صحيفة البعثمحليات

تخوف من وصول دودة الحشد الخريفي إلى القمح.. والزراعة تطمئن الفلاحين

دمشق – ميس بركات
كثر الحديث خلال السنوات الأخيرة عن الآفات الزراعية التي تسببت بأضرار ليست بالقليلة بالقطاع الزراعي، وكان آخر تلك الآفات “دودة الحشد الخريفية” والتي سجلت العام الماضي للمرة الأولى في حقول الذرة في محافظة درعا، علماً أن الموطن الأصلي للآفة هو المناطق الاستوائية وشبه الاستوائية للأميركيتين، وبالرغم من الإجراءات الدولية لمنع انتقالها إلّا أنها سرعان ما انتقلت إلى الدول الأفريقية ومنها السودان ومصر عام 2016 -2017 وإلى الأردن وفلسطين عام 2020، وفي ظل الخطوات المتسارعة لانتشار الآفة عالمياً أعلنت منظمة الأغذية والزراعة عن تحذيرات عبر قنواتها عن هذه الآفة الخطرة على الإنتاج الزراعي وخاصة محصول الذرة الشامية وبهدف التعريف بهذه الآفة عقدت ورشة عمل في جامعة تشرين عام 2020 بحضور أكثر من 100 خبير.
ووسط تخوّف الفلاحين من استفحال هذه الآفة وفقدان السيطرة عليها ووصولها إلى محصول القمح، أكد حازم الزيلع معاون مدير الوقاية في وزارة الزراعة في تصريح “للبعث” تسجيل الآفة على محصول الذرة ولم تسجل على القمح لتاريخه.
وبين معاون مدير وقاية النبات الإجراءات التي اتخذتها الوزارة قبل دخول الآفة حيث تم تأمين 100 فرمون أرسلتها منظمة الأغذية والزراعة للتحري عن وجود الآفة، وبناء على تسجيل الآفة العام الماضي في منطقة طفس المواجهة لمحافظة إربد الأردنية تم الطلب من جميع المحافظات التحرّي والمراقبة المستمرة وتبين نتيجة التحري الذي جرى هذا العام 2021 تسجيل الآفة في كافة المحافظات السورية عدا حلب، كما لفت الزيلع إلى استصدار الوزارة قرار حجري يعتبر محافظة درعا معزولة حجرياً يمنع نقل الذرة منها إلى باقي المحافظات، إضافة إلى إقامة ورشة مركزية في الإرشاد الزراعي للتعريف بالآفة وإجراءات الإجراءات الإدارة المتكاملة لمكافحتها، كما تم تأمين مبيدات من قبل الوزارة وإرسالها إلى درعا لتنفيذ عملية المكافحة ضمن المواقع التي ظهرت فيها.
وفيما يتعلق بالتعاون الدولي في هذا المجال أشار معاون مدير الوقاية إلى تنفيذ منظمة الأغذية والزراعة مشروع إقليمي للاستجابة الطارئة لتعزيز القدرات الوطنية والإقليمية لتقليل مخاطر الآفة، وشمل هذا المشروع 4 دول سورية ولبنان والأردن وفلسطين، والذي تم من خلاله تأسيس “12” مدرسة حقلية شملت معظم المحافظات لتدريب المزارعين على كيفية الإدارة المتكاملة للآفة، حيث نفذ 94 لقاء حقلي من قبل مشرفي المدارس الحقلية و14 لقاء حقلي تمت من خلال فنيي مديرية الوقاية، وبلغ عدد المزارعين المستفيدين 222 مزارع إضافة لتنفيذ دورات تدريب للمهندسين البالغ عددهم 35 مهندس من خلال استقدام خبير و 24 مهندس تم تدريبهم بخبرات محلية .
وأشار الزيلع إلى القـدرة التكاثريـة العاليـة لهذه الدودة حيـث تضـع الأنثـى البالغـة نحو (1000 – 1500) بيضـة خـلال دورة حياتهـا، كذلك الانتشـار السـريع لـدودة الحشـد نتيجـة القدرة العالية علـى الطيران (100) كيلومتـر في اليوم تقريبـاً, ويعد محصول الذرة العائل الرئيسي لها كما بلغت العوائل التي سجلت عالميا لهذه الآفة 353 عائل، وتقوم مديرية الوقاية حالياً بحصر الأعداء الحيوية في البيئة المحلية وتربية الفعال منها في مراكز تربية الأعداء الحيوية كعنصر أساسي من عناصر الإدارة المتكاملة لهذه الآفة بهدف تقليل استخدام المبيدات والحد من تلوث البيئة وتقليل الأثر المتبقي في المحصول، وتعوّل منظمة الأغذية والزراعة على الخبرات المحلية الكبيرة في تربية الأعداء الحيوية في سورية للحد من انتشار هذه الآفة خصوصاً أن سوريا تمتلك مراكز تربية تمكنها من تنفيذ تجارب مخبرية على الأعداء الحيوية والإنتاج الكمي لها.