دراساتصحيفة البعث

أوروبا ستواجه شتاء مليئاً بالتحديات

ترجمة: عائدة أسعد

حسب منظمة الصحة العالمية، من المرجّح أن يتجاوز إجمالي الوفيات في جميع أنحاء أوروبا بسبب “كوفيد19” مليوني شخص وذلك بحلول آذار من العام المقبل، وأن الوباء أصبح هو السبب الأول للوفاة في المنطقة بعد أن ارتفع عدد الوفيات المبلّغ عنها إلى نحو 4200 في اليوم، وهو ضعف العدد المسجل في أيلول الماضي، كما تجاوزت الوفيات التراكمية المبلّغ عنها في المنطقة بما في ذلك المملكة المتحدة  1.5 مليون.

وصفت منظمة الصحة العالمية الوضع بأنه خطير للغاية، وتوقعت ضغوطاً شديدة على أسّرة المستشفيات في 25 دولة من أصل 53 دولة في المنطقة، ومن المقرّر أن تتعرض وحدات العناية المركزة في 49 دولة لضغوط مماثلة، ووفقاً للاتجاهات الحالية سيتجاوز العدد التراكمي للموتى 2.2 مليون بحلول الأول من آذار القادم.

لقد أصبحت أوروبا مرة أخرى مركز الوباء، لذلك أعيدت ضوابط أكثر صرامة في العديد من البلدان، حتى جعل التطعيم إلزامياً، حيث كانت النمسا أول دولة في أوروبا الغربية تعيد حالة الإغلاق منذ بدء التطعيم في وقت سابق من هذا العام، بعد أن تمّ تسجيل زيادة في الحالات بسبب العدوى من أشكال دلتا التي تسود الآن جميع أنحاء المنطقة، وتخفيف الإجراءات الوقائية مثل ارتداء الأقنعة والتباعد منذ الصيف.

لقد أصبح العديد من الأشخاص عرضةً للإصابة بالفيروس مع تزايد عدد الأشخاص الذين يتجمعون في الداخل في طقس أواخر الخريف الأكثر برودة، والذين لا يزال عدد كبير منهم غير محصّنين بعد أن تضاءلت فعالية اللقاح ضد الأشكال الحادة للمرض. وفي هذا الشأن يقول الدكتور هانز كلوغ المدير الإقليمي لمنظمة الصحة العالمية في أوروبا: “إنه من الضروري أن تتبنى البلدان نهج اللقاح الإضافي، وأن هذا يعني الحصول على الجرعات القياسية من اللقاح وأخذ جرعة معززة إذا تمّ تقديمها، ولكن أيضاً دمج التدابير الوقائية في الروتين المعتاد، فبالإضافة إلى اللقاحات إن ارتداء القناع وغسل اليدين وتهوية الأماكن الداخلية والحفاظ على مسافة جسدية والعطس في مرفقك كانت طرقاً بسيطة وفعالة للسيطرة على الفيروس، ولدينا جميعاً الفرصة والمسؤولية للمساعدة في تجنّب مأساة غير ضرورية وخسائر في الأرواح والحدّ من المزيد من الاضطرابات للمجتمع والشركات خلال موسم الشتاء المقبل من خلال تجنّب الملاذ الأخير لحالات الإغلاق وإغلاق المدارس”.

وحسب منظمة الصحة العالمية إن أكثر من مليار جرعة لقاح تمّ إعطاؤها في المنطقة الأوروبية، وأكمل 53.5٪ من الأشخاص برنامج التطعيم الخاص بهم، لكن هذا الرقم يخفي اختلافات كبيرة بين البلدان، حيث تمّ تلقيح بعض السكان بنسبة أقل من 10٪ والبعض الآخر أكثر من 80٪ وكانت اللقاحات أداة حيوية للوقاية من الأمراض الشديدة والوفاة وأنقذت مئات الآلاف من الأرواح. ولكن مع تزايد الأدلة بأن حماية اللقاحات ضد العدوى والأمراض الخفيفة قد انخفضت بمرور الوقت، حثت المنظمة على ضرورة إعطاء جرعات معززة لحماية الفئات الأكثر ضعفاً بما في ذلك الذين يعانون من نقص المناعة كأولوية، وكذلك للأشخاص الذين تزيد أعمارهم عن 60 عاماً، وعمال الرعاية الصحية كإجراء احترازي.

وحسب التقرير أظهرت البيانات أن 48٪ فقط من الناس في جميع أنحاء المنطقة يرتدون أقنعة عندما يغادرون منازلهم، وأن 95٪ من استخدام القناع يمكن أن يمنع أكثر من 160 ألف حالة وفاة يمكن أن تحدث قبل الأول من آذار القادم.

لقد أصبح وضع كوفيد19 في جميع أنحاء أوروبا وآسيا الوسطى خطيراً للغاية، وتواجه أوروبا شتاءً مليئاً بالتحديات، ولكن يمكن أن تتخذ الحكومات والسلطات الصحية والأفراد إجراءات حاسمة لتحقيق الاستقرار في الوباء.