أخبارصحيفة البعث

 دخل الله في الملتقى الحواري باللاذقية: سرّ قوة حزب البعث أنه ليس لديه نصّ مقدّس

اللاذقية – مروان حويجة:

استضاف ملتقى البعث للحوار في فرع اللاذقية للحزب في جلسته الخامسة الرفيق الدكتور مهدي دخل الله عضو القيادة المركزية للحزب رئيس مكتب الإعداد والثقافة والإعلام المركزي.

وتناول الملتقى الذي أقيم على مدرج دار الأسد للثقافة عنوان “أزمة الإيديولوجيا”، حيث أكد الرفيق دخل الله أن أزمة الإيديولوجيا تتصل بوعي الواقع ونظرية المعرفة انطلاقاً من قاعدة أساسية أن الوعي الاجتماعي لا ينتج عن العلاقات الفكرية الخالصة بين المفاهيم ولا يستند إلى منطلقات مسلّم بها وإنما ينطلق من ظاهرة الإلفة بين الناس بما يؤكد أن الوعي المجتمعي يتكون تدريجياً تجسيداً لحقيقة أن المعرفة لا تقوم على التجريد والتخيّل وعلى عقلية وذهنية مجردة، وهنا تكمن أزمة الإيديولوجيا عندما تنطلق من تصورات مسبقة عن الواقع بما لا يناسب هذا الواقع على شكل حالة استلاب وانفصام عن الواقع وتجميده، كما أن الإيديولوجيا تلغي النسبية وهي في نفس الوقت إقصائية لتصبح عقيدة ثابتة أمام واقع متغيّر. ومن هنا، فإن المنهج الجدلي ضروري لنقد الإيديولوجيا.

وأوضح الرفيق دخل الله أن أزمة الإيديولوجيا هي خلل في منظومة وظائف الإيديولوجيا سواء خلل في وظائف هامشية فتكون الأزمة هامشية أو خلل دوري فتكون الأزمة دورية أو خلل في منظومة أساسية فتكون الأزمة بينيوية أساسية، فالإيديولوجيا مصابة في العالم بأزمة بينيوية من حيث أسسها ومنطلقاتها وهي جميعها في أزمة .

وأكد الرفيق دخل الله أن أزمة الإيديولوجيا ليست مشكلة سوريّة وإنما هي أزمة عالمية فالعالم بأكمله يعيش أزمة إيديولوجيا، فهناك من اعتقد أن أزمة الإيديولوجيا انتهت مع انهيار الاتحاد السوفيتي ولكن تبيّن أن أزمة الإيديولوجيا ظهرت في الغرب وهي مشكلة قوية فيه، ومجمل هذه الأمور تنعكس علينا لأن سورية في وسط العالم فكل دول الهيمنة في العالم تحارب سورية لأنها تدافع عن موقفها واستقلالها، وأوضح أن المشكلة نتاج مشكلة العالم بكامله .

ولفت الرفيق دخل الله إلى أن هناك اختلافاً كبيراً بين الإيديولوجيا والواقع الحقيقي لأن الإيديولوجيا مطلقة وجامدة وثابتة واقصائية أما الواقع فهو متغيّر وحيوي، فالحقيقة تتكوّن ولا يمكن للإيديولوجيا أن تكتشف الحقيقة ولكل مرحلة لها حقيقتها وهذه هي المشكلة الحقيقية التي يتم التركيز عليها، والمشكلة الكبيرة في العالم الآن هي الاختلاف بين الإيديولوجيا والواقع الحياتي الحقيقي، وهناك انتقاد للحداثة والتنوير لأن مرحلة الحداثة والتنوير انتهت لأنها خلقت لنفسها إيديولوجيا وجعلت لنفسها الفلسفة المطلقة إلى ما لانهاية فأصبحت ضدّ الواقع لذلك هذه هو الاستلاب الذي نشهده في دول العالم .

وأوضح الرفيق دخل الله أن سرّ قوة حزب البعث أنه ليس لديه نصّ مقدّس كما غيره من الأحزاب وأنّ المنطلق الإيديولوجي للحزب يتعاطى مع الواقع وما يشهده من متغيرات وهذا ما جعله يواكبها على مدى عقود وأقدر على مواجهة التحديات .

وأشار الرفيق دخل الله إلى أنّ توجهنا في الحزب أن نفتح حواراً واسعاً على مستوى المجتمع بأكمله بدون خطوط حمراء فكل إنسان يعبّر عن رأيه ووجهة نظره بالشكل الذي يراه مناسباً ضمن ضوابط وأدبيات الحوار والاستماع للآخر .

وتخلل الملتقى الذي أداره الرفيق الدكتور عصام درويش رئيس مكتب الإعداد والثقافة والإعلام مداخلات وآراء وأفكار طرحها الحضور حول تجلًيأت أزمة الإيديولوجيا وأشكالها وأسبابها ومظاهرها وأهمية الحوار حول القضايا الفكرية الراهنة .

حضر الملتقى الرفاق: المهندس هيثم اسماعيل أمين فرع اللاذقية للحزب، والدكتورة ميرنا دلالة أمين فرع جامعة تشرين للحزب، ومحافظ اللاذقية المهندس عامر اسماعيل هلال وأعضاء قيادتي فرعي المدينة وجامعة تشرين وفعاليات حزبية وثقافية وفكرية ونقابية واجتماعية .