مجلة البعث الأسبوعية

نبض رياضي.. الاهتراء الإداري الكروي

“البعث الأسبوعية” -مؤيد البش

لم تكن قضية المفاوضات الماراثونية التي أجرتها اللجنة المؤقتة لاتحاد كرة القدم مع المدرب الروماني تيتا لتوقيع عقد رسمي لتدريب منتخبنا الوطني سوى حلقة جديدة من مسلسل التخبط الإداري وغياب الرؤية الاستراتيجية عن كرتنا التي باتت مثالاً للتندر والسخرية مع الطريقة التي تدار بها.

فمن ينظر للكيفية التي جاء بها المدرب وتوقيت التواصل معه قبل إقالة الكادر القديم واستقالة الاتحاد يدرك أن الأجواء بالأساس ليست نظيفة، وأن المنتخب فعلياً كان أخر الهم والاهتمام للعاملين في الحقل الكروي حيث كان حب الظهور وتحقيق المكاسب هو الهدف دون التفات لطموحات الجماهير أو سمعة كرتنا برمتها.

أما قضية المفاوضات مع المدرب ففتحت باب التساؤل على مصراعيه حول كيفية صرف المبالغ التي يجب أن تذهب بالاتجاه الصحيح لبناء كرة متطورة، فالمدرب “ضربنا منية” عندما أكد خلال المؤتمر الصحفي لإعلان الاتفاق مع اللجنة المؤقتة، حين أكد أنه لم يرفع من قيمة راتبه بعد العودة من كأس العرب مكتفياً ب 25ألف دولار شهرياً رفقة كادره يقبضها بشكل نقدي ودون عودة لمستحقاتنا المجمدة عن الفيفا، كما أنه قبل أن يوقع لستة أشهر دون شرط جزائي إذا تم فسخ العقد!.

لكن الحقيقة التي يجب أن يصدم بها المدرب الروماني ويصارح بها من قبل القائمين على رياضتنا وليس اللجنة المؤقتة فقط، أن تاريخه الكروي لايكاد يذكر وأن وصوله لتدريب منتخبنا يعتبر ضربة حظ له لم يكن يتوقعها أو يحلم بها بعد سلسلة الخيبات التي حصدها مع الأندية التي دربها في المنطقة خلال العشر سنوات الماضية، فضلاً عن أن الراتب الذي يعتبره المدرب قليلاً مناسب جداً لإمكانياته إلا إذا كان يعتقد أن الفوز على تونس في كأس العرب يعد لقباً عالمياً أو تتويجاً قارياً.

وإذا ابتعدنا قليلاً عن عقد تيتا فإن ملفاً أخر لايقل أهمية فتح خلال الأيام الماضية لكنه شكل صدمة لكل المتابعين الكرويين، ألا وهو قضية اللاعبين المغتربين خصوصاً في أوروبا وذلك بعد أن فشل أربعة ممن تم استدعائهم لصفوف المنتخب في إثبات ذاتهم خلال المعسكرين المحليين، ليعودوا على جناح السرعة للبلدان التي قدموا منها بعد أن ثبت أن بعضهم يلعب في دوري الهواة وبعضهم لم يلعب أي مباراة منذ ثمانية أشهر.

الأكيد في هذا الإطار أن تدعيم صفوف المنتخب بلاعبين مميزين من المغتربين أمر مطلوب وبشدة، لكن الأكثر تأكيداً أن المنتخب ليس ساحة لتجريب كل من يرغب، فالمفروض أن يتم تحديد معايير للانتقاء وفق آراء لجنة فنية إدارية مختصة وليست عبر رأي فلان أو علان، كما أن بعض التصرفات من قبل الإداريين مع بعض اللاعبين المغتربين يجب أن تنتهي فمصلحة المنتخب أكبر من أي مصلحة ضيقة أو شخصية.