رياضةصحيفة البعث

ناشئو كرتنا في بطولة غرب آسيا قدموا ما عليهم.. ولكن!

ناصر النجار

خسر منتخبنا الناشئ نصف النهائي في بطولة غرب آسيا بكرة القدم أمام منتخب اليمن بهدفين مقابل هدف وحيد، وهذه الخسارة وضعت كرتنا الصغيرة في حجمها الحقيقي.

ولا نريد هنا أن نقسو على لاعبينا الصغار الذين قدموا ما عليهم وفق إمكانياتهم، والإمكانيات الموضوعة لهم، وهو منتخب وليد لم يمض على تأسيسه أكثر من أربعة أشهر، وتحضّر ضمن الإمكانيات المتاحة، حتى إن بعض النواقص تم تأمينها في البطولة الأخيرة.

والحادثة التي يجب أن نقف أمامها مطولاً هي التصرف الأرعن من مدرب الحراس لؤي عثمان عندما صفع لاعباً يمنياً بلا وجه حق، مخترقاً كل قدسية للتنافس الرياضي النبيل، وكل الأخلاق الرياضية والعامة بآن واحد، وهي صفعة بوجه كرتنا نأمل ألا تمر دون محاسبة شديدة.

وفي هذا الاستعراض، لن نلوم أحداً في هذا الأمر، لأن الحال الكروي في الوقت الحالي ليس على ما يرام على كل الصعد، فانضم منتخبنا الوطني للناشئين بكرة القدم إلى سرب من سبقه من المنتخبات الوطنية، فعاد من مولد غرب آسيا بلا حمص، لتزيد أوجاعنا الكروية، وكأن قدرنا أن نختم عام 2021 بمزيد من الفشل الكروي، والغريب في الأمر أن كل المنتخبات العربية والآسيوية تطاولت على كرتنا لدرجة أن الدول النامية كروياً، والتي لم نكن نحسب لها أي حساب، بدأت تدك مرمانا بالأهداف، وتتغنى بالنصر على كرتنا لتضيفه إلى خانة إنجازاتها، بينما ذاقت كرتنا المر والعلقم.

والحقيقة التي يجب أن نضعها بالحسبان أن منتخبنا الصغير كشف عورات قواعدنا الكروية، ووضعها بالمكان المناسب، فلا جدوى من كل المدارس الكروية، ومن كل الأكاديميات التي تتغنى بها أنديتنا لأنها أثبتت فشلها الذريع، وبطولة غرب آسيا كانت امتحاناً مهماً لكرتنا، ولأنديتنا، ولكل المدارس الكروية الخاصة، وهذا الأمر يعيدنا إلى موضوع الاحتراف الأحمق الذي تتبعه أنديتنا على مرأى من القيادة الرياضية، وقد تبيّن أنه هدّام لكرة القدم بأسلوبه المتبع، وانحرافه عن مسيره المفترض، فأنديتنا ثبت أنها لا تستطيع رعاية كرة القدم على الشكل الصحيح، وأكثر ما يمكن أن تفعله أن تبرم العقود مع اللاعبين والمدربين في سعيها للوجود في الدرجة الممتازة، وفي كل عام تزحف الأندية إلى سوق اللاعبين لتشتري لاعباً من هنا ومن هناك، وتنسى المنجم الحقيقي الموجود على أطراف ملاعبها يلمون الكرات في مباريات الكبار.

الموسم الحالي شاهد عيان على هذا الوضع، فالأندية أفلست مالياً، وأفلست فنياً، وكل العقود التي أبرمتها مع اللاعبين دلّت إما على سوء اختيار، أو على جهل، وربما كان وراء الأكمة ما وراءها، ولو أن الأموال التي تهدر هنا وهناك بلا أي طائل، وتم صرف بعض منها على فرق القاعدة لما وجدنا فرقنا الصغيرة في حالة يرثى لها من الضعف والإهمال وعدم الرعاية، والخطأ الرئيسي بإدارة الأندية هو إهمال القواعد، وهذا ما نراه أمامنا واضحاً بكل المناسبات، وعلى سبيل المثال لا الحصر نجد تفاوتاً كبيراً بين فريق وآخر في الأداء والمستوى والنتائج، وفي بعض البطولات وجدنا أندية لها وزن اعتذرت عن بعض بطولات محافظتها لعدم توفر فريق للناشئين أو للأشبال!

حديثنا، هنا، نقصد به الأندية الكبرى، ولا نقصد أندية الريف وغيرها، وإذا كان الحال على هذه الشاكلة في هذه الأندية التي تملك الأموال والمنشآت والكوادر التدريبية، فكيف حال الأندية الفقيرة والريفية؟ هذا الأمر يعود بنا إلى المدارس الكروية الصيفية والدائمة التي تفتتحها الأندية لنتأكد أنها مدارس تجارية هدفها الربح، وليس لها أي هدف في البناء والتأهيل، وهذا الأمر جار دون ضوابط لعدم وجود الضوابط، ولعدم وجود المحاسبة، ولن نطيل الكلام في هذا الموضوع لأن الحلول قائمة ومعروفة، وسابقاً عندما وصلنا إلى كأس العالم بالشباب والناشئين كان بسبب ربط هاتين الفئتين بالرجال في الدوري، وهذا القرار أجبر الأندية على العناية بقواعدها، فمن لا يملك فئات جيدة لا يمكنه البقاء ضمن الكبار.