مجلة البعث الأسبوعية

حقبة جديدة من تعزيز التعاون في إطار مبادرة الحزام والطريق مجتمع أقوى وإنشاء معلم جديد في العلاقات الصينية الأفريقية

البعث الأسبوعية- عناية ناصر

على الرغم من عدد سكانها الكبير الذي يبلغ 1.5 مليار نسمة والذي اعتبره الكثيرون عائقاً، إلا أن الإصلاحات الاقتصادية المحلية الصينية والدبلوماسية الاستراتيجية التعاونية مع الدول الخارجية جعلتها تتمتع بمكانة مرموقة متقدمة على الولايات المتحدة. ففي حين إن نفوذ الولايات المتحدة يتلاشى بسرعة، تواجه الصين بالفعل كل من التحديات والفرص الفريدة لتعزيز مكانتها العالمية، وخاصة قوتها التجارية والاستثمارية والاقتصادية. ولا شك في أن الصين قد حققت مكانتها كقوة عظمى من خلال العمل باستمرار على تنمية مستدامة، والحفاظ في نفس الوقت على علاقات إيجابية ملحوظة مع الدول في جميع أنحاء العالم.

يمكن رؤية الآثار الاقتصادية للصين في الولايات المتحدة وأمريكا اللاتينية وأوروبا وآسيا وأفريقيا، فالصين هي أكبر دولة نامية في العالم ، وأفريقيا هي القارة التي تضم أكبر عدد من البلدان النامية. وقد ساهمت الخبرات السابقة المشتركة والأهداف المتشابهة في تقريب الصين وأفريقيا من بعضهما البعض.

,مع دخول العصر الجديد، طرح الرئيس الصيني شي جين بينغ مبادئ سياسة الصين تجاه إفريقيا ، وهي الإخلاص ، والنتائج الحقيقية ، والصداقة وحسن النية ، والسعي لتحقيق الصالح العام والمصالح المشتركة ، ورسم مسار تعاون الصين مع إفريقيا. قرر الرئيس شي جين بينغ والقادة الأفارقة بالإجماع في قمة بكين لمنتدى التعاون الصيني الأفريقي أن يعمل الجانبان على بناء مجتمع صيني أفريقي أقوى، وتعزيز التعاون في إطار مبادرة الحزام والطريق ، وإنشاء معلم جديد في العلاقات الصينية الأفريقية.

على مر السنين، عملت الصين دائماً على إظهار نتائج حقيقية وملموسة لتعهداتها في إفريقيا، فالصين ملتزمة بإدماج تنميتها بشكل وثيق مع تنمية إفريقيا، وتأمل الصين أن تزداد قوة الدول الأفريقية وأن تتحسن الحياة الأفريقية. وبينما تسعى الصين لتحقيق التنمية الخاصة بها ، تقدم الدعم والمساعدة لأصدقائها الأفارقة. وهي ستواصل توسيع التعاون في الاستثمار والتمويل مع أفريقيا وتقوية التعاون متبادل المنفعة في قطاعي الزراعة والصناعة. وبذلك، ستساعد الصين البلدان الأفريقية على ترجمة قوتها في الموارد إلى مزايا في التنمية وتحقيق تنمية مستقلة ومستدامة.

يتضمن نهج الصين التمسك بأربعة مبادئ:

  • التمسك بالإخلاص والصداقة والمساواة، وقد عمل الشعب الصيني مع الأفارقة سعياً وراء مستقبل مشترك، فالصين تحترم وتقدر وتدعم افريقيا.
  • التمسك بالمصالح المشتركة والصالح العام ، مع التركيز بشكل أكبر على الأخير، حيث تطبق الصين في تعاونها مع إفريقيا مبادئ العطاء قبل الأخذ والعطاء دون طلب أي شيء في المقابل.
  • التمسك بنهج موجه لمتابعة التعاون العملي بكفاءة، حيث وتولي الصين في تعاونها مع إفريقيا أولوية قصوى لمصالح ورفاهية شعوب الصين وأفريقيا، وتعمل لصالحهما.
  • التمسك بالانفتاح والشمولية، فالصين على استعداد للعمل مع الشركاء الدوليين الآخرين لدعم أفريقيا في السعي لتحقيق السلام والتنمية، وهي ترحب وتدعم جميع المبادرات التي تعزز مصالح أفريقيا.

في تطوير العلاقات مع إفريقيا، هناك خمسة خطوط لن تتخطاها الصين، وهي عدم التدخل في اختيار البلدان الأفريقية لمسار التنمية الذي يناسب ظروفها الوطنية، و عدم التدخل في الشؤون الداخلية للبلدان الأفريقية، و عدم فرض إرادتها على الدول الأفريقية، وعدم ربط مساعدتها لإفريقيا بشروط سياسية، وعدم السعي لتحقيق مكاسب سياسية أنانية من خلال الاستثمار والتعاون التمويلي مع إفريقيا.

بناء الثقة السياسية

في قمة بكين عام 2018، توصلت الصين وأفريقيا إلى اتفاق استراتيجي لبناء مجتمع صيني-أفريقي في إطار مستقبل مشترك يتسم بالمسؤولية والازدهار الثقافي والأمن المشترك والوئام بين الإنسانية والشعوب.

ترى الصين في إفريقيا ساحة واسعة للتعاون الدولي وليست ساحة للمنافسة بين الدول الكبرى، فالتعاون بين الصين وأفريقيا لم يكن في يوم من الأيام حالة استغلال بل قضية تحقيق منافع ملموسة متبادلة. فقد  قررت قمة بكين لمنتدى التعاون الصيني – الأفريقي إقامة نوع جديد من الشراكة الاستراتيجية بين الصين وأفريقيا. وكانت قمة جوهانسبرج لمنتدى التعاون الصيني – الأفريقي عام 2015  قد قررت بناء شراكة استراتيجية وتعاونية شاملة بين الصين وأفريقيا. وفي قمة منتدى التعاون الصيني الأفريقي في بكين لعام 2018 ، اتفق الجانبان على بناء مجتمع صيني أفريقي أقوى في إطار مستقبل مشترك، ورفع العلاقات الصينية الأفريقية إلى مستوى جديد. وكان الرئيس شي جين بينغ قد زار إفريقيا في آذار 2013  في أول زيارة رسمية له إلى الخارج بعد توليه منصبه.

خلال قمة فوكاك في بكين عام 2018 ، عقد الرئيس شي اجتماعات فردية مع أكثر من 50 من القادة الأفارقة، بهدف تجديد الصداقات، واستكشاف التعاون، ومناقشة المستقبل. وفي حزيران 2020 ، ترأس الرئيس شي جين بينغ القمة الصينية الأفريقية الاستثنائية حول التضامن ضد كوفيد-19 عبر رابط الفيديو، شارك في القمة ثلاثة عشر من القادة الأفارقة ورئيس مفوضية الاتحاد الأفريقي.

الصين والاتحاد الأفريقي والمنظمات الإقليمية

تنشط الصين في تطوير التعاون مع الاتحاد الأفريقي والمنظمات شبه الإقليمية الأفريقية. فقد تم افتتاح مركز مؤتمرات الاتحاد الأفريقي، الذي تم بناؤه بمساعدة صينية، في كانون الثاني 2012. وكان ثاني أكبر مشروع في إفريقيا تم بناؤه بمساعدة الصين بعد خط سكة حديد تنزانيا-زامبيا. في عام 2014 ، أرسلت الصين بعثة إلى الاتحاد الأفريقي لتمثل مرحلة جديدة في العلاقات بين الصين والاتحاد الأفريقي. تدعم الصين الدور الرائد للاتحاد الأفريقي في دفع التكامل الأفريقي، وتدعم دوره في حماية السلام والأمن في إفريقيا. كما تدعم الصين الاتحاد الأفريقي كي يلعب دوراً أكبر في الشؤون الإقليمية والدولية. وبصفتها مراقباً، حضرت الصين قمة العديد من المنظمات شبه الإقليمية الأفريقية بما في ذلك الجماعة الاقتصادية لدول غرب إفريقيا، ومجموعة تنمية الجنوب الأفريقي  وهيئة التنمية والجماعة الاقتصادية لدول وسط أفريقيا.

انجازات  اقتصادية

شهدت الصين وأفريقيا توسعاً سريعاً في التعاون الاقتصادي والتجاري من حيث الحجم والمدى، فقد رفعت خطط التعاون العشر الرئيسية والمبادرات الثمانية الرئيسية التي تم تبنيها في قمة “فوكاك” في جوهانسبرج لعام 2015 وقمة ” فوكاك” في بكين لعام 2018 التعاون الاقتصادي والتجاري بين الصين وأفريقيا إلى مستوى جديد.

زيادة المساعدة التنموية: تدعم الصين البلدان الأفريقية في تحقيق التنمية وتحسين حياة شعوبها. وقد بلغ إجمالي المساعدات الخارجية من 2013 إلى 2018 270 مليار يوان. ومن هذا المبلغ ، ذهب 45 في المائة إلى البلدان الأفريقية في شكل منح وقروض بدون فوائد وقروض ميسرة .و خلال جائحة كوفيد-19، ألغت الصين الديون المستحقة على 15 دولة أفريقية في شكل قروض بدون فوائد تستحق في نهاية عام 2020.

–  ازدهار العلاقات التجارية: ظلت الصين أكبر شريك تجاري لأفريقيا لمدة 12 عاماً منذ عام 2009، ومع حلول عام 2020 ، تجاوز الرقم 21 في المائة، وهو آخذ في التحسن.  كانت هناك زيادة ملحوظة في التكنولوجيا في صادرات الصين إلى إفريقيا، حيث يمثل تصدير المنتجات الميكانيكية والكهربائية ومنتجات التكنولوجيا العالية الآن أكثر من 50 في المائة من الإجمالي. كما  زادت الصين وارداتها من إفريقيا ، وقدمت معاملة جمركية صفرية لـ 97 في المائة من المواد الخاضعة للضريبة التي تم تصديرها إلى الصين من قبل 33 دولة من أقل البلدان نمواً في إفريقيا ، بهدف مساعدة المزيد من السلع الزراعية والمصنعة في إفريقيا. كما نمت واردات الصين من الخدمات من إفريقيا بمعدل سنوي متوسط ​​قدره 20 في المائة منذ عام 2017 ، مما أدى إلى خلق ما يقرب من 400 ألف فرصة عمل في القارة كل عام.  في السنوات الأخيرة، ارتفعت أيضاً واردات الصين من المنتجات الزراعية من إفريقيا، وبرزت الصين كثاني أكبر وجهة للصادرات الزراعية في إفريقيا. وأنشأت الصين على سبيل المثال  آلية للتعاون في التجارة الإلكترونية مع رواندا . وتتوفر المنتجات الإفريقية عالية الجودة في السوق الصينية. كما كانت اتفاقية التجارة الحرة بين الصين وموريشيو ، التي أصبحت سارية المفعول في 1 كانون الثاني 2021 ، أول اتفاقية للتجارة الحرة بين الصين ودولة أفريقية.

تعزيز التعاون في الاستثمار والتمويل: كان التعاون في الاستثمار والتمويل أحد قصص نجاح التعاون الصيني الأفريقي في السنوات الأخيرة ، مما أدى إلى إضفاء حيوية جديدة على التنمية الاقتصادية والاجتماعية في أفريقيا. ومن خلال الجمع بين احتياجات إفريقيا ونقاط القوة في الصين، تشجع الصين شركاتها على زيادة الاستثمار في إفريقيا وتحسينه، وتقديم الدعم في التمويل وتأمين ائتمان الصادرات للمشاريع المؤهلة. وقد  اكتسبت استثمارات الصين في إفريقيا زخماً جيداً، الأمر الذي زاد من قدرتها على كسب النقد الأجنبي من خلال الصادرات. وبحلول نهاية عام 2020، تجاوز الاستثمار المباشر للشركات الصينية في إفريقيا 43 مليار دولار، وأنشأت الصين أكثر من 3500 شركة من مختلف الأنواع في جميع أنحاء القارة.

تسهيل التنمية الزراعية في أفريقيا: من خلال مساعدتها في بناء سلاسل القيمة الزراعية الخاصة بها والتجارة، وإقامة مشاريع مثل إرسال خبراء زراعيين صينيين إلى إفريقيا ، تم تدريب أكثر من 50000 أفريقي.و منذ عام 2012 ، وقعت الصين 31 اتفاقية تعاون زراعي مع 20 دولة أفريقية ومنظمة إقليمية. في عام 2019 ، عُقد منتدى التعاون الزراعي الصيني الأفريقي الأول، والذي أعلن عن إنشاء لجنة التعاون الزراعي بين الصين والاتحاد الأفريقي وصياغة برنامج عمل لتعزيز التعاون الصيني الأفريقي في التحديث الزراعي. بحلول نهاية عام 2020 ، كان لدى أفريقيا أكثر من 200 شركة صينية برصيد استثماري بقيمة 1.11 مليار دولار في القطاع الزراعي في 35 دولة أفريقية.

المساهمة في التصنيع في إفريقيا: التصنيع شرط أساسي للقارة لتحقيق التنمية الشاملة والمستدامة، والقضاء على الفقر، وتحسين مستويات المعيشة. وهنا تدعم الصين البلدان الأفريقية في تحسين بيئتها “الناعمة” و “الصلبة” للاستثمار بما يتوافق مع ظروفها الوطنية واحتياجاتها التنموية، وتساعد الصين على دفع عملية التصنيع والتنويع الاقتصادي في إفريقيا. أنشأت الصين آليات للتعاون في القدرة الصناعية مع 15 دولة في أفريقيا، حيث عملت الصين والدول الأفريقية معاً لبناء مناطق تعاون اقتصادي وتجاري، ومناطق اقتصادية خاصة، ومجمعات صناعية، ومجمعات علمية ، وجذب الشركات من الصين ودول أخرى للاستثمار في إفريقيا. ركز الصندوق الصيني الأفريقي للتعاون في القدرات الإنتاجية على بناء الطرق السريعة والسكك الحديدية وشبكات الطيران والتصنيع في إفريقيا.

تعزيز التعاون المالي: تقوم المؤسسات المالية من كلا الجانبين باستكشاف أسواق بعضها البعض ، مما أدى إلى تحسن مطرد في التيسير المالي بين الصين وأفريقيا. فقد وقعت الصين مذكرة تفاهم بشأن التعاون في الرقابة المالية مع سبع دول أفريقية من بينها مصر وجنوب إفريقيا ونيجيريا، لتضع أساساً متيناً لتعاون مالي ثنائي ثابت وطويل الأجل. انضمت الصين إلى بنك التنمية الأفريقي، وبنك التجارة والتنمية لشرق وجنوب إفريقيا، وبنك غرب إفريقيا للتنمية وغيرها من المؤسسات المالية الإنمائية متعددة الأطراف، وقد تعهدت بالمساهمة بما مجموعه 996 مليون دولار في صندوق التنمية الأفريقي في إطار بنك التنمية الأفريقي.

توسيع التعاون في الاقتصاد الرقمي: تساعد الصين الدول الأفريقية في القضاء على الفجوة الرقمية، وتطبيق التقنيات الجديدة. شاركت الشركات الصينية في عدد من مشاريع الكابلات البحرية التي تربط إفريقيا وأوروبا وآسيا والأمريكتين. كما أطلق الجانبان أول شبكة تجارية مستقلة لشبكات الجيل الخامس في المنطقة، ويستمر مستوى ومحتوى التعاون في التجارة الإلكترونية بين الصين وأفريقيا في النمو.

الأبعاد الاجتماعية

  • تعمل الصين على تعزيز التعاون مع إفريقيا في المجالات الاجتماعية مثل الحد من الفقر ، والصحة ، والتعليم ، والعلوم والتكنولوجيا ، وحماية البيئة ، وتغير المناخ. ومن خلال تعزيز التبادلات وتقديم المساعدة وتبادل الخبرات، تساعد الصين البلدان الأفريقية على تحسين تنميتها الاجتماعية الشاملة، والتي توفر بعد ذلك قوة دافعة داخلية لنموها الاقتصادي.
  • مكافحة الفقر، يعتبر الفقر تحدياً مشتركاً يواجه الصين وافريقيا، فالقضاء على الفقر هو الهدف الأساسي لخطة الأمم المتحدة للتنمية المستدامة لعام 2030. ومنذ عام 2010 ، عُقدت 10 مؤتمرات أفريقية صينية للحد من الفقر والتنمية في بلدان مثل الصين وإثيوبيا وجنوب إفريقيا وأوغندا ، بحضور ما يقرب من 1600 مشارك.
  • تعزيز التعاون الطبي والصحي، حيث ساعدت الصين البلدان الأفريقية على الاستجابة لمختلف الأوبئة، وبناء نظام للصحة العامة، يعد إرسال فرق طبية صينية من أطول مشاريع التعاون وأكثرها فاعلية والتي تشمل أكبر عدد من الدول الأفريقية. في الوقت الحاضر، هناك ما يقرب من 1000 عامل طبي صيني في 45 دولة أفريقية . وقد نفذت الفرق الطبية الصينية 34 برنامجاً إكلينيكياً مجانياً لاستعادة البصر لما يقرب من 10000 مريض مصابين بإعتام عدسة العين، كما ساعدت 18 دولة أفريقية على إنشاء 20 مركزاً في تخصصات طبية مختلفة .
  • توسيع التعاون في مجال التعليم والموارد البشرية، تدعم الصين بقوة التعليم في إفريقيا، فبناءً على احتياجات البلدان الأفريقية للتنمية الاقتصادية والاجتماعية، تساعد في تدريب المهنيين الذين تشتد الحاجة إليهم للبلدان الأفريقية وتشجع الشباب الأفريقي المتميز على الدراسة في الصين من خلال العديد من المنح الدراسية. وبدءاً من عام 2012 ، نفذ الجانبان خطة تعاون 20 + 20 لمؤسسات التعليم العالي الصينية والأفريقية كمنصة للتبادل والتعاون بين الجامعات. وأنشأت الصين صندوق ائتماني تعليمي تحت إشراف اليونسكو لتوفير تدريب المعلمين لأكثر من 10000 مدرس في البلدان الأفريقية. ومنذ عام 2018 ، أقامت الصين ورش عمل جنباً إلى جنب مع الكليات والجامعات في دول مثل مصر وجنوب إفريقيا وجيبوتي وكينيا ، وتدريب الكوادر الفنية من الكفاءات العالية لتلبية الاحتياجات العاجلة للتنمية الاقتصادية والاجتماعية في القارة. كما ساعدت الصين أكثر من 30 جامعة أفريقية في إنشاء أقسام وتخصصات في اللغة الصينية.
  • تكثيف التعاون العلمي والتكنولوجي وتبادل المعرفة، حيث تعمل الصين بنشاط على تعزيز الاتصال والتنسيق مع إفريقيا فيما يتعلق باستراتيجيات الابتكار التكنولوجي، وهي تشارك الخبرات والإنجازات، وتشجع تبادل المهنيين وتدريبهم ونقل التكنولوجيا .

التحرك نحو المستقبل

على مدى العقدين الماضيين، أصبح منتدى التعاون الصيني الأفريقي منصة مهمة للحوار الجماعي بين الصين وأفريقيا وآلية فعالة للتعاون العملي. لقد تحولت إلى نقطة انطلاق للتعاون الدولي مع إفريقيا في العصر الجديد. وتضم الآن 55 عضواً من بينهم الصين والدول الإفريقية البالغ عددها 53 التي لها علاقات دبلوماسية مع الصين ومفوضية الاتحاد الأفريقي . وقد عُقدت حتى الآن ثلاث قمم (قمة بكين في تشرين الثاني 2006 ، وقمة جوهانسبرج في كانون الأول 2015 ، وقمة بكين في أيلول 2018). وقد أسفرت عن نتائج مهمة ، وأصدرت سلسلة من الوثائق الهامة لتوجيه التعاون، وتعزيز تنفيذ سلسلة من الإجراءات الرئيسية لتسهيل التنمية في أفريقيا وترسيخ الصداقة بين الصين وأفريقيا والتعاون متبادل المنفعة.

في نهاية تشرين الثاني 2021، سوف يجتمع منتدى التعاون الصيني – الأفارقة في السنغال وسيكون الاجتماع تنفيذاً لنتائج قمة بكين 2018 ، وسيضع خططاً للتعاون في المرحلة المقبل، و سيكون هذا حدثاً دبلوماسياً مهماً للصين وإفريقيا لمناقشة خطط التعاون وتعزيز التنمية المشتركة، وسيكون ذا أهمية كبيرة في تعزيز الانتعاش الاقتصادي والتنمية بعد الوباء.