دراساتصحيفة البعث

هكذا تكسر الأحادية القطبية

هيفاء علي

 

تبدو بكين وموسكو عازمتين على الحفاظ على أمن واستقرار منطقتهما، وسط استفزازات غربية تستهدف البلدين وحلفاءهما، وما التنسيق الأمني ​​العسكري الجديد بين البلدين سوى تأكيد قوي على ذلك.

وقد كتبت “غلوبال تايمز” الصينية أن القوات الجوية الصينية والروسية قامت بدورية جوية استراتيجية مشتركة في منطقة آسيا والمحيط الهادي قبل أيام، كما أعلنت وزارتا دفاع البلدين، ما يدل على أن الفروع العسكرية الثلاثة الرئيسية: البحرية والجيش والقوات الجوية في كلا البلدين تجري تعاوناً استراتيجياً لمواجهة عدم الاستقرار الإقليمي المحتمل.

وبحسب معلومات وزارة الدفاع الصينية فقد تم إرسال طائرتين من طراز “k-H6” في تشكيل مشترك مع قاذفتين روسيتين من طراز “Tu-95MC” فوق بحر اليابان وبحر الصين الشرقي، وأضافت الوزارة أنه خلال الدورية الصينية الروسية المشتركة التزم التدريب الجوي بصرامة بأحكام القانون الدولي ولم يدخل المجال الجوي للدول الأخرى.

وبحسب الصحيفة، فإن هذه هي ثالث دورية جوية استراتيجية مشتركة للجيشين الصيني والروسي بهدف زيادة تطوير شراكة التنسيق الاستراتيجي الشامل بين البلدين، وتحسين مستوى التنسيق الاستراتيجي والقدرات التشغيلية المشتركة، وكذلك الحفاظ على الاستقرار الاستراتيجي العالمي بشكل مشترك.

وفي معرض تعليقه على الحدث، لفت المتحدث باسم الخارجية الصينية “وانغ وين بين” إلى أن الدوريات الجوية المشتركة هي جزء من برنامج سنوي للتعاون بين القوات المسلّحة للبلدين يهدف إلى تعزيز التنسيق الاستراتيجي الثنائي، والقدرة على العمليات المشتركة، مع التذكير بأن هذا التفاعل ليس موجّهاً لطرف ثالث.

وبحسب مراقبين، فإن هذه المناورات هي جزء من الإجراءات الضرورية في الوقت الراهن لمواجهة الاستفزازات الغربية المتزايدة والمستمرة الرامية إلى محاولة ثني القوتين عن العمل لصالح النظام الدولي متعدد الأقطاب الحالي.

لا شك أن الاستفزازات الأمريكية هي التي دفعت لزيادة تعزيز التحالف الاستراتيجي بين روسيا والصين، على عكس ما كانت تسعى إليه المؤسسة الغربية، أي زرع الخلافات بين بكين وموسكو من خلال إدخال القوتين الكبيرتين غير الغربيتين في منافسة بينهما، لاسيما في مناطق من العالم مثل أفريقيا، حيث سيتيح هذا الأمر للغرب القدرة على مواصلة تطويق البلدين، وبالفعل، منذ سنوات كان الشغل الشاغل للمحرضين والخبراء الغربيين أن يروا هاتين الحضارتين العظيمتين في صراع، وغير قادرتين على الاتفاق، لكنهم لم يتوقعوا أن يروا العكس.

وبرأي المراقبين، إذا لم تتراجع الاستفزازات الأطلسية- الغربية ضد البلدين فإن بكين وموسكو ستتخذان كل الإجراءات لتطويق أمريكا نفسها التي تشعر بالحنين إلى الماضي، وللأحادية القطبية.