي كان مثالاً للمناضل الشجاع؛ لتحرير الجولان : مقاوماً وأسيراً ومدافعاً صلباً عن حرية وحقوق الجولانيين؛ منوهاً أن دماء الشهيد صالح وكل شهداء الجولان ؛ ستزهر نصراً مؤزراً متوّجاً بالعز والفخار وشقائق النعمان .

وأكّد الأسير المحرر صدقي المقت عميد الأسرى إن اغتيال الصالح جريمة جديدة تضاف إلى سجل العدو الاسرائيلي الإجرامي الحافل باستهداف قادة ورموز النضال والمقاومة ؛ وقال : إن الإحدى عشرة رصاصة التي اخترقت جسده ما هي إلا أحد عشر وساماً على جبينه ؛ فكل ساحات المقاومة تعرف بطولاته ؛ وكل معتقلات الاحتلال تعرف صموده الأسطوري . فهو الوفي لوطنه ورفاقه وأهله. كان بطلاً في مقاومة الاحتلال وبطلاً في صموده داخل المعتقلات وبطلاً في استشهاده.

وكان ياسر الصالح قد ألقى كلمة ذوي الشهيد قائلاً : أنا لا أرثيك ولا أبكيك ؛ لأنك أعظم من الرثاء؛ وأجلّ من البكاء؛ ومن ارتقى شهيداً ؛ نال المجد والخلود والعرفان؛ متحدثاً عن اختيار الشهيد إطلالة منزله في موقع عين التينة ؛ لتكون مشرفة على مجدل شمس المحتلة؛ لم يكن عبثياً؛ فهو خيار يعكس عشق الأرض التي ولد فيها، وتعرف شوارعها طفولته ودفاعه عن أرض الجولان السوري المحتل ،وتعرف شبابه الذي قضى جزءاً منه في معتقلات الاحتلال، ليبقى الحلم بالعودة الحتمية إليها مهما طال الزمان؛ محيياً هذه القامة الوطنية، وواجبنا أن نزفّه شهيداً بطلاً ؛ تقديراً لعطائه على مدار سنوات عمره ؛ فسورية تفتخر به وبأمثاله.

وأشادت أحد أبناء فلسطين المحتلة ببطولة الشهيد صالح ؛ لافتاً انّ الشهادة متوقعة للبطل مدحت في سياق النضال الدؤوب والمتواصل ضد كيان العدو الصهيوني ؛ ومن المتوقع أن يتعرض جميع المناضلين للاستهداف من العدو الصهيوني ؛ مضيفاً أن الشهيد مدحت صالح قدم نفسه مناضلًا من أجل رفعة الأوطان واستقلال أرضه وتحريرها من العدو ؛ مضيفا أن شهادته تجديد لحالة النضال في سياق المقاومة التي تنمو وتتصاعد بأبطال مثله.

وأوضح المتحدث أن مثل مدحت لا يمكن إلّا أن يكون مقاومًا سائراً على نهج المقاومة لتحرير أرضه وتحرير فلسطين، لذلك هو سار وتمتع بكل المزايا النضالية .

كما ألقى أحد أبناء مجدل شمس قصيدة شعرية ؛ مجّدت مناقب الشهيد البطولية ، ومحبته لوطنه الأم ؛ وعشقه للجولان .

يُشار أن الأسير المحرر مدحت صالح الصالح نال شرف الشهادة بعد استهدافه من قبل العدو الإسرائيلي في موقع عين التينة المطل على بلدة مجدل شمس المحتلة في السابع عشر من الشهر الماضي. وهو من مواليد قرية مجدل شمس في الجولان المحتل عام 1967م ؛ اعتقلته قوات الاحتلال الإسرائيلي أول مرة عام 1983م ؛ وبعد الإفراج عنه ؛ عاودت سلطات الاحتلال اعتقاله مجدداً عام 1985م بتهمة الانتماء إلى المقاومة ليقضي( ١٢ ) عاماً داخل معتقلات الاحتلال الاسرائيلي .

وفي عام 1997م ؛ أفرجت سلطات الاحتلال عنه ؛ وتمكّن من العبور للوطن الأم ؛ فعمل على تأسيس لجنة دعم الأسرى والمعتقلين السوريين بسجون الاحتلال الاسرائيلي ؛ وانتخب عضواً في مجلس الشعب عام 1998م ؛ ممثلاً للجولان السوري المحتل؛ وسُمي بعد ذلك مديراً لمكتب الجولان السوري المحتل في رئاسة مجلس الوزراء.

وقد تعرض الشهيد الصالح لعدة محاولات اغتيال منها عام 2011م حيث أطلقت قوات الاحتلال الإسرائيلي النار عدة مرات على منزله في عين التينة الأمر الذي زاده إصراراً على التمسك والصمود بأرضه ؛ وأن يبقى قريباً من قريته مجدل شمس .

والشهيد الصالح متزوج وله ولد اسمه جولان .

حضر حفل التأبين أمين فرع القنيطرة للحزب الرفيق الدكتور خالد أباظة ومحافظ القنيطرة عبد الحليم خليل وأعضاء قيادة فرع القنيطرة للحزب ورئيس مجلس محافظة القنيطرة وقائد شرطة المحافظة وأعضاء مجلس الشعب وفعاليات حزبية ورسمية وجبهوية وشعبية وحشد كبير من أبناء القنيطرة .