صحيفة البعثمحليات

جمعية سنديان.. جهود للحفاظ على البيئة وعمل متواصل لنشر الوعي البيئي

دمشق- بشار محي الدين المحمد

تتسم مجتمعاتنا عموماً بقلة الوعي البيئي على كافة الأصعدة، سواء الاجتماعية، أو حتى خلال النشاطات الصناعية والزراعية، وغيرها، وحتى اللحظة تعتبر مواضيع الحفاظ على البيئة نوعاً من أنواع الترف نظراً لكثرة المشكلات والأزمات، ولذلك سندفع فاتورة هذا الإهمال عاجلاً أم آجلاً، فمشكلات اقتصاد النقص وقلة الاستدامة والتلوث بدأت تحاصرنا من جميع الجوانب، وبات نشر الوعي البيئي والفكر الأخضر هو الحل، وفي حديث لـ “البعث” بيّنت رئيس مجلس إدارة جمعية سنديان البيئية المهندسة سهاد علي أنها عملت مع مجموعة مؤلفة من عدد من الاختصاصيين في مجالات البيئة والحراج المهتمين بالمواضيع البيئية بوضع مجموعة من الأهداف للعمل عليها بشكل جاد تتمثّل بنشر الوعي البيئي، والمحافظة على البيئة، والحد من التلوث، وصون التنوع الحيوي، ودعم المحميات، وزيادة المساحات الخضراء وتجميلها، والحفاظ على الموارد الطبيعية، وحماية الأنواع النادرة والمهددة بالانقراض، وقام الأعضاء بنشاطات رمزية مختلفة تطورت وازدادت بعد تشكيلهم جمعية “سنديان” لحماية البيئة والتنمية المستدامة في طرطوس التي أشهرت في نهاية عام 2020، وبعد الإشهار أقامت الجمعية مجموعة من النشاطات الثقافية كالمحاضرات والندوات العلمية، والنشاطات البيئية كحملات التشجير، وحملات النظافة، وحملات تشمل موضوعات ثقافية وعلمية ومعرفية وترفيهية في الوقت ذاته كالمسير البيئي.
وتابعت علي: لقد أطلقت الجمعية مجموعة من المبادرات لتعميم ونشر الوعي البيئي اجتماعياً كمبادرة حملة حديقة 6 تشرين دائماً نظيفة، وأقامت مجموعة من المشاريع بدأت بتنفيذها عملياً كمشروع الحديقة البيئية بطرطوس- منطقة الضاحية، حيث تعنى الجمعية حالياً بالإشراف على الحديقة وزراعتها بالتعاون مع مديرية الحدائق في محافظة طرطوس، وستتم زراعتها بأنواع محلية تمثّل العديد من الأصناف البيئية السورية، إضافة لإقامة حملات لتنظيف وتعشيب هذه الحديقة، كما نفذت الجمعية حملة تشجير واحدة بعدة أنواع من السنديان، كما ستقوم بحملة تشجير أخرى في وقت قريب جداً، حيث ستتم زراعة الغار والخرنوب وعدد من الأنواع الأخرى، إضافة لتنفيذ عدد من الأنشطة البيئية ضمن هذه الحديقة التي تعتبر الفكرة الأولى من نوعها، سواء على مستوى المحافظة، أو على مستوى القطر، وستعمل الجمعية على نشر وتعميم هذه الفكرة في كافة المناطق، وقامت بمشروع لفرز النفايات في حديقة 6 تشرين، حيث يهدف للتوعية حول أهمية فرز النفايات انطلاقاً من المنزل وقبل رميها، وقامت الجمعية بنشر استبيانات لمعرفة مدى تقبّل المواطنين للفكرة، ومدى معرفتهم بأهمية مثل هذا المشروع، وتعريفهم بأهمية الفرز، وعقدت ورشة عمل في مديرية الشؤون الاجتماعية والعمل في طرطوس ضمت ممثّلين عن عدد من الجهات التي ستدعم المشروع، وتم الاستماع لمطالبات تلك الجهات للوصول إلى رؤية مشتركة تمكن من نجاح تنفيذ المشروع ليكون نواة لمشاريع أخرى على نطاق أوسع، وسيتم تطبيق المشروع من خلال وضع عدد من الحاويات لعدد من أنواع النفايات المفرزة، وسيسهم هذا المشروع في التخلص من مشكلة تراكم النفايات، وإعادة تدويرها وتصنيعها، والاستفادة المباشرة من النفايات العضوية من خلال استخدامها كسماد عضوي، كما سيخفف عدداً من الظواهر غير الحضارية مثل النباشين، وأقامت الجمعية دورة لإعادة التدوير، ومعرضاً للأنشطة اليدوية والبيئية، ومعرضاً لرسوم الأطفال البيئية بهدف نشر ثقافة الوعي البيئي منذ الصغر.
ودعت علي الجميع للمشاركة وإنجاح الجمعية في تحقيق أهدافها لخلق مجتمع محب للبيئة، وقادر على الحفاظ عليها بكافة مكوناتها في كافة نشاطاته اليومية، والاقتصادية، والاجتماعية.