ثقافةصحيفة البعث

الفرقة السمفونية الوطنية السورية تستضيف ألكساندر بولداتشيف

قابل جمهور الأوبرا عازف الهارب والمؤلف والمدرس ألكسندر بولداتشيف بترحيب كبير في زيارته الثانية لسورية ومشاركته العزف مع الفرقة السمفونية الوطنية السورية بقيادة المايسترو ميساك باغبودريان للمرة الأولى على مسرح الأوبرا، بتقديم أعمال كُتبت للهارب والأوركسترا، وذلك بعد أمسية العزف المنفرد التي قدمها في زيارته السابقة، وأُعجب من خلالها باهتمام الجمهور السوري بالموسيقا الكلاسيكية.

وقد أصغى الجمهور بشغف إلى أسلوب العزف المنفرد لبولداتشيف الساحر في مواضع والمتداخل مع تشكيلة الفرقة السمفونية بالمرافقة، فبعد الافتتاحية التي قدمتها الفرقة السمفونية “فانتازيا فالس” للمؤلف الروسي ميخائيل غلينكا (1804 – 1857) مؤسس الموسيقا الكلاسيكية الروسية، واتسمت بجمالية إيقاع الفالس مع الوتريات ومن ثم دور البوق والباصون في مواضع.

شارك بولداتشيف بالعزف المنفرد وبمرافقة تشكيلة الفرقة بتقديم العمل الأساسي بالأمسية كونشيرتو لآلة الهارب والأوركسترا – مصنف رقم 74   للمؤلف راينولد غليير 1875 – 1956)) المؤلف من ثلاث حركات، فبدأ بحركة حيوية معتدلة بعزف منفرد على الهارب بنغمات رقيقة تمهيداً للتناغم مع الوتريات وآلات النفخ الخشبية ثم الهورن ضمن تشكيلة الفرقة، أما الحركة الثانية  لحن وتنويعات فمضت بتأثير اندماج ألحان التشيللو الحزينة مع الهارب، ثم تغيرت نغمات الهارب في العزف المنفرد ومع الفرقة لتدخل بالحركة الثالثة الحيوية المرحة، فبدأت بفاصل صغير مع الهورن ثم الباصون، وأبدع بوالدتشيف بتنويعات اللحن البراق بأبعاد صوتية مختلفة الطبقات.

المنعطف بالأمسية كان بالموسيقا التصويرية وعزف ميدلي موسيقا “حرب النجوم” للهارب والأوركسترا –توزيع سيرغي نيستيروف- السلسلة الشهيرة عالمياً للمخرج وكاتب السيناريو جورج لوكاس، وهي من أفلام الخيال العلمي بإطار ملحمي، للمؤلف الموسيقي  جون وليامز1932)) الذي ألّف موسيقا أوبرالية بُنيت على الأكشن وتصاعد الأحداث، وأصبحت جزءاً من الموسيقا الأمريكية، وقد عزفتها الفرقة ببراعة مدهشة على وقع تأثير مقتطفات الفيديو المتناغمة مع التصاعد البصري والموسيقي.

وعبّرت عن الموسيقا القوية بانتقالات صوتية من اللحن الصاخب إلى المنخفض البطيء، ليتخذ الهارب اللحن الأساسي في مواضع بتداخل مع الوتريات والفلوت بشكل خاص بتوليفة ساحرة، ثم تتصاعد الألحان مع تشكيلة الفرقة ودور الدرامز والتيمباني لتأتي القفلة القوية مع متتالية ضربات التيمباني.

وعودة إلى الموسيقا الكلاسيكية بعزف رقصة الفرسان من “روميو وجولييت” للهارب والأوركسترا للمؤلف سيرغي بروكوفييف (1891 – 1953) – توزيع سيرغي نيستيروف – وقد أوحت إيقاعات الدرامز بتفاصيل خطوات رقصة الفرسان، وأضفت فواصل الهارب أجواء ساحرة نقلت جمهور الأوبرا إلى عوالم القصة العاطفية.

الطاقة الإيجابية والعزف

حظيت الأمسية بتفاعل كبير من الجمهور، وقد أعرب ألكساندر بولداتشيف الذي عزف على مسارح أغلب دول العالم وحاز على جوائز عدة، منها جائزة proeuropa في النمسا، وجائزة prix walo للتلفزيون في سويسرا، إضافة إلى دوره في إغناء المؤلفات المكتوبة لآلة الهارب من خلال إعادة كتابة الأعمال الموسيقية في حديثه للإعلاميين عن سعادته بزيارة سورية للمرة الثانية ومشاركته العزف مع الفرقة السمفونية الوطنية السورية.

وأبدى إعجابه بالطاقة الإيجابية التي يتحلى بها الموسيقيون السوريون وبمهارتهم واستمرارهم بالعزف رغم الأوضاع الصعبة التي تعيشها سورية، وهذا أمر في غاية الأهمية منحه الأمل بغد أفضل.

وتابع بأنه من خلال هذه الأمسية سينقل لجمهوره الروسي ومتابعيه صورة عن الحياة في سورية، لاسيما أن علاقة صداقة قوية تربط بين البلدين، لكن كثيرين لا يعرفون شيئاً عن الحياة في سورية، متمنياً زيارة سورية مجدداً.

ملده شويكاني