ثقافةصحيفة البعث

حديقة شعرية نادرة في مكتبة الأسد

تعدّ المخطوطات والكتب النادرة في مكتبة الأسد الوطنية عصارة معرفية وثقافية تزخر بثروة فكرية لا تقدّر بثمن، وهي إرث تركه الأجداد لنا في شتى العلوم، وإرث لكل عقل نيّر يبحث عن المعرفة.

من هذا المنظور، تعمل مكتبة الأسد بشكل دوري على إقامة المعارض لتعريف جمهورها بهذه الجواهر الثقافية، وكان لها في هذا العام معرض لدواوين شعرية نادرة، عرض فيه بعضاً من أندر دواوين الشعر العربي.

ثروة

وقال مدير عام الهيئة العامة السورية للكتاب د. ثائر زين الدين في افتتاح المعرض: “من يرى هذه الكتب الآن التي طُبعت في القرن التاسع عشر يجدها كنزاً بكل ما تعنيه الكلمة، وقد علمت أن هذه عيّنة من الكتب وحسب، وربما يصل عدد أمثال هذه الكتب لدى المكتبة إلى نحو ثلاثة آلاف كتاب أو أكثر، وبالتالي هي ثروة، ونرى كذلك جمال هذه الكتب المطبوعة بتقنية الطباعة الحجرية، فتبدو وكأنها مكتوبة بخط اليد. ولدينا بينها دواوين لعمالقة الشعر العربي، مزوّدة بحواشٍ حول النص الأصلي”. وأضاف: “نحن مسرورون بأن مكتبة الأسد حافظت على هذه الكتب، وخاصة بعد أن علمت من مدير عام مكتبة الأسد أن هذه الكتب تنقل إلى نسخة إلكترونية، لتصبح متاحة لأي شخص يود الاطلاع عليها”.

مشروع جديد

وتحدث مدير عام مكتبة الأسد، إياد مرشد، عن أهمية المعرض، وأهداف المكتبة من إقامته كل عام، فقال: “تعودنا كل عام في مكتبة الأسد أن نقدّم شيئاً جديداً مما تكتنزه، وكما هو معروف أن المكتبة تُعنى بحفظ التراث الثقافي، ومن هذا التراث الكتب النادرة وسواها من الأوعية الثقافية البصرية والسمعية وغيرها، وهذا المعرض يضمّ دواوين شعرية نادرة”.

ولفت إلى أن المكتبة تضمّ “أكثر من ثلاثة آلاف وخمسمئة كتاب نادر من شتى أشكال المعرفة وأجناسها، ونحن نسعى لأن نحفظها بشكل لائق، لتصبّ في خدمة الثقافة والمعرفة والبحث”. وأضاف: “نتطلع بشكل دوري لأن نقدم شيئاً جديداً عبر المعارض التي تقيمها المكتبة، ففي هذا العام أقمنا معرضاً للدوريات القديمة، ولاقى قبولاً كبيراً، وأردنا ألا يقتصر هذا المعرض على المخطوطات، فقدمنا الكتب النادرة، ونماذج لأكثر من ثمانية وأربعين كتاباً لعمالقة الشعر العربي في عصور مختلفة، ونتمنى أن تلقى قبولاً لدى الجمهور”.

وبيّن مرشد الهدف من إقامة المعرض وأمثاله، أن “الثقافة العربية ثقافة غنية ومبدعة عبر العصور، وقصدنا أن يكون هذا المعرض إشارة لما تكتنزه هذه الثقافة من معرفة وعلوم وآداب، وهي تستحق البحث والتمحيص والتدقيق، وإعادة تقديمها للجيل الشاب، فنحن حريصون على أن تقدم هذه الثقافة لهم ليعتزوا بثقافتهم وهويتهم الوطنية، التي تستند إلى ثقافة قيمة وغنية”. وكشف أن المكتبة مقبلة على مشروع ضخم، إذ “نتطلع إلى تحويل هذه الكتب إلى نسخ رقمية، وبالتالي فإننا على أعتاب مشروع كبير في المكتبة، قد نعلن عنه في العام القادم، وهو أن نتحول إلى مكتبة إلكترونية، لكن هذا يحتاج إلى وقت، لتصبح محتويات المكتبة متاحة، دون أن يعني هذا أنها إتاحة مفتوحة، بل ضمن شروط معينة، بحيث يستفيد منها الباحث في داخل المكتبة وخارجها”.

حديقة ملأى بالشعراء

أما السيدة أمينة الحسن، مديرة قسم المخطوطات والكتب النادرة في مكتبة الأسد، فقالت: “نوّعنا في هذا المعرض بين الكتب المطبوعة بتقنية الطباعة الحجرية، والكتب النادرة، ووضعنا دواوين شعرية من العصر الجاهلي والعصر الحديث، وأقدم ديوان شعري وضعناه هو ديوان الإمام علي بن أبي طالب، الذي طبع في عام 1832″.

وضمّ المعرض دواوين لعمالقة الشعر العربي، كالمتنبي والبحتري وأبو تمام وأبو النواس وعائشة التيمورية وأحمد الكيواني، وغيرهم الكثير، فكان أشبه بـ”حديقة ملأى بالشعراء”.

علاء العطار