صحيفة البعثمحافظات

سدود حمص تنتظر الغيث .. و”الموارد المائية” تشكو قلة الآليات ونقص الكوادر الفنية!

في ظل تفاوت معدلات الأمطار بين عام وآخر، بات الجفاف يهدد مواسم المحاصيل الزراعية وخاصة المروية منها في أغلب المناطق في سورية، وهذا ما يحتم الاهتمام بإنشاء السدود، والحفر التخزينية، حفاظاً على مياه الأمطار من الهدر، ومن أجل تغذية المياه الجوفية ومنع التصحر، فالقاعدة تقول متى توفر الماء توفرت الحياة وسبلها المختلفة من زراعة وصناعة وسياحة وطاقة وغيرها من فوائد وخيرات الماء.

بلغة الأرقام

في محافظة حمص على سبيل المثال لا الحصر يوجد 35 سداً موزعة على ثلاثة أجزاء من الأحواض المائية: 15 سداً في حوض البادية و15 في حوض العاصي، و5 في حوض الساحل طاقتها التخزينية العظمى تصل لـ 400 مليون متر مكعب سنوياً، والسؤال ماذا أعدت المحافظة من إجراءات لصيانة السدود وزيادة نسب التخزين فيها، وسط تراجع واضح لمعدلات الأمطار إلى حد الآن قياساً بالعام الماضي..؟

أشار المهندس إسماعيل إسماعيل مدير الموارد المائية بالمحافظة، إلى أن معظم  السدود في هذه الفترة من السنة في أدنى تخزين لها باعتبار أننا خارجين من موسم ري، لافتاً إلى أن المديرية تستعد  وفق إمكانياتها المتوفرة  لتخزين المياه مع بداية الشتاء من خلال إجراء الصيانات الدورية و الطارئة استعدادا للموسم المطري الحالي والذي لم تتجاوز نسبة هطولاته على مستوى المحافظة حتى الآن سوى 6% من الهاطل المطري والذي يقابله لنفس الفترة من العام الماضي 15% .

شبكات للري

وبيّن إسماعيل أنه تم إنشاء 20 شبكة ري على تلك السدود تروي 34 ألف هكتار من الأراضي الزراعية في كافة مناطق المحافظة، مشيراً إلى أنه في العام الماضي تم إعادة تأهيل مشاريع ري تروي 22 ألف هكتار من أصل 28 ألف هكتار مروية من شبكات الري، وأنه سيتم خلال الموسم القادم وضع كافة المشاريع المائية في المحافظة في الخدمة الاروائية كما كانت عليه قبل عام 2011بداية الحرب الكونية على سورية.

أهم السدود 

وبحسب إسماعيل يعتبر سد زيتا من أهم السدود الاستراتيجية التي أنشئت في المحافظة في منطقة القصير أعالي العاصي  لتخزين حوالي 80 مليون متر مكعب من المياه لدعم المصادر المائية للشرب وقت الحاجه لمحافظتي حمص و حماه و كذلك للأعمال الزراعية من سقاية و زراعة، حيث يتوفر في السد حالياً حوالي 47 مليون متر مكعب من المياه في مرحلة التخزين التجريبي وفق البرنامج الزمني المقدم من قبل الشركة الدارسة، لافتاً إلى الانتهاء من معظم الأعمال التي تتعلق بإنشاء جسم السد و الجزء الأكبر من منظومة القياس و المراقبة مع إمكانية استثماره حاليا للأهداف التي أنشئ من أجلها و هي مياه الشرب و الري.

حفائر لتخزين المياه

وبخصوص الأماكن التي لا يمكن بناء السدود فيها كمنطقة البادية بيّن إسماعيل أن المديرية حريصة على تأمين المياه في تلك الأماكن من خلال  إنشاء حفر تخزينية كبيرة للمياه بلغ عددها في الجزء التابع لمحافظة حمص من حوض البادية 57 حفرة بطاقة تخزينية تصل إلى 5 مليون متر مكعب من المياه تستخدم في سقاية المواشي و تنظيم جريان المياه في المناطق التي تتواجد فيها، بالإضافة إلى دعم مياه الآبار الجوفية.

وذكر أن المديرية تعمل الآن على إنشاء سدة مائية في قرية مريمين بحجم تخزيني يصل إلى 235 ألف متر مكعب من المياه وبكلفة 733 مليون ليرة سورية بهدف تأمين مياه الشرب وري المزروعات وكذلك تأمين المياه اللازمة لعمليات إطفاء الحرائق كون الحفرة  تقع في منطقة جبلية حراجية شمال غرب حمص.

صيانة وتأهيل

وعن أعمال الصيانة والتأهيل التي تقوم بها المديرية، بيّن أن العمل جارٍ على إعادة تأهيل شبكة ري سد الحولة (تلدو) والتي تروي بحدود 2200 هكتار، حيث يستوعب السد حوالي 15 مليون متر مكعب من المياه، كما يتم العمل على إعادة تأهيل بئر وشبكة ري عين القصير في منطقة مهين شرق حمص والذي يروي 18 هكتار، والذي كان مدمر بالكامل بسبب الأعمال الإرهابية في المنطقة، بالإضافة إلى الإعلان عن إعادة تأهيل آبار القريتين كمرحلة أولى لإرواء 300 هكتار من الأراضي الزراعية في المنطقة.

حصاد الأمطار

وذكر مدير الموارد المائية أنه تم إجراء تحريات أولية لإنشاء سدات و حفر في إطار مشروع حصاد الأمطار الشتوية في أكثر من منطقة بهدف تجميع المياه الناتجة عن الأمطار الشتوية بدلاً من أن تذهب هدراً في الأرض دون الاستفادة منها بالأعمال الزراعية أو بسقاية المواشي و الأعمال الزراعية ودعماً لمصادر المياه الجوفية للآبار، في مناطق “أبو العلايا شرق حمص، و دير فول، و البريج” وهذه المشاريع ستوفر مبالغ مالية ضخمة على المزارعين الذين يعتمدون على أساليب الري التقليدية عن طريق الآبار التي تحتاج كميات كبيرة من مادة المازوت وغيرها.

صعوبات مؤثرة

في رده على أسئلة “البعث” لم يخفِ مدير الموارد المائية وجود بعض الصعوبات التي تؤثر على جودة العمل وتنفيذه بالوقت المناسب، موضحاً أن أبرزها يتمثل بتذبذب الأسعار في تلزيم المشاريع المائية وذلك بسبب ارتفاع التكاليف من مواد بناء ومعدات وأجور عمال ونقل، بالإضافة إلى تسرب قسم كبير من الأطر الفنية المتخصصة في مجال المياه واستثماراتها وهذا ما زاد الحال سوءاً برأيه، إلى جانب قلة الآليات لدى المديرية وقدم ما هو موجود والذي يحتاج إلى صيانة وتأهيل، ورغم كل ذلك -يقول إسماعيل- تعمل المديرية بكامل طاقتها وفق الإمكانات المتاحة لها للحفاظ على الأمن المائي للمحافظة وريفها ولتستمر عجلة الحياة البشرية والزراعية والصناعية وغيرها.

ملاحظة هامة

يلاحظ أن الأشجار المحيطة بجانب السدود تتعرض للقطع الجائر في غياب الرقابة، كما أن هناك شكوى من تحويل مجارير الصرف الصحي على بعض الأنهار الموسمية التي تصب في السدود كما في سد الحولة، وغيره مما يؤدي لتلوث المياه التي تستخدم في ري المحاصيل الزراعية، ويشكل خطراً على المياه الجوفية مستقبلاً، إذا ما استمر الوضع على حاله!.

راسم الوعري