رياضةصحيفة البعث

احتراف لاعبينا بين سوء التسويق وسوء الاستثمار

ناصر النجار

يستأنف الدوري الكروي الممتاز يوم الخميس القادم من بوابة الأسبوع العاشر من مرحلة الذهاب بمباراة مبكرة بين الوحدة والنواعير، وتستكمل المباريات يوم الجمعة بعد أن أنهى منتخبنا الوطني معسكره الداخلي، إذ سينضم اللاعبون إلى أنديتهم حتى الثلاثاء بعد القادم، حيث تقام مباريات الأسبوع الحادي عشر ليعود اللاعبون مرة أخرى إلى صفوف المنتخب قبل السفر إلى الإمارات، حيث لقاء منتخبها ضمن التصفيات الآسيوية في الجولة الثانية من الإياب، ولا ندري إن كان اللاعبون الـ (23) الذين اختارهم تيتا سيبقون مع المنتخب، أم أن هناك تغييرات ستفرضها الظروف والمصالح.

وبالعودة إلى الدوري الممتاز، فقد خسرت أنديتنا عدة لاعبين انتقلوا إلى الدوري العراقي والبحريني في فترة الانتقالات الشتوية، وكان نادي الكرخ العراقي قد حظي بعقود أربعة لاعبين هم: عبد الرزاق محمد، وكامل حميشة من تشرين، وحسين شعيب من الوحدة، وعبد الهادي شلحة الذي كان على كشوف الاتحاد وفسخ عقده قبل أكثر من شهرين، واللاعب الخامس قلب دفاع الوثبة سعد أحمد المنتقل إلى أربيل العراقي، وأخيراً عمرو جنيات لاعب الكرامة المنتقل إلى المنامة البحريني، وباستثناء حسين شعيب فإن بقية اللاعبين ضمن كوكبة اللاعبين المحليين في المنتخب الوطني، وإضافة إلى هؤلاء فإن العديد من لاعبي تشرين وجبلة والوحدة والاتحاد تم الحديث معهم في فترة الانتقالات الشتوية، ولكن فشلت المحادثات حتى اللحظة إما لأن الأندية لم توافق للاعبين على الرحيل، أو لأن الاتفاق مع الأندية الأخرى فشل.

حالة انتقال اللاعبين من ناد لآخر ضمن فترة الانتقالات الصيفية أو الشتوية أمر معروف ومسموح وطبيعي ويجري في كل دول العالم، لكن أنديتنا ولاعبينا على حد سواء لم يعرفوا طريق الفائدة من هذه الانتقالات بسبب الجهل وعدم المعرفة بقوانين تسويق اللاعبين وبيعهم، ومازالت عقود لاعبينا تأتي عبر المعارف فقط، دون أن تكون للاعبينا جهة تسويقية تضع سعراً تسويقياً احترافياً لكل لاعب، أي أن لاعبنا يذهب لأي ناد خارجي عبر الهاتف دون أن تكون هناك شركة اختصاصية تعمل على تسويقه لتضمن حقه من ناحية السعر، وغيرهم من بنود العقد وتفصيلاته التي باتت متشعبة، خاصة عند إنهاء العقد وما فيه من شروط جزائية أو غيرها.

المعروف أيضاً أن للأندية حقاً في اللاعب الذي وقعت معه عقد احتراف، وهذا ما نراه في كل الملاعب العربية والعالمية، فعند انتقال أي لاعب من ناد لآخر هناك عقود وطلبات مالية وغير ذلك، لكن أنديتنا تنازلت عن حقها في بيع اللاعبين للأندية الخارجية فلم نسمع عن أي ناد قبض ثمن لاعب انتقل إلى أي دوري باستثناء عقد خريبين المعروف، واللاعبون الستة الذين انتقلوا هذا الأسبوع، وقبلهم العشرون الذين انتقلوا مطلع الموسم، لم نسمع عن أية فائدة وصلت لأنديتهم، باستثناء أن اللاعب المنتقل عليه أن يدفع لناديه كل المبالغ التي قبضها منه والسلام، هذا الأمر يدل على جهل أنديتنا بالتعامل مع الاحتراف، ولو كانت العقود مع اللاعبين سليمة لكانت الحصيلة جيدة، وتعين أنديتنا على الصعيد المالي كتعويض عن لاعب يعتبر ركيزة في النادي باعتبار أن المتعاقد معهم لاعبون دوليون وليسوا لاعبي أحياء شعبية، وهذه ملاحظة مهمة يجب أن تضعها أنديتنا بعين الاعتبار حتى لا يقال إن هناك خللاً ما في هذه العملية، وحتى لا تقع أنديتنا في شبهات العقود.