ثقافةصحيفة البعث

حكواتي الشام في اتحاد الكتاب بحلب

حلب – غالية خوجة

من هو الحكواتي الأول؟ هل هو الجدات أم شهرزاد أم شهريار؟ وكيف يستعيد الحكواتي حضوره المستقبلي؟ وهل يُدرّس في المناهج التعليمية؟

افتتح اتحاد الكتّاب العرب – فرع حلب أنشطته الثقافية لعام 2022 بكلمة لرئيس الهيئة الإدارية د. أحمد زياد محبك الذي أكد على المنهجية الشاملة لوحدة الثقافة وأهدافها المتنوعة الجامعة للأطياف والأجيال المختلفة، مؤكداً على وحدة القلوب في هذا الوطن، وعلى أهمية الثقافة وتجديدها واستمراريتها البنّاءة.

وقدّم الأديب محمد جمعة حمادة للأمسية متحدثاً عن الحكواتي كتراث شيّق وعامل من عوامل الذاكرة الإنسانية على مرّ العصور، بينما تقمّص المحاضر د. فايز الداية شخصية الحكواتي وهو ينقلنا من عنوان محاضرته “حكواتي الشام.. النص والراوي” إلى تفاصيلها ومحاورها من خلال السيرة القديمة للحكواتي وكيف تدرّج حضوره في المجتمع والذاكرة الجمعية ابتداء من الجلسات الصغيرة عبوراً بجلسات أهل القبيلة ثم ليكون صوتها الإعلامي، وصولاً إلى المقاهي وتحوله إلى شخصية تراثية عامة ما زالت تحمل الكثير من التشويق والفلكلور والحكايات، كما في العديد من المقاهي السورية وأشهرها مقهى النوفرة في دمشق.

وأشار د. الداية إلى تطور الحكايات وشخصية الحكواتي، وكيف ساهم هذا الموروث الشفاهي ثم المكتوب، في التحرك داخل الذاكرة الشعبية، واهتماماتها بعوالم الفروسية والتربية والفائدة وتحريض المخيّلة على الولوج في التصوير المتفاعل، خصوصاً وأن عصر الصورة لم يكن موجوداً في تلك الأزمنة، ولاسيما الصور التقانية في عالمنا الافتراضي الحالي.

أخذتنا المحاضرة إلى عوالم مختلفة من ألف ليلة وليلة، وحكايات أخرى متداخلة بين العالم الواقعي وعالم الجن وعالم حكاية سيف الملوك وبديع الجمال، وكيف كان المحب يبحث عن روح العفريت الأزرق ليطفئها حتى لو كانت في قاع البحر في سبعة صناديق في حويصلة عصفور مخبأ في أصغر صندوق من الصناديق السبعة في أعماق الموج.