ثقافةصحيفة البعث

المعرض الأول احتفاء بالتطريز الفلسطيني بعد إدراجه على قائمة اليونسكو

حاول العدو الصهيوني سرقة التراث وطمس الهوية الفلسطينية وتزوير الحقائق بادّعاءات كاذبة، ومن ضمن الأشياء التي حاول سرقتها التطريز الفلسطيني، لأنه سجل كامل عن تاريخ فلسطين من العهد الكنعاني إلى اليوم، وإحدى مفردات التراث الفلسطيني غير المادي. وقد تمّ إدراجه على قائمة اليونسكو ضمن قائمة التراث غير المادي في الخامس عشر من شهر كانون الأول عام 2021 ليتحوّل هذا اليوم إلى يوم عالمي، يُحتفى به بالتطريز الفلسطيني في كل عام. حيث أقامت جمعية التراث الشعبي  برئاسة د. نجلاء الخضراء معرض التطريز الأول في مقرّ الأمانة العامة لاتحاد الكتّاب والصحفيين الفلسطينيين، وعلى وقع ضربات الطبل والمزمار غنّى نضال حميد مجموعة مواويل من التراث الفلسطيني، منها موال “قلبنا الأرض قلبة بعد قلبة”.

ويأتي هذا اليوم كما ذكرت د. الخضراء بعد سعي وزارة الثقافة الفلسطينية منذ سنتين مع الجهات المهتمة بهذا الملف من داخل فلسطين وخارجها لإدراجه على قائمة اليونسكو، إذ استطاعت المرأة الفلسطينية من خلال التطريز أن تسجّل تاريخها وبيئتها، موثقة الحيوانات والنباتات والأزهار الموجودة في منطقتها حتى رائحة فلسطين نسجتها مع خيوط التطريز.

حكاية الثوب الفلسطيني

وتابعت د. الخضراء عن حكاية الثوب الفلسطيني المطرز الذي يعدّ العنصر الأساسي في التطريز وفي موجودات المعرض، ففي البداية كانت كل قرية أو بلدة أو مدينة تتصف بوحدات زخرفية خاصة تنسجها المرأة الفلسطينية بالتطريز فتعرف من ثوبها.

النكبة وحدت الثوب

وبعد النكبة والتهجير وخروج العائلات من المدن الفلسطينية، التقت النساء الفلسطينيات من كل المدن في مخيمات اللجوء، فنشأ نوع من تبادل الثقافات والتأثير المتبادل فأخذن من الزخارف الفلسطينية الكاملة، وشكّلن الثوب الفلسطيني الشامل الذي عُرف بالثوب الجديد المطرز بالزخارف الفلسطينية.

ثوب الانتفاضة

ثم انبثق عنه ثوب الانتفاضة الذي ظهرت عليه ألوان علم فلسطين وأسماء جديدة للطرق التي سلكها المهجّرون من خلال الغرز، مثل طريق القدس وطريق يافا وأسماء المدن المحتلة التي هُجّر منها أصحابها. وقد استطعنا الحصول على نماذج مختلفة من الثوب الفلسطيني منذ بداية القرن التاسع عشر حتى المرحلة الحالية، وتمّت الدراسة من خلال البحث في الصور التي رُسمت في الكهوف وعلى جدران المعابد عن المراحل السابقة حتى العهد الكنعاني. إذ وجدت في المقابر الفرعونية أثواب لأربع ملكات يرتدين الثوب الكنعاني المشابه بزخارفه وطريقة حياكته للثوب الفلسطيني المعروف اليوم. فالثوب الفلسطيني لم يندثر وبقي شاهداً على التاريخ رغم محاولات العدو الصهيوني إتلافه من بعض المدن والقرى، ليجعله من التراث غير المعروف ويسرقه في النهاية ويزوّر الحقيقة.

غرزة التصليبة

أما عن أنواع ومسميات الغرز المتّبعة بالتطريز الفلسطيني، فعقبت أنه تمّ اعتماد غرزة التصليبة حتى تبرز هوية التطريز الفلسطيني وخصوصيته من خلال هذه الغرزة.

الدمى والزيّ الفلسطيني

تميّزت مشاركة رنا قنواتي بعرض مجموعة من الدمى ترتدي أنماطاً من الزي الفلسطيني القديم، إضافة إلى مجموعة من الوسائد بأحجام مختلفة وشالات مزينة بالتطريز الفلسطيني.

السنبلة وأغصان الزيتون

أما الفنانة تماضر سعيد عودة فقد أوضحت أن تجربتها بالتطريز قديمة، إذ طرزت على أنواع مختلفة من الأقمشة كالحرير والإيتامين والكتان وشالات وبر الجمل، لكن مشاركتها الأجمل كانت بالتطريز على الجوخ بغرزة التصليبة- منطقة بئر السبع، واختارت رسمة السنبلة وأغصان الزيتون.

في حين طرزت سماح حسون وشقيقتها وداد على قماش الخام الأبيض والخيش وصنعت حقائب مطرزة بغرزة التصليبة مستخدمة العدد لتطريز الرسومات بخيوط حريرية لأشكال زخرفية ونباتات من الطبيعة الفلسطينية، إضافة إلى التطريز على الصوف. وزيّنت المعرض الشابة رنا صلاح بلوحة تطريز لشكل وردة حمراء على قماش الإيتامين، كما عرض هاني الركوعي عدداً من الستاندات لنقوش ورموز وشعارات فلسطينية ولوحات عن القدس.

مواجهة التزييف

وقد أجمع المشاركون على إقامة ورشات عمل تدريبية ومعارض دورية للحفاظ على التطريز الفلسطيني ونقله من جيل إلى آخر، ليبقى في مواجهة حملات التزييف من قبل العدو الصهيوني.

ملده شويكاني