ثقافةصحيفة البعث

مهرجان “نديم محمد” للشعر والنقد ضمن فعاليات أيام الثقافة

طرطوس- رشا سليمان

باعتباره قطباً بارزاً بين المثقفين والشعراء السوريين، استحوذ شاعر الألم نديم محمد على جزء مهمّ من فعاليات أيام الثقافة التي تقام في ثقافي طرطوس، فكان انطلاق مهرجان نديم محمد للشعر والنقد الذي ضمّ قراءات شعرية وندوة نقدية حول الحداثة الشعرية منذ نديم محمد وحتى اليوم وقراءات شعرية لنخبة من الشعراء، وتضمن حفل الافتتاح عرض فيلم وثائقي تحت عنوان “في حضرة النديم” تحدث عن مسيرة الشاعر منذ نشأته الأولى وكيف تعلم قواعد اللغة العربية، وشغله للعديد من المناصب التي كان آخرها مديراً للمركز الثقافي في الحفرة، إضافة إلى عرض بعض المقاطع من قصائده.

ولفت كمال بدران مدير الثقافة في طرطوس في كلمة له خلال الافتتاح إلى أن الاحتفال بالشعر على رأس الأولويات، فمنذ أن ابتكر الإنسان اللغة صارت حاملاً موضوعياً لوجوده، ففي اللغة يحاور وفي اللغة يحب ويتفاهم مع الآخرين ويكتب الشعر أيضاً الذي من خلاله يمكننا أن نتحاور ونحب ونتفاهم، وأضاف بدران: “هذه اللغة التي تبدو متاحة للجميع استحالت لدى نديم محمد مغارة كنوز وفتحت له بواباتها السحرية، كأنما لديه كلمة السر وأظهرت له حليها ومفاتنها، فالمبدع الموهوب هو الذي يجوهر المادة القيمة باستخراج مكنوناتها وإبراز مقدراتها ويعالجها بمختبره النفسي والمعرفي والفلسفي”.

وقدّم الأديب منذر عيسى رئيس فرع اتحاد الكتّاب في طرطوس قراءة في حياة شاعر الألم والكبرياء متناولاً العديد من محطات حياته وفق تسلسل تاريخي، ولفت إلى أنه عندما ندخل في عالم نديم محمد لابد من التهيب قليلاً والتأني في قراءة مسيرته الحافلة، عن ولادته ونشأته في قرية عين شقاق الذي غزا وصفها مشهده الشعري وبرع في تصوير حياة الريف وبساطتها، وعن طفولته التي تشبه طفولة أبناء الريف التي لا تخلو من الشقاوة، طفولة مليئة بالأحداث والألوان، إضافة إلى مراحل تعليمه ونطقه للشعر عندما كان في سن التاسعة من عمره.

ولفت عيسى إلى بروز نزعة التمرد على المعتقدات عند نديم محمد بسبب حساسيته المفرطة ما انعكس سلباً على علاقته مع الآخرين حتى أهل بيته وظهر هذا جلياً في قصائده، وأضاف عيسى: ظهرت في قصائد نديم مشاعره الوطنية والقومية من خلال قصيدة ألقاها أثناء دراسته في بيروت في ذكرى شهداء أيار، سافر بعدها إلى فرنسا وحصل فيها على الشهادة الثانوية، ومن ثم شهادة الأدب الفرنسي، وتدلّ بعض قصائده على أنه حصل على علوم معرفية، كما تركت الحياة في الغرب بصماتها في شعره الغزلي.