أخبارصحيفة البعث

بحضور ممثل الاتحاد الأوروبي.. قوات الاحتلال تجبر عائلة مقدسية على إخلاء منزلها تمهيداً لهدمه

أكد ممثل الاتحاد الأوروبي في الأراضي الفلسطينية المحتلة سفن كون فون بورغسدورف، أن هدم الاحتلال الإسرائيلي منازل الفلسطينيين وإخلاءهم منها غير قانوني. ونقلت وكالة وفا عن بورغسدورف قوله اليوم خلال زيارته حي الشيخ جراح بالقدس المحتلة مع ممثلي عدد من الدول الأعضاء في الاتحاد أثناء إخلاء سلطات الاحتلال عائلة صالحية المقدسية من منزلها: إن “عمليات الإخلاء والهدم غير قانونية بموجب القانون الدولي وتعيق التوصل إلى تسوية للقضية الفلسطينية”.

واقتحم عدد كبير من قوات الاحتلال صباح اليوم حي الشيخ جراح وداهموا منزل عائلة فلسطينية مكوّنة من 12 شخصاً بينهم 5 أطفال بعد محاصرته من كل الجهات وأرغموهم على إخلائه، ولا تزال قوات الاحتلال تحاصر المنزل تمهيداً لهدمه والاستيلاء على الأرض المحيطة به.

من جهتها، طالبت وزارة خارجية السلطة الفلسطينية بتدخل دولي عاجل لوقف جريمة الاحتلال الإسرائيلي بحق عائلة فلسطينية أجبرها على إخلاء منزلها بحي الشيخ جراح بمدينة القدس المحتلة.

وأكدت الخارجية في بيان لها اليوم أن هذه الجريمة تمثل الاختبار النهائي لما تبقى من صدقية الأمم المتحدة والمجتمع الدولي تجاه مخططات الاحتلال الإسرائيلي لتهجير الفلسطينيين قسرياً من حي الشيخ جراح.

وأوضحت الخارجية أن هذه الجريمة تأتي في إطار عمليات الاقتلاع العنصرية التي تستهدف الوجود الفلسطيني في القدس المحتلة في تصعيد خطير لعمليات التطهير العرقي التي يمارسها الاحتلال ضد المقدسيين لتفريغ المدينة من أهلها وتهويدها.

وفي وقت سابق اليوم، أدانت الخارجية جريمة قوات الاحتلال الإسرائيلي قتل مسنّ فلسطيني وتعمّدها دهسه بمركبة عند مدخل قرية أم الخير بمسافر يطا جنوب مدينة الخليل بالضفة الغربية في السادس من الشهر الجاري.

وقالت الخارجية في بيان لها: إن جريمة إعدام سليمان الهذالين 75 عاماً تشكّل حلقة في سلسلة جرائم الإعدامات الميدانية التي تنفذها قوات الاحتلال وتعكس وحشية الاحتلال وعنصريته في قمعه وتنكيله بالفلسطينيين المشاركين في المظاهرات دفاعاً عن أرضهم بمواجهة الاستيطان والمستوطنين.

وكان الهذالين استشهد في وقت سابق متأثراً بإصابته بجروح خطيرة في الرأس والصدر والبطن والحوض نتيجة دهسه من قوات الاحتلال.

إلى ذلك اقتحم عشرات المستوطنين الإسرائيليين اليوم المسجد الأقصى بحماية مشدّدة من قوات الاحتلال. وذكرت وسائل إعلام فلسطينية أن عشرات المستوطنين اقتحموا الأقصى من جهة باب المغاربة على شكل مجموعات ونفذوا جولات استفزازية في باحاته ضمن اقتحاماتهم اليومية في محاولة لفرض أمر واقع بخصوص تهويد الحرم القدسي والسيطرة عليه.

وكانت وزارة أوقاف السلطة الفلسطينية أوضحت أمس في تقريرها السنوي حول اعتداءات الاحتلال على المقدسات، أن قوات الاحتلال ومستوطنيه نفذوا خلال العام الماضي أكثر من 245 اقتحاماً للمسجد الأقصى ومنعوا رفع الأذان في الحرم الإبراهيمي 633 مرة، إضافة إلى تدمير عشرات المساجد في قطاع غزة خلال العدوان عليه في أيار الماضي.

وفي وقت لاحق، استشهد فلسطيني اليوم برصاص قوات الاحتلال الإسرائيلي جنوب مدينة بيت لحم بالضفة الغربية.

وذكرت وكالة وفا أن قوات الاحتلال المتمركزة على أحد حواجزها عند مستوطنة مقامة جنوب المدينة أطلقت الرصاص باتجاه شاب فلسطيني ومنعت الطواقم الطبية من إسعافه ما أدّى إلى استشهاده.

وفي قطاع غزة المحاصر، جدّدت قوات الاحتلال الإسرائيلي اليوم اعتداءاتها على المزارعين والصيادين الفلسطينيين في مناطق متفرقة من أراضي وبحر القطاع.

وذكر مصدر إعلامي أن عدة آليات عسكرية للاحتلال توغلت في الأراضي الزراعية شمال بلدة بيت لاهيا وسط إطلاق النار وقامت جرّافاته بأعمال تجريف في المنطقة لحرمان الفلسطينيين من زراعتها.

وفي سياق متصل استهدفت بحرية الاحتلال بنيران أسلحتها الرشاشة الصيادين ومراكبهم غرب منطقة السودانية شمال القطاع لمنعهم من مزاولة مهنتهم التي تعدّ مصدر رزقهم الوحيد في ظل الحصار الجائر المفروض على القطاع.

وتتوغل قوات الاحتلال بشكل شبه يومي في أراضي الفلسطينيين الزراعية شمال وشرق القطاع وتمنع المزارعين من الوصول إليها لزراعتها أو فلاحتها، كما تتعمّد بحريته استهداف الصيادين في بحر غزة بإطلاق النار عليهم وملاحقتهم والاستيلاء على مراكبهم.

وفي القطاع أيضاً، شارك عشرات الفلسطينيين في وقفة اليوم دعماً للأسرى في معتقلات الاحتلال الإسرائيلي وخاصة الأسير ناصر أبو حميد المصاب بالسرطان ويعاني من تدهور خطير في حالته الصحية بعد دخوله في غيبوبة منذ 13 يوماً.

وذكرت وكالة وفا أن المشاركين في الوقفة التي أقيمت أمام مقر اللجنة الدولية للصليب الأحمر غرب مدينة غزة رفعوا صور الأسير أبو حميد الذي ما زال في وضع صحي حرج للغاية بعد إصابته بالتهاب حاد في الرئتين نتيجة تلوث جرثومي، مطالبين المجتمع الدولي بالضغط على الاحتلال للإفراج عنه، كما رفعوا لافتات تطالب المؤسسات الدولية والحقوقية بضرورة التدخل العاجل لحماية الأسرى في معتقلات الاحتلال.

وفي السياق ذاته قال المتحدث باسم هيئة شؤون الأسرى والمحررين حسن عبد ربه: إن الحالة الصحية للأسير أبو حميد المعتقل منذ عام 2002 تتدهور بشكل كبير بعد دخوله في غيبوبة حيث يعاني من انعدام في المناعة ولا يستجيب للعلاجات ولا يزال على أجهزة التنفس الاصطناعي.

وتشهد العديد من المدن الفلسطينية وقفات يومية دعماً وإسناداً للأسرى في معتقلات الاحتلال الذين يبلغ عددهم نحو خمسة آلاف بينهم 600 بحاجة إلى تدخل علاجي نتيجة سياسة الإهمال الطبي المتعمد التي يتبعها الاحتلال بحقهم.