أخبارصحيفة البعث

وسط استمرار انتفاضة أهالي النقب.. الاحتلال يعترف باعتقال 100 فلسطيني

اعترفت وسائل إعلام “إسرائيلية” أنّ شرطة الاحتلال اعتقلت 100 شخص بينهم أطفال. مشيرة إلى أنّ محكمة الاحتلال مددت فترة اعتقال أكثر من 50 منهم، فيما أطلقت سراح الباقين مقابل الحبس المنزلي، فيما جدّد أهالي النقب تمسكهم بأرضهم ورفضهم التخلي عن منازلهم، مؤكدين أنهم مستمرّون في مقاومة الاحتلال ورفض الرحيل عن أرضهم حتى لو دمّر منازلهم فوق رؤوسهم واعتقل جميع الرجال والنساء، وأنهم لن يسمحوا بتكرار مأساة النكبة الفلسطينية ما دام فيهم عرق ينبض.

وكانت سلطات الاحتلال بدأت في مطلع العام الجاري تنفيذ مخطط للاستيلاء على ما تبقى من أراضي الفلسطينيين في النقب، وبدأت تجريف مساحات من أراضي قرية الأطرش التي يقطنها 7 آلاف نسمة وقرى مجاورة تبلغ مساحتها 45 ألف دونم وسط انتشار كثيف لقواته التي أطلقت الرصاص والقنابل على الفلسطينيين الذين هبّوا بصدورهم العارية دفاعاً عن أرضهم ووقفوا نساءً وأطفالاً وشيوخاً بوجه جرافات الاحتلال رغم إصابة العشرات منهم واعتقال 130 آخرين.

وأوضح عضو لجنة الدفاع عن قرية العراقيب والمختص في مجال الاستيطان عزيز الطوري أن أهالي النقب كما كل الفلسطينيين يخوضون منذ 74 عاماً معركة بطولية دفاعاً عن أرضهم في مواجهة محاولات الاحتلال لتهويدها، مبيّناً أن الاحتلال هدم قرية العراقيب 196 مرة منذ مطلع عام 2000 وفي كل مرة كان الفلسطينيون يعيدون البناء، كما أن قرية الأطرش واحدة من 35 قرية في النقب مهدّدة بالتهجير القسري بهدف استيلاء الاحتلال على أراضيها وتهويدها.

وأشار الطوري إلى أن أهالي النقب والقرى المهدّدة بالتهجير التي هدمت أكثر من مرة يقطنون في عربات وكرفانات وخيام ويؤكدون أنهم لن يرحلوا عن أرضهم على الرغم من كل ممارسات الاحتلال القمعية من قتل واعتقال وتهجير، مشدّداً على أن مقاومة أهالي النقب مستمرة حتى إفشال كل مخططات الاحتلال الهادفة إلى تفريغ المنطقة من الوجود الفلسطيني لمصلحة المستوطنين.

وأضاف الأطرش: استخدموا الرصاص وقنابل الغاز السام والصوت.. اقتحم مئات العناصر القرية بآليات عسكرية وأحصنة ودراجات نارية.. اعتدوا علينا.. حاصرونا.. لكنهم لم ينالوا من عزيمتنا.. منذ عام 1948 ونحن نواجه اعتداءات الاحتلال.. هدم منزلنا ودمّر محاصيلنا الزراعية ورشّها بمواد كيميائية وسمّم المواشي التي نربيها، لكن كل جرائمه الرامية لتشريدنا والاستيلاء على أراضينا فشلت وستفشل، فنحن ورثنا الصمود والبقاء في الأرض من أجدادنا ونورثه لأولادنا جيلاً بعد جيل.

عضو المكتب السياسي للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين مريم أبو دقة، لفتت إلى أن عدوان الاحتلال على أهالي النقب يعيدنا إلى بدايات النكبة التي لا تزال فصولها مستمرة من تطهير عرقي وهدم للمنازل، فالاحتلال يحاول الاستيلاء على كل الأرض الفلسطينية ولا يسلم من وحشيته بشر ولا شجر ولا حجر، بينما يلتزم المجتمع الدولي الصمت، مشدّدة على أن الشعب الفلسطيني سينتصر ويدحر الاحتلال بفضل صموده ودفاعه عن أرضه ومقدساته.

من جانبه قال عضو اللجنة المركزية للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين محمود خلف: إن معركة الدفاع عن النقب في مواجهة التهويد جزء من معركة الفلسطينيين مع الاحتلال في القدس ونابلس والأغوار والخليل وكل مكان، مبيّناً أن الفلسطينيين خرجوا في مظاهرات حاشدة بالأراضي المحتلة 1948 والضفة الغربية وقطاع غزة المحاصر نصرة لأهل النقب في مواجهة مخططات التهجير القسري والتهويد التي ستفشل أمام صمودهم ومقاومتهم.

بدوره أكد رئيس الهيئة الدولية لدعم حقوق الشعب الفلسطيني صلاح عبد العاطي، أن جرائم التمييز العنصري والتطهير العرقي والتهجير القسري التي يرتكبها الاحتلال في النقب ترقى إلى مستوى جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية ينبغي على المجتمع الدولي التدخل العاجل لوقفها وتنفيذ قرارات الشرعية الدولية وإنهاء الاحتلال.

في الأثناء، تصدى مقاومون فلسطينيون، الليلة الماضية لاعتداءات قوات الاحتلال في جبل صبيح ببلدة بيتا جنوب نابلس في الضفة الغربية.

واشتبك المقاومون بالأسلحة الرشاشة مع هذه القوات عند بؤرة “افيتار” الاستيطانية على قمة الجبل ما دفع الاحتلال إلى تعزيز وجوده في المكان بعد إطلاقه وابلاً من القنابل المضيئة في المنطقة وقد استقبل أهالي بلدة بيتا دويّ الاشتباكات بالتكبيرات والتهليلات والهُتافات الداعمة. للمقاومة.

كما وشنّت قوات الاحتلال حملة مداهماتٍ في عددٍ من مناطق الضفة من بينها بيت لحم حيث اعتقلت خمسة فلسطينيين بينهم أسرى محررون.

ومن بين المعتقلين 4 من مخيم الدهيشة، كذلك اعتقلت قوات الاحتلال القيادي في الجبهة الشعبية حسام رزة من غرب نابلس، والأسير المحرر إياد طقاطقة من بيت فجار.

كما أعادت قوات الاحتلال الإسرائيلي، اليوم الأحد، إغلاق البوابة الحديدية المقامة على مدخل بلدة الناقورة، قرب مستوطنة “شافي شمرون”، شمال غرب نابلس.

وقال رئيس بلدية سبسطية محمد عازم، إنّ “قوات الاحتلال أعادت إغلاق البوابة، التي تشكل منفذاً رئيسياً للمواطنين الذين يتنقلون بين محافظتي جنين ونابلس، بعد تمكن الأهالي من فتحها، في وقتٍ لاحق”.

وأضاف أنّ “قوات الاحتلال استعدت المزيد من جنودها في محيط البوابة، وجرى تحويل خط المرور عبر بلدة سبسطية باتجاه مدينة نابلس”.

إلى ذلك، اقتحمت قوات الاحتلال الإسرائيلي اليوم منزل محافظ مدينة القدس المحتلة عدنان غيث في بلدة سلوان جنوب المسجد الأقصى واعتقلت ابن شقيقه.

وقال مستشار محافظ القدس للشؤون الإعلامية معروف الرفاعي: إن قوات الاحتلال اقتحمت منزل المحافظ ومنازل أشقائه وخرّبت جزءاً من محتوياتها واعتقلت ابن شقيقه الطفل معتز صادق غيث 12 عاماً.

جاء ذلك بينما جدّد عشرات المستوطنين الإسرائيليين اليوم اقتحام المسجد الأقصى من جهة باب المغاربة ونفذوا جولات استفزازية في باحاته بحراسة مشدّدة من قوات الاحتلال.